موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

المعذبون في الأرض..بقلم محمد النمر

251

المعذبون فى الأرض

بقلم الأستاذ محمد النمر

“إلى من يجدون ما لا ينفقون.. ومن لا يجدون ما ينفقون»

نص الإهداء الذي كتبه طه حسين في صدر رواية المعذبون في الأرض الذي أصدرته سلسلة كتب للجميع التي كانت تنزل إلى الأسواق بصحبة جريدة «المصري» لسان حال حزب الوفد.. حزب الأغلبية عام ١٩٤٨.. لم تصل الرواية للناس، وصدر الأمر الملكى بمنعها من التداول.. وقامت دار نشر لبنانية بطبعها عام ١٩٤٩ ولم تصل تلك الطبعة أيضا إلى القاهرة.
لكنها وصلت إلى جمال عبدالناصر.. وكشفت الرسائل المتبادلة بينه وبين السيدة تحية كاظم زوجته أن نسخة الكتاب التي حصل عليها جمال بطريقة لم يحددها كانت زوجته تقرأها أثناء غيابه في الحرب.. وأن الكتاب كان واحدًا من روافد عدة شكلت وعى جمال عبدالناصر، وأخذت بيده إلى سكة «العدالة الاجتماعية”، التي حاول تطبيقها.. وربما صح قول البعض أن كتابات طه حسين كانت سببا في تفكيره بالثورة وملهم لمبادئها من عودة الروح إلي المعذبون في الأرض.

ورغم تولى طه حسين لوزارة المعارف بعد مصادرة الكتاب، إلا أنه لم يطبع سوى بعد قيام الثورة بثلاث سنوات.

رجال الملك الذين اتهموا طه حسين بأنه يحرض على الشيوعية!!
يقول طه حسين أنه نشر حلقات نفس الكتاب في مجلات ما قبل الثورة وأن الحكومة «ما خدتش بالها منه»، إلا عندما صدر في «كتاب» فقامت الدنيا.
وعندما طالب بتطبيق مجانية التعليم الثانوي والجامعي عام ١٩٥٠ رفض الملك وهدد طه حسين بالاستقاله فجئ بحل وسط ووافق علي مجانية التعليم الثانوي لكنه أصر على رفض مجانية التعليم الجامعي الذي كان يكلف نحو ٥٠ جنيها للفرد الواحد سنويا قائلا ” طه حسين عايز يقلبها شيوعية” يذكر أن أحد النواب المعارضين لمجانية التعليم (باشوات الإقطاع إللي بيمثلوا مصلحة الشعب؟!!!) قال بالحرف ” لما ولاد الفلاحين يتعلموا أمال مين يسرح بالمواشى؟).

تمت إعادة صياغة الرواية وأنتجت كمسلسل تليفزيوني كتب أشعاره الأبنودي ولحنها عمار الشريعي وأخرجه يحيى العلمي ورفضت رئيسة إتحاد الإذاعة والتلفزيون بثه لأنه “مسلسل كئيب، معذبين إيه في عهد مبارك؟ بقى ده يصح يعني؟)

تحكي رواية المعذبون في الأرض عن إمرأة يتعرض أطفالها للوباء.. ويعرض لهمومها.. هي إمرأة تعمل في جمع «روث البهائم» وتنشيفها، ثم بيعها لأهالي قريتها «المعتزلة» لاستخدامها كوقود شعبى لأفرانهم، بيسموها في الريف «الجلَّة»!! هي إمرأة بالبلدي شقيانه.

عذاب هذه الأم مثال لعذاب كل إمرأة في ذلك المجتمع الإقطاعى الذي لا يشعر أغنياؤه بفقرائه أبدًا.. والأغرب أن فقراءه.. لا يرفضون عذابهم بل يتفنون في مسايرته، بالبلدي “بيتحايلوا ع المعايش».. لا ينفرون من الفقر وعذابه.. يتداوون منه بالصبر.. بالمحايلات.. وبالتحايل.. حتى تكاد تصدق أن المصريين هما اللى اخترعوا التقسيط والجمعيات والمقايضة، وغيرها من أشكال التعايش مع الأزمة.. يعنى بالبلدى للمرة التالتة «السجاير تغلا.. لا يثور الناس على غلاء الأسعار.. ولكنهم يقللون من عدد السجائر التي يشربونها.. بدال العلبة يشتروا فرط».. هذا السلوك هو ما حير طه حسين فكتب المعذبون في الأرض.

التعليقات مغلقة.