المجتمع المصري من قلب الوجع إلى أغنية يا صباح الخير لكوكب الشرق بقلم عبدالرحمن منصور
دون أية مقدمات مجتمعنا المصري مجتمع ثري قد تتعانق فيه أوراق الغنى النضرة مع أغصان الفقر الجافة، كاذب من قال أنه قد استطاع أن يستوعبه أو حتى أن يفهم طبائع أهله، لن تراه في الشوارع المملوءة بالقصور وبيوت يتفنن أصحابها في التبذير والإسراف، ستراه بازغا في تجاعيد عجوز رسمت الحرب مآسيها على قسمات وجهه لتسطر حروف بطولته في كتاب التضحية، حرب نبع من دماء الألم أمل يحيا على إثره مجتمع كامل يتعلق بالحياة، لهم حق بتشبيهنا بالقطط، نعم لنا سبعة أرواح، لا تقتلنا المصائب، تقوينا وتلهمنا لنخلق الغبطة من قلب الوجع تبصر مجتمعنا بيسر عندما ترى الصبية يهرولون في الشوارع حفاة خلف كرة القدم التي يتنفسونها بدلا من الهواء، عندما تسمع دوي الأجراس يعانق أصوات المآذن كن على يقين بأنك وصلت إلى أم الدنيا.
أنغام “يا صباح الخير” لكوكب الشرق تزف نهارنا لتشرق الشمس بسعادة لتغمر شوارعنا بنور البهجة الأبدي، نور كتب له القدر الخلود فأعدم ظلام اليأس بحسام إبتسامة الرضا الدائمة، وأيات عطرة من حناجرنا الذهبية تبارك حيواتنا بعبير الخشوع المقدس.
إن مجتمعنا تشتم رائحته التي تشع أمارتها في عائلة أذن الشهر الكريم بتجمعها، تجمع لن ترونه إلا على أرض الكنانة، رائحة تتجرد من أنها نبعت من الطعام لتصبح رائحة البهجة الرمضانية التي نشتاق إليها عاما بعد عام.
بخلاصة نحن لسنا مجتمعا كاملا ولكننا متفردون في حبنا لبعضنا، في رضانا بما قسمه الله لنا، نحن مصريون ويكفينا أن نكون كذلك.
التعليقات مغلقة.