” المعلوم بالضرورة ” …. بقلم محمود حمدون
قاربت المكالمة الهاتفية على ساعة كاملة, أغلقنا الخط بعدما استعادة الطرفة القديمة عن العميل الذي زرعته المخابرات الأمريكية في قلب المكتب المركزي للحزب الشيوعي السوفيتي.. موظف صغير لا يعبأ بشأنه أحد, ولا يثير الريبة.
غير أنه بمفرده تمكّن من هدم امبراطورية ضخمة شغلت الناس والعالم لعقود, سقطت دون حرب أو نزاعات عرقية داخلية. تهاوت كما تقع الأشجار التي نخرها السوس, فأصبحت تحت رحمة أي لفحة ريح مارة بجوارها.
قلت لها وأنا أنهي المحادثة: يا سيدتي, مات ذلك المستخدم, غير أنه ترك ذريّة كبيرة من خلفه, يفعلون ما يفعله جدّهم, يعملون على مدار الساعة على هدم كل ثابت ونزع كل مستقر من مكانه.
يا سيدتي: تجميع أنصاف الحقائق ورصّها بجانب بعضها يمنحنا فرصة طيبة للتعرف على الصورة الكاملة.
يا سيدتي: لقد ماتت “زرقاء اليمامة”, من الغم حين نبّهت قومها عن مسيرة الأشجار, فلم يستمعوا. ثم فاضت روحها لبارئها حين أيقنت أن البصيرة أذى ومحنة.
التعليقات مغلقة.