موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

” المسافة صفر ” ق ق ج بقلم/علي جبل

672


مستغرقا، فشاردا على شاطئ البحر،إذ بنسمة هواء ساحرة تبتسم ضاحكة، تغازلني، تثير مشاعري، فحلَّقتْ بخيالي، وحدثَتْنِي بخفة ودلال وهي تتراقص على وجهي : هل لكَ من رحلة في خضم هذا البحر؟ وكان الرفض جاريا ‏على شفتي لخوفي من البحر وموجاته وغدراته؛ لولا أنها لم تمهلني الإجابة؛ فعاجلَتْني وحَمَلتْني على بساط النسيم تطوف بي في السماء الواسعة؛ لكنها لم تُعطِني سوى جزءٍ يسيرٍ من الزمن، وسرعان ما تحولت هذه الريحُ اللينة إلى ريح عاتية أسقطتني على سطح سفينة كبيرة تلاطم الأمواج والأعاصير ولا، تنكسر! تمتلئ بالماء ولا تغرق! فتعجبتُ لسفينة هذا حالها! نظرتُ للريح مُغاضبا، فمناديا، فمستغيثا! فقالت وهي باسمة: كل من يمتطي بساط الريح يكتسب خاصيتة السحرية ويتحول كيفما شاء؛ فاستحال جسدي إلى سمكة صغيرة تسبحُ وسط الملايين من الأسماك داخل السفينة ‏وكأنها بيئتها الأصلية، ومما زاد الأمر غرابة تجَوُّل بعض الحيتان المفترسة داخلها بكل أريحية، إذ كيف لها أن تعيش كذلك؟!.
‏فأخذت أبحث عن ملجأ ينجيني منها، إنها تبتلعُ كل ما تقابله من أسماك ولا تشبع، لجأتُ ومن معي من الأسماك الصغيرة لطرقات ضيقة لا تستطيع الحيتانُ الكبيرةَ أن تعبرها حتى لا أجد نفسي ومن معي وقد استقررنا في بطن إحداها للأبد. تعودنا العيش على فُتاتِ زادهم دون امتعاض؛ أغمضنا عيوننا عن عيوبهم، وآذاننا عن مُنكَرِ أقوالهم، وألسنتنا-خوفا- عن نقد أفعالهم. بان الهزال على أجسادنا، والعَشَى على عيوننا؛ لقلة الزاد وضيق المأوى.
‏مر بنا زمن- تخطى العشر- ونحن على حال استفحل فيه أمر الحيتان، وتنوعت فيه أشكال الذل والخوف والإذعان.
حوت “الأوركا” قابع في مكانه، يرقبنا من بعيد، يقبض على عجلة القيادة لسفينة أخذها غصبا لا يُفلتها من يده، يمخَر بها عباب الظلمات؛ دون بوصلة.
‏وفي إحدى الممرات الضيقة، وعلى غير موعد، تنادت الأسماك دون تخطيط مسبق، يدفعهم الجوع الطائش، والجنونُ المطبِق، والهدفُ الواحد، والخوف من الهلاك، تخلَّوا لحظتها عن قلوبِهم المنهزمة، وآهوائِهم المختلفة، واندفعوا أسرابا صوب الحوت السفاح، ولأنني لا زلت سمكة صغيرة وقد أتأخر عن اللحاق بهم، تعلقت بزعنفة إحدى الأسماك الكبيرة، حتى وصلنا المسافة صفر؛ فلما تراءى الجمعان، هرب حوتهم، واتخذ طريقه في البحر سربا.
تمت

التعليقات مغلقة.