موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

المقال الثالث: القصة في الغرب بقلم نادى جاد

717

فن القصة المقال الثالث : القصة في الغرب

بقلم نادى جاد


عرف الغرب القصة منذ زمن بعيد ، وقد كتب ايسوب حكاياته في القرن السابع قبل الميلاد ولا تزال تترجم وتقرأ حتى يومنا هذا ، ومن الصعب تتبع الكتابات القصصية في كل الدول العربية ولكن نذكر على سبيل المثال دي كاميرون أو الليالي العشر للايطالي جيوفاني بوكاتشيو و الجارية تيودور للأسباني ليوجيه دي فيجا، وحكايات كانتربري للبريطاني الشهير جوفروي تشوسر
أما القصة القصيرة بمفهومها الحديث فقد أسس لها الكانب الأمريكي ايدجار الان بو وقد وضع الكثير من المبادىء والأسس الجمالية التي كان لها أكبر الأثر في تطورها رغم انه مات في سن مبكرة ولم يبلغ الثالثة والاربعين ولم يكتب سوى سبعين قصة قصيرة. ويمكن أن نلخص إسهامه في مجموعة من النقاط :

  • فصل القصة عن الأخلاق ورفض أن تستهدف الدرس والتقويم ، ومع ذلك فهو لا يرى بأسا من أن يكون الدرس خافيا مستورا في اعماق القصة
  • فصل العمل الفني عن الواقع ، فهو يرى أن مطابقة العمل الأدبي للواقع عيب جسيم وبقدر ما يبعد وجه الشبه بينهما تعلو القيمة الفنية للعمل.
  • الاهتمام بالشكل ووحدة البناء، فالقصة وحدة متكاملة كل جزء منها يؤدي وظيفته في خطة شاملة وإلا تداعى البنيان كله، وتبدأ القصة من العنوان ثم الجملة الافتتاحية ويرفض بو البناء التلقائي المعتمد على إلهام اللحظة
  • فعل بو دور المكان والزمان في القصة واصبحا عنصرين كاشفين وليسا مجرد تحصيل حاصل
    ويرى بو أن القصة القصيرة لابد أن تكون قصيرة بمعنى إلا يتعدى زمن قراءتها من عشرين دقيقة إلى ساعتين وذلك لضمان عدم تشتت الأثر على حد قوله
    الشخصية الثانية التي تدين لها القصة المعاصرة هو جي دي موباسان، ورغم أن موباسان مات في الأربعين من عمره إلا أنه ترك سبعة وعشرين مجلدا كتبهم فى عشر سنوات!
    وكان موباسان تلميذا للكاتب الكبير جوستاف فلوبير وقد كانت نصيحة الأستاذ لتلميذه أن يدقق في الملاحظة، وقد عمل موباسان بالنصيحة حتى أنه سجل بكل دقة تجهيز وتشييع استاذه وكتب ذلك في عمل قصصي رائع. وكان إهتمام موباسان بالأسلوب اهتماما بالغا فهو يرى أن اللغة السليمة على حد قوله تسقم العمل
    واحد المبادىء الرئيسية في نظر موباسان هو البعد عن التحليل وإن يترك ذلك للقارىء فلا ينبغي على الكاتب أن يتدخل بالتعليق أو التحليل باي سبب من الأسباب وإذا لزم هذا يترك الامر لإحدى الشخصيات
    وقد حرر موباسان القصص من النهايات الفارقة ، هذه الحيلة البدائية والطفولية إلا إذا فرضت الأحداث تلك النهاية فرضا، كما فعل في قصة العقد ، حيث قضت المرأة المسكينة عمره تجمع المال لتشترى عقدا بدلا من العقد إلي استعارته وفقد منها ، وفي النهاية وحينما تذهب لتقدم العقد لصاحبته كانت المفاجأة أن العقد كان عقدا مزيفا، وكأن موباسان اراد ان يرمز إلى تعب الحياة ويصرخ مع سليمان الحكيم: باطل الأباطيل، الكل باطل”
    اما الفارس الثالث الذي وصلت القصة القصيرة على يديه ذروة لم تبلغنا من قبل فهو الروسي العظيم انطون تشيكوف ، والصدفة الغريبة ان تشيكوف مثله مثل لو موباسان مات في الرابعة و الأربعين من عمره فقد ولد سنة ١٨٦٠ ومات عام ١٩٠٤.
    اتخذ تشيكوف من كل شرائح المجتمع ابطالا لقصصه ، وكانت لديه قدرة غير عادية في آن يخرج الفكرة العميقة العويصة والتي تحتاج إلى قصة طويلة في صفحات قليلة وتكون عميقة كل العمق واضحة كل الوضوح
    ويسعى تشيكوف إلى الصدق فهو لا يجمل وانما يسعى إلى تصوير الحقيقة العارية.
    وأعظم ما في تشيكوف أنه صنع أدبا خالدا من أحداث عادية تتكرر كل يوم .يظهر هذا في كل قصصه كالحرباء وموت موظف والفلاحون والعنبر رقم ٦ وقصة تافهة وغيرها الكثير والكثير. وروح السخرية والفكاهة عن تشيكوف كانت لا تغيب ففي عزوالالم يصنع ابتسامة اما عن السخرية فهو يسخر كي يعرى ويفتح الأعين على ما في هذا العالم من جور. ولعل أجمل تعبير عن تشيكوف هو ماقاله جان جينيه :” كان تشيكوف حاضرا دائما ، يضحك معك اذا ضحكت، ويبكي معك اذا بكيت ويخاف معك اذا انتابك الخوف”

التعليقات مغلقة.