المعالجة المثلية …د.أحمد دبيان
ووسط طوفان الأبحاث العلمية التجريبية والسريرية يأتى البعض فى مجتمعات الدجل والتدجل ليروجوا لما يسمى بالطب المثلى أو البديل كما يزعمون .
المعالجة المثلية وهى ترجمة للمسمى الإنجليزى
Homeopathy
أو الطب التجانسى .
و تنص نظرية المعالجة المثلية على أن الشخص المريض يستطيع أن يشفى باستخدام كميات ضئيلة من المواد التي تسبب في جسم الشخص السليم أعراضاً مشابهة لأعراض مرض الشخص المصاب. و الكلمة المستخدمة باللغات الأوربية لوصف هذه الطريقة مستمدة من الكلمة اليونانية “ὅμοιος” (أوميوس) ومعناها المثل أو المشابه، و”πάθος” (باثوس) ومعناها المعاناة أو العذاب.
يعتبر الطبيب الألماني صمويل هانيمان والد الطب التجانسي الحديث ، عبر كتابه (القانون في فن الشفاء) الذي يبسط في تجاربه التي ادت عام ١٧٦٩ إلى اكتشاف المفعول التجانسي لشجر (الكنكينا) المعروف بشجر الحميات. حيث ان هذه الشجرة لها مفعول مزدوج متناقض. حيث يسبب أعراض تشبه حمى(الملاريا) للانسان السليم ، و لكنه يشفي من الملاريا اذا يتناوله الشخص المصاب بكمية ضئيله.
وقد اعتقد هانيمان أن التخفيف (التمديد) المتسلسل للمادة المستخدمة مع رج المحلول بعد كل تخفيف يزيل التأثيرات السامة للمادة ويحتفظ المخفف (الماء أو السكر أو الكحول) بالصفات الأساسية للمادة.
ولد صمويل هانيمان فى ابريل ١٧٥٥ ويتم تعريفه فى تاريخ الطب على انه مؤسس نظام شبه علمى باسم الطب البديل أو العلاج المثلى .
درس هانيمان الطب لمدة ثلاث سنوات فى ليبزييج ثم فيينا ، وتخرج بعدها ليمارس الطب كطبيب قرية من قرى مناجم النحاس فى مانسفيلد بإقليم ساكسونيا وقد كان لاجادته لغات كثيرة ان تفرغ فى النهاية للترجمة متوقفاً عن ممارسة الطب .
لم يثبت الطب المثلى او البديل اى نجاح عند التجارب السريرية ورغم الدعايات والترويجات التى تلاقى صدى لدى العامة بان الطب البديل يحمى من التأثيرات الجانبية للعقاقير الا ان مضاعفات الإستسلام لمزاعم الشفاء بممارسات شبه علمية لم تصمد لاى تجربة سريرية تفتح الباب للمضاعفات المميتة للمرض ذاته .
ولأن الطب البديل بمسمياته يلاقى الرواج لدى العامة وانصاف المثقفين تحت وهم امل زائف فى علاج فى الوقت الذى يكافح الطب التقليدى التجريبى لايجاد استراتيجيات تتطور كل يوم بالاكتشافات العلمية فيخضع امراضاً واسقاماً فتكت بالبشرية .
يسقط الطب المثلى فى مواجهة السرطانات والميكروبات والفيروسات وامراض الروماتويد والقلب ناهيك عن الجراحات التى تنقذ يوماً بعد يوم ملايين المرضى .
الطب البديل صار فى مجتمعات الجهل والدجل والتخلف صندوق باندورا الذى ينشر الشرور والدجل والآثام ولا غرابة فمؤسسه طبيب فاشل ومن يروجون له يمتازون بذات العقلية السلفية التى تروج جهلاً واستعراضاً وتغييباً لسلفية العلاج الفرعونى أو الطب النبوى .
التعليقات مغلقة.