المرأة بين التحرير والتحرر…
بقلم مدحت رحال
في مقال للدكتورة / وجيهة السطل تناولت فيه باختصار مسيرة الأديبة والشاعرة الكبيرة / زينب الفواز .
ذكرت أن الاديبة الكبيرة كانت من أول من طالب بحقوق المراة ،
ولربما سبقت قاسم أمين في دعوته لتحرير المرأة .
تحرير المرأة
سأتناول المسألة من خلال رؤيتي الشخصية ،
وقد يتفق معي البعض ويعارض آخرون .
اتفق حكماء السياسة والفكر في الغرب على أن الٱسلام هو السد المنيع أمام مخططاتهم لإعادة السيطرة على مقدرات العالم العربي .
وكان لا بد من ضرب الإسلام في عقر داره وبأيدي أبنائه ،
وقد سار هذا المخطط في محورين رئيسيين :
١ _ هدم المجتمع من الداخل :
- الدعوة لتحرير المراة في الظاهر
وتحررها في الباطن . - هدم الأخلاق
وذلك بنشر الفواحش ما ظهر منها وما بطن ،
ومن ينكر ذلك فلينظر إلى دور السينما الإباحية
المنتشرة هنا وهناك ،
سوقوا لنا الشذوذ في ثوب جديد سموه / المثلية ، - هدم الإنسان
وذلك بنشر تعاطي الخمور والمخدرات ،
التفكك والإنحلال في كل المجالات وخاصة الأسرة ،
وتزيين ذلك وإظهاره على أنه من متطلبات الحضارة الحديثة
والرقي الإجتماعي .
واتهام كل من يعارض ذلك بالتخلف والرجعية .
وقد ساعدت وسائل الإعلام من سينما وتلفزيون وصحافة ومجلات ووسائل التواصل الحديثة في بث ذلك ونشره ،
( وما معاهدة س ..ي ..دا ..و .إلا حلقة في هذا المخطط )
فهي موجهة إلى العالم العربي بالتحديد ،
ذلك بأن الغرب ليس بحاجة إليها ،
فهو يمارس في واقعه ما هو أسوأ منها .
٢ _ هدم الإسلام والعقيدة الدينية وذلك بتقويض دعائمها وأركانها ،
وبأيدي أبنائها أنفسهم .
وقد تكلمت عن هذا المحور في مقال سابق بعنوان :
( أئمة على طريق الضلالة ) .
وسأتحدث في هذا المقال عن :
( تحرير المرأة )
عنوان يشد الإنتباه ،
قدموه في ثوب قشيب ،
يصور المرأة وقد انتقلت من الظلمات إلى النور ،
إلى مستقبل واعد في جنة من الأحلام .
وقد قدر مفكروا الغرب أن أفضل واسرع وسيلة في السيطرة على عقل المرأة هو العزف على وتر / تحرير المرأة ،
وكأنها كانت مكبلة بالسلاسل والأغلال .
ومن خلال هذه الدعوة البراقة ،
يستطيعون أن ينتقلوا من :
( تحرير ) المرأة إلى ( تحرر ) المراة ،
وهدم المجتمع من الداخل .
ولغرس هذه الفكرة في وجدان وضمير المجتمع ،
فإن أنجع وسيلة هي أن تأتي الدعوة لذلك من الداخل ،
فتكون أكثر إقناعا وفاعلية وأسرع في الإستجابة ،
وكان لهم ما أرادوا .
ظهر بين مفكري العرب وحملة الأقلام من بهرتهم الحضارة المادية الغربية ،
فنذروا أنفسهم لهذه الدعوة والترويج لها ،
وأنها السبيل الوحيد للرقي بالمجتمع ،
ونقله إلى مستوى الحياة الأوروبية .
وكان الذي تولى ( كِبرَه ) :
- قاسم أمين
الذي تأثر بأساليب الحياة الغربية وخاصة ما يتعلق بالمرأة ،
وهاجم الحجاب ، وأنه سبب عبودية المرأة . - هدى شعراوي
رائدة الحركة النسوية في مصر .
وقفت في ميدان التحرير وسط جمهرة من النساء ،
وخلعت الحجاب وداسته بقدمها وقالت :
الآن ،
ومن هذا الميدان ،
أعلن تحرير المرأة .
