المقال الخامس فنيات القصة القصيرة “بقية” بقلم نادي جاد
المقال الخامس فنيات القصة القصيرة “بقية” بقلم نادي جاد
المقال الخامس فنيات القصة القصيرة “بقية”
ناقشنا في المقال السابق عنصرا هاما من عناصر القصة القصيرة وهو النسيج، ونكمل في هذا المقال بقية العناصر :
التشخيص Charactarization
يلعب التشخيص دورا هاما في القصة القصيرة ويختلف وفقا لنوعية القصة فهناك قصة الشخصية كما توجد رواية الشخصيات وقد لاقى هذا النوع اهتماما كبير منذ كتب نيكولاي جوجول روايته،( المعطف) حتى أن فرجينيا وولف كتبت تقول ” الكتاب يكتبون القصة ليتناولوا شخصيات من خلال الأحداث، وقد قسم اي ام فوريستر الشخصيات إلى نوعين وهما الشخصيات المسطحة ، والشخصيات المستديرة . ووفