موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“المجددون في الإسلام” تأليف الشيخ أمين الخولي …عرض وتقديم حاتم السيد مصيلحي

672

المجددون في الإسلام” تأليف الشيخ أمين الخولي …عرض وتقديم حاتم السيد مصيلحي


التغيير سنة كونية لا تنكر، وإعمال العقل مطلب ديني وفرض تعبدي لا يترك، ولا يكون ذلك إلا وفق معايير وأسس واضحة يقررها الكاتب في بحثه منذ البداية موضحا فكرة التجديد بمعناها الشمولي الواسع قائلا :
إن الغرض من البحث: تدعيم فكرة التجديد، ثم تحديدها وبيانها بما ملك على النفس شعور الحياة بالحاجة الماسة الملحة إلى تجديد تطوري يفهم به الإسلام الذي يقرر لنفسه الخلود والبقاء، فهما حيا يتخلص من كل ما يعرض هذا البقاء للخطر، ويعوق الخلود.
والقدماء يعنون ذلك التجديد أنه : إحياء السنة وإماتة البدعة، أو إحياء ما اندرس أو ماشابه، وقد اختلف مفهوم التجديد من حيث المنزع والاتجاه، وفي هذا الشأن تراهم ينزعون حينا منزعا علميا حين يحتفلون بأهمية التجديد في الفقه، قانون الحياة العملية عندهم، فنراهم يرجحون اعتبار مجدد على اعتبار مجدد آخر بأن المفضل فقيه يذود عن الفروع، والمفضول متكلم يذود عن أصول العقائد، ويزيد هذا الاتجاه العلمي في التجديد قولهم : ( إن المجددين قد يتعددوا في القرن الواحد، فيكون كل واحد منهم عاملا في ميدان، من ميادين الحياة العلمية والعملية، فكل واحد ينفع بغير ماينفع به الآخر) فالأحسن والأجدر أن يكون ذلك إشارة إلى حدوث جماعة من أكابر المشهورين على رأس كل مائة سنة يجددون للناس دينهم، ويحفظونه عليهم في أقطار الأرض.. وبهذا الاتجاه العملي ينتهي إلى أن يكون التجديد حركة دائمة متصلة ما اتصلت الحياة، وما قام فيها من يحمي الحياة من الانحراف ويجهر بالحق، ويصون المجتمع من الانتكاس وشيوع المفاسد فيه.

ويخلص الباحث إلى أن التجديد الديني :(هو العمل الدائم للواعين ، الحارسين لكيان الجماعة، من أن تشيع فيها ضلالة مفسدة أو مهلكة ضارة).
وهذا على خلاف ماعد البعض في عصرنا إيجاد فقه جديد أو محو ماتركه السابقون من أهل العلم وإتيان ما يتماشى مع العصر..ويؤكد جعل التجديد مرتبطا بكبريات الأحداث الضارة التي يتعرض لها المجتمع، بفعل آفات من التطور الاجتماعي، والتغير الحيوي، إثر خلل اقتصادي أو انتكاس اجتماعي لسبب ما.

التجديد والخبرة : هذه النظرة الاجتماعية البينة للتجديد قديما تحتاج إلى خبرة بسنين الاجتماع وحياة الجماعات، والقدرة على تقويمها الصحيح وتسديد اتجاه الجماعة على الطريق السوي. 

التجديد والتطور : فإذا ماكان المجدد مطورا للحياة، فمعنى ذلك أنه يقدر تغيرها في سيرها إلى غدها، ويعمل على جعل الدين مسايرا لها في هذا السير، موائما لحاجتها فيه، فالتجديد الذي هو تطور ليس إعادة قديم كان، وإنما هو اهتداء إلى جديد كان بعد أن لم يكن سواء أكان الاهتداء إلى هذا الجديد بطريق الأخذ من قديم كان موجودا، أم بطريق الاجتهاد في استخراج هذا الجديد بعد أن لم يكن، فالتطور لا يفهم بسهولة من إحياء ما اندرس كما يقال في معنى التجديد.
ويسوق الكاتب مثالا عن ذلك قائلا : إن المجدد المناضل عن العقيدة قد ابتكر وسائل جديدة في عرض العقيدة وتصويرها مؤيدا بالأدلة التي تكون عدة المدافعين عنها، كاتخاذ المنطق اليوناني الجديد طريقا الاستدلال، وكالذي يعرف من اختلاف طريقة السلف فيما يوصف به من مشابهة الحوادث، وهي التسليم بلا تأويل، واتخاذ بعدهم طريق التأويل وعدم الاكتفاء بالتسليم، بل قد نجد مثل ذلك في عمل المجدد الذي ناضل عن الأحكام الشرعية العملية التي هي الفقه، وأن هذا النضال كان بإحداث جديد في ميدان أصول الفقه، كعلة القياس عند الأصليين.
وظهر ذلك أيضا لدى المجدد الثاني الإمام الشافعي إذ يذكرون له مذهبين فقهيين : مذهب جديد، ومذهب قديم، فالقديم كان في سن سابقة من حياته، وفي بيئة مادية هي العراق، والجديد كان في سن متأخرة من حياته وفي مادية أخرى هي مصر، واختلاف البيئتين ماديا كان بلا شك مصحوبا باختلاف البيئتين معنويا؛ لاختلاف طراز الحياتين في الإقليمين.
وهكذا نشارف من فهم الأقدمين للمعنى الواضح الصريح للتطور، بأنه تغير وانتقل من حال إلى حال تأثرا بعوامل مادية ومعنوية، تتعرض لها الأحياء والكائنات المعنوية.
ويبرز الكاتب ذلك ويوضحه من خلال حياة الأديان وتدين الإنسان؛ لأن الأديان على اختلاف أزمانها المتباعدة واختلاف حَملتها من المرسلين جنسا دوما، إنما تؤلف وحدة متكاملة لجانب من النشاط الإنساني، ثم هي مع ذلك ليست تكرارها لصورة واحدة من الرسالة ولا الشخصية واحدة من الرسل، بل لكل رسالة طابعها الملائم لزمانها، وأسلوب التحدث إلى أهله، ولكل رسول شخصيته الحيوية، التي تناسب رسالته وتوائم أهل زمانه، فإذا ماانتهى الأمر إلى مرحلة تعي فيها البشرية ماحولها، وتخطو مستقلة بتفكيرها مع الكليات الدينية العامة كان ما كان من ختم الرسالات السماوية.
ومع هذا التطور الواضح في حديث الرسالات السماوية نفسها، فإنها تقرر وحدة الأصل، وتجعل اللاحق مكملا للسابق وذلك هوالتطور.
أسس التطور في الإسلام :
١- امتداد دعوة الإسلام، وحياته امتدادا أفقيا وامتدادا رأسيا معا، فالامتداد الأفقي هو امتداد مكان هذه الدعوة وحياتها إلى العالمين،والامتداد الرأسي هو امتداد الزمان بدعوته وحياته قرنا بعد قرن وأجيالا بعد أجيال.
٢- اقتصاد دعوته في الغيبات، وإراحته العقل منها مايتركه التفاصيل فيها واكتفائه بالإجمالي العام في الإيمان بها، مع النهي عن التفكير في دقائق مايطلب الإيمان به، كالله، والملائكة…. الخ.
٣- عدم تورط هذا الإسلام في كتابه الذي هو أصل أصوله في بيان شيىء عن نشأة الحياة على الأرض وظهور الإنسان.
٤- عدم تورط الإسلام في شيىء من تفاصيل تاريخ الأمم والرسل، التي عرض لأحوالها جملة أو مع بعض التفصيل، بيانا لسنن الاجتماع، في حياة الدعوات والرسالات، كيف تلقاها الناس، وكيف قاوموها، وكيف تم انتصارها أخيرا.
٥- اقتصاره في تنظيم الحياة العلمية بالعبادات وغيرها – بعد تيسير الحياة الاعتقادية – على الأمور الكلية والأصول العامة الشاملة، دون التفاصيل المفردة، والجزئيات الصغرى.
٦- جعل الاجتهاد أساسا للحياة الإسلامية، وماالاجتهاد إلا الانطلاق مع الحياة وفاء بجديد حاجاتها.
وقد صنف المجددين على النحو الآتي:
١-عمر بن عبدالعزيز ( ٦١ – ١٠١ من الهجرة)
٢-الإمام الشافعي (أبو عبد الله محمد بن إدريس بن عباس بن عثمان بن شافع) (١٠٥ – ٢٠٤ هجرية) .
٣-ابن سريج (ت ٣٠٦ هجرية)
٤- أبو سهل الصعلوك (ت ٣٦٩ هجرية) ٥- أبو الحسن الأشعري المتوفى ٣٢٠ أو ٣٣٠ هجرية.
٦- الباقلاني (ت ٤٠٣ هجرية).

ومن أجدى ماقدم المجددون للحياة الدينية فهم الدين على أنه إصلاح للحياة، لا طقوس وأشكال، وذلك كالذي تسمعه مجلجلا في فهم عمر بن عبد العزيز، حين طلبوا إليه أن يأمر للبيت بكسوة، كما كان يفعل من قبله، فكتب : إني رأيت أن أجعل ذلك في أكباد جائعة، فإنه أولى بذلك من البيت، كما يتجسد هذا المعنى في تصرف الشافعي، الذي أمضى ليله مضطجعا يفكر في مسائل فقهية عملية مؤثرا ذلك على العبادة.
وذلك الفهم الحيوي للتدين من خير مايدفع عن الدين فهما مبطلة يرميه بها من يرى أفعال الذين لم يحسنوا فهم الدين، ومالوا بالإسلام إلى ماهو بعيد أوسع البعد عن روحه العملية الحيوية.

التعليقات مغلقة.