وسُمي من يومها / ميدان التحرير
نسي هؤلاء أو تناسوا أننا مجتمع نختلف في عقيدتنا وتقاليدنا وأعرافنا وأخلاقنا وقيمنا ومثلنا عن المجتمع. الغربي ،
ما يصلح هناك لا يصلح هنا .
لم ير هؤلاء حالة المجتمع الغربي على حقيقته ،
وأنه مجتمع مادي يعاني من خواء روحي وتفكك أسري وأمراض أخلاقية تنخر فيه ،
فشخذوا أقلامهم وملأوا الدنيا صراخا وعويلا على المرأة العربية المسكينة ،
حبيسة اليشبك والنقاب .
خاطبوا قلب المراة قبل عقلها في المستقبل المشرق الواعد الذي ينتظرها إذا هي فكت القيد المزعوم ،
وتحررت المرأة من عبودية النقاب المزعومة ،
ولكنها دخلت في عبودية ( السفور ) .
خرجت لتحقق ذاتها كما تزعم وكما أوهموها ،
فإذا هي تفقد ذاتها .
لم تكن هدى شعراوي تدري أن خلع النقاب ورميه تحت الأقدام في ميدان التحرير ،
سيتبعه خلع ملابس المراة رويدا رويدا .
ومنذ ذلك التاريخ والمقص يعمل في ملابس المراة حتى خرجت عارية على شواطىء البحار ،
وكاسية عارية في المحافل والأسواق والمنتديات .
والسؤال :
هل تحررت المراة ؟
وماذا كانت نتائج هذا التحرر ؟
كانت المراة تعيش ملكة متوجة خلف الحجاب .
يأتيها رزقها رغدا .
نعم ،
للمرأة حقوق مشروعة
لها حق التعليم والوصول إلى أعلى درجات العلم
لها حق الذمة المالية المستقلة
لها حق العمل إذا كانت بحاجة إلى ذلك ، وكان المجتمع بحاجةإلى تخصصها كطبيبة أو مدرسة مثلا .
لها الحق في أن تشارك في أمور الحياة المختلفة بما لا يخرج بها عن طبيعتها الأنثوية ووظيفتها الحقة كامرأة .
نرى اليوم كثيرا وكثيرا جدا من المحجبات قد وصلن إلى ما هو اكثر من ذلك ،
فهل حال الحجاب دونه ؟
لم تقف المرأة عند مفهوم التحرير ،
بل تعدته إلى التحرر ،
وهذا ما دفعوها إليه ،
كانوا يريدون لها التحرر لا التحرير ،
وقد كان .
وكانت هي الضحية ،
تنازلت عن عرش أنوثتها لتدخل معترك الحياة كالرجال ،
فطحنتها الحياة
فلا هي صارت رجلا ولا هي بقيت امراة ،
_ صارت مطلبا للرجال لمالها ،
لا لجمالها ولا لحسبها ولا لدينها .
وصار الشعار :
( فاظفر بذات الوظيفة تربت يداك )
_ دخولها معترك الحياة أثر سلبا على المراة نفسها ،
فقد زاحمت الرجل وأخذت وظيفته كمهندس أو محاسب مثلا ،
فصار عاطلا عن العمل ،
وبالتالي فليس لديه فرصة للزواج .
وصارت المعادلة :
عاطل يقابله عانس
- وهكذا زادت نسبة العنوسة بين النساء كما هي بين الرجال ،
وكان من نتائجها العلاقات غير الشرعية ،
وفي أحسن الأحوال الزواج العرفي .
_ دخول المراة معترك الحياة العملية من جميع أبوابها : - حرمها نعمة الأمومة والسكينة ،
- أطفالها بين أيدي المربيات أو في دور الحضانة ,
- لم تعد سكنا للرجل ،
فهي ترجع من العمل مكدودة مهدودة ،
فلم تعط الرجل حقوقه ولم تنل حقوقها
هل نالت المراة حريتها ؟
لا أظن ،
وأيا ما كانت نوايا ودوافع قاسم أمين وهدى شعراوي ومن
سار على نهجهما ،
فإن الأمور المصيرية لا تقاس بالنوايا
وإنما تقاس بالنتائج
وكانت النتائج كارثية .
ضحكوا عليها بالتحرير
فسقطت في التحرر
وبينهما خيط رفيع
وفرق هائل .
على الأقل :
هذا رأيي ،،
مدحت رحال،،
المرأة بين التحرير والتحرر
في مقال للدكتورة / وجيهة السطل تناولت فيه باختصار مسيرة الأديبة والشاعرة الكبيرة / زينب الفواز .
ذكرت أن الاديبة الكبيرة كانت من أول من طالب بحقوق المراة ،
ولربما سبقت قاسم أمين في دعوته لتحرير المرأة .
تحرير المرأة
سأتناول المسألة من خلال رؤيتي الشخصية ،
وقد يتفق معي البعض ويعارض آخرون .
اتفق حكماء السياسة والفكر في الغرب على أن الٱسلام هو السد المنيع أمام مخططاتهم لإعادة السيطرة على مقدرات العالم العربي .
وكان لا بد من ضرب الإسلام في عقر داره وبأيدي أبنائه ،
وقد سار هذا المخطط في محورين رئيسيين :
١ _ هدم المجتمع من الداخل :
- الدعوة لتحرير المراة في الظاهر
وتحررها في الباطن . - هدم الأخلاق
وذلك بنشر الفواحش ما ظهر منها وما بطن ،
ومن ينكر ذلك فلينظر إلى دور السينما الإباحية
المنتشرة هنا وهناك ،
سوقوا لنا الشذوذ في ثوب جديد سموه / المثلية ، - هدم الإنسان
وذلك بنشر تعاطي الخمور والمخدرات ،
التفكك والإنحلال في كل المجالات وخاصة الأسرة ،
وتزيين ذلك وإظهاره على أنه من متطلبات الحضارة الحديثة
والرقي الإجتماعي .
واتهام كل من يعارض ذلك بالتخلف والرجعية .
وقد ساعدت وسائل الإعلام من سينما وتلفزيون وصحافة ومجلات ووسائل التواصل الحديثة في بث ذلك ونشره ،
( وما معاهدة س ..ي ..دا ..و .إلا حلقة في هذا المخطط )
فهي موجهة إلى العالم العربي بالتحديد ،
ذلك بأن الغرب ليس بحاجة إليها ،
فهو يمارس في واقعه ما هو أسوأ منها .
٢ _ هدم الإسلام والعقيدة الدينية وذلك بتقويض دعائمها وأركانها ،
وبأيدي أبنائها أنفسهم .
وقد تكلمت عن هذا المحور في مقال سابق بعنوان :
( أئمة على طريق الضلالة ) .
وسأتحدث في هذا المقال عن :
( تحرير المرأة )
عنوان يشد الإنتباه ،
قدموه في ثوب قشيب ،
يصور المرأة وقد انتقلت من الظلمات إلى النور ،
إلى مستقبل واعد في جنة من الأحلام .
وقد قدر مفكروا الغرب أن أفضل واسرع وسيلة في السيطرة على عقل المرأة هو العزف على وتر / تحرير المرأة ،
وكأنها كانت مكبلة بالسلاسل والأغلال .
ومن خلال هذه الدعوة البراقة ،
يستطيعون أن ينتقلوا من :
( تحرير ) المرأة إلى ( تحرر ) المراة ،
وهدم المجتمع من الداخل .
ولغرس هذه الفكرة في وجدان وضمير المجتمع ،
فإن أنجع وسيلة هي أن تأتي الدعوة لذلك من الداخل ،
فتكون أكثر إقناعا وفاعلية وأسرع في الإستجابة ،
وكان لهم ما أرادوا .
ظهر بين مفكري العرب وحملة الأقلام من بهرتهم الحضارة المادية الغربية ،
فنذروا أنفسهم لهذه الدعوة والترويج لها ،
وأنها السبيل الوحيد للرقي بالمجتمع ،
ونقله إلى مستوى الحياة الأوروبية .
وكان الذي تولى ( كِبرَه ) :
- قاسم أمين
الذي تأثر بأساليب الحياة الغربية وخاصة ما يتعلق بالمرأة ،
وهاجم الحجاب ، وأنه سبب عبودية المرأة . - هدى شعراوي
رائدة الحركة النسوية في مصر .
وقفت في ميدان التحرير وسط جمهرة من النساء ،
وخلعت الحجاب وداسته بقدمها وقالت :
الآن ،
ومن هذا الميدان ،
أعلن تحرير المرأة .
وسُمي من يومها / ميدان التحرير
نسي هؤلاء أو تناسوا أننا مجتمع نختلف في عقيدتنا وتقاليدنا وأعرافنا وأخلاقنا وقيمنا ومثلنا عن المجتمع. الغربي ،
ما يصلح هناك لا يصلح هنا .
لم ير هؤلاء حالة المجتمع الغربي على حقيقته ،
وأنه مجتمع مادي يعاني من خواء روحي وتفكك أسري وأمراض أخلاقية تنخر فيه ،
فشخذوا أقلامهم وملأوا الدنيا صراخا وعويلا على المرأة العربية المسكينة ،
حبيسة اليشبك والنقاب .
خاطبوا قلب المراة قبل عقلها في المستقبل المشرق الواعد الذي ينتظرها إذا هي فكت القيد المزعوم ،
وتحررت المرأة من عبودية النقاب المزعومة ،
ولكنها دخلت في عبودية ( السفور ) .
خرجت لتحقق ذاتها كما تزعم وكما أوهموها ،
فإذا هي تفقد ذاتها .
لم تكن هدى شعراوي تدري أن خلع النقاب ورميه تحت الأقدام في ميدان التحرير ،
سيتبعه خلع ملابس المراة رويدا رويدا .
ومنذ ذلك التاريخ والمقص يعمل في ملابس المراة حتى خرجت عارية على شواطىء البحار ،
وكاسية عارية في المحافل والأسواق والمنتديات .
والسؤال :
هل تحررت المراة ؟
وماذا كانت نتائج هذا التحرر ؟
كانت المراة تعيش ملكة متوجة خلف الحجاب .
يأتيها رزقها رغدا .
نعم ،
للمرأة حقوق مشروعة
لها حق التعليم والوصول إلى أعلى درجات العلم
لها حق الذمة المالية المستقلة
لها حق العمل إذا كانت بحاجة إلى ذلك ، وكان المجتمع بحاجةإلى تخصصها كطبيبة أو مدرسة مثلا .
لها الحق في أن تشارك في أمور الحياة المختلفة بما لا يخرج بها عن طبيعتها الأنثوية ووظيفتها الحقة كامرأة .
نرى اليوم كثيرا وكثيرا جدا من المحجبات قد وصلن إلى ما هو اكثر من ذلك ،
فهل حال الحجاب دونه ؟
لم تقف المرأة عند مفهوم التحرير ،
بل تعدته إلى التحرر ،
وهذا ما دفعوها إليه ،
كانوا يريدون لها التحرر لا التحرير ،
وقد كان .
وكانت هي الضحية ،
تنازلت عن عرش أنوثتها لتدخل معترك الحياة كالرجال ،
فطحنتها الحياة
فلا هي صارت رجلا ولا هي بقيت امراة ،
_ صارت مطلبا للرجال لمالها ،
لا لجمالها ولا لحسبها ولا لدينها .
وصار الشعار :
( فاظفر بذات الوظيفة تربت يداك )
_ دخولها معترك الحياة أثر سلبا على المراة نفسها ،
فقد زاحمت الرجل وأخذت وظيفته كمهندس أو محاسب مثلا ،
فصار عاطلا عن العمل ،
وبالتالي فليس لديه فرصة للزواج .
وصارت المعادلة :
عاطل يقابله عانس
- وهكذا زادت نسبة العنوسة بين النساء كما هي بين الرجال ،
وكان من نتائجها العلاقات غير الشرعية ،
وفي أحسن الأحوال الزواج العرفي .
_ دخول المراة معترك الحياة العملية من جميع أبوابها : - حرمها نعمة الأمومة والسكينة ،
- أطفالها بين أيدي المربيات أو في دور الحضانة ,
- لم تعد سكنا للرجل ،
فهي ترجع من العمل مكدودة مهدودة ،
فلم تعط الرجل حقوقه ولم تنل حقوقها
هل نالت المراة حريتها ؟
لا أظن ،
وأيا ما كانت نوايا ودوافع قاسم أمين وهدى شعراوي ومن
سار على نهجهما ،
فإن الأمور المصيرية لا تقاس بالنوايا
وإنما تقاس بالنتائج
وكانت النتائج كارثية .
ضحكوا عليها بالتحرير
فسقطت في التحرر
وبينهما خيط رفيع
وفرق هائل .
على الأقل :
هذا رأيي ،،
مدحت رحال،،
التعليقات مغلقة.