المشكلة والفتنة خاطرة بقلم عبدالله عبدالإله باسلامه اليمن ذمار
المشكلة والفتنة ( خاطرة )
بقلم عبدالله عبدالإله باسلامه
اليمن /ذمار
كل مشكلة في الدنيا لها حل..
سواء وقعت بين إنسان وآخر ، أو بين جماعة وأخرى من الناس، أو بين دولة ودولة……إلخ
تنشأ المشكلة من فعل ورد فعل معاكس ، أو رأي ورأي مناقض ، أو رغبة وصد ، وإرادة وممانعة، وخلاف واختلاف وربما يتفاقم الخلاف ويصل إلى حد القتل.. كما حدث مع هابيل حين طوعت له نفسه قتل أخاه، رغم ذلك يبقى الاختلاف طبيعة بشرية .
أما الفتنة فهي تلك النزعة الشيطانية التي يكمن ورائها طرف ثالث – خفي – يدفع طرفي المشكلة للصراع، أو يدفع طرف على آخر ، كما فعل الشيطان في فتنة آدم مع الشجرة، وكان دوره أن وسوس، وحث،وشجع ، وأقسم أنه لآدم وزوجه من الناصحين .
عندما يتدخل طرف ثالث في أي مشكلة بين طرفين بقصد الإستفادة ، أو يكون هو وراء سبب إثارتها لتحقيق مكسب من إفتعالها فهو صاحب نزعة شيطانية،صاحب مشروع فتنة، تؤدي إلى سلسلة من القتل والعنف كلما خبت نيرانها شبت من تحت الرماد جمراتها ، فلا تنطفئ ولا يمحو الزمان آثارها كما تنطفئ المشاكل وتمحى آثارها..لهذا السبب كان القتل أهون من الفتنة .
من هو السبب ؟؟!
من البديهي عند حدوث مشكلة أن نسأل من هو السبب؟! .. لكن من الحمق والغباء إذا ما تأزمت المشكلة وتعقدت ونشبت فيها مخالب الفتنة أن نظل نسأل من هو السبب .
والصحيح أن نسأل من هو المستفيد ؟
لأن المستفيد هو من يغذي طرفي الصراع ، وهو من يحرص على إطالة النزاع، وهو من يزرع عشرات الأسباب، وهو من يثير غبار الفوضى ليخفي الحقائق ، ويثير غيوم الشك، لتنزل أمطار التهم ، ويقطع طرق التواصل ،ويسد أفق التوافق، والتقارب، والاتفاق .
فيجب أن ينتبه ويحذر – من البداية – كل طرفين دخلا في أي نزاع أو مشكلة، إلى ذلك الطرف الذي يدعو، أو يدعم، أويشجع الطرفين، أو طرف على حساب الآخر تحت عناوين براقة كالمحبة، أو الحرص على المصلحة، أوالمساعدة و النصرة…. لأنه صاحب نزعة شيطانية، وأهداف تخريبية، وتدميرية ينحصر نشاطها على تنمية الخلافات بين أفراد الأسرة الواحدة ،والقبيلة الواحدة في المجتمعات الريفية خاصة ،والتجمعات السكانية الكبيرة عامة .
بل أن هذه النزعة الخبيثة تحولت إلى أحد فنون السياسة العالمية، وترسخت كمنهجية ثابتة في إدارة العالم من قبل الإمبريالية الاستعمارية على رأسها أمريكا، وإسرائيل، وأوروبا، تحت عناوين وهمية مثل الدفاع عن حقوق الأقلية ضد حكومة شرعية ، أو دعم شرعية مرتزقة ضد مليشيات وطنية ،أو مساندة أحزاب معارضة على مؤسسات شرعية، أو تقويض مرجعية دينية لصالح طوائف مذهبية… أو دفاع عن قيم ومبادئ ديموقراطية لا تحترمها الدول الاستعمارية نفسها كما انكشف للعالم كله خلال فترة حكم ترامب، وما تلاه من صراع الانتخابات المضحكة التي لم ولن تحدث أو تتكرر في أكثر دول العالم فقرا وتخلفا وديكتاتورية .
المؤسف أن سياسة التدخل المقيتة قد انتهجتها بعض الدول النفطية العربية اليوم، وما شهدته ساحات العرب والمسلمين من دمار ، وإرهاب، وفوضى، إلا ثمرة هذا التدخل ذو النزعة الشيطانية الشريرة .
شهر مبارك عليكم أعضاء وقراء ومتابعي هذه الجريدة الغراء، أخص بالتحية القائمين عليها إدارة، واشراف، وتنظيم، وتنسيق،ومتابعة .
التعليقات مغلقة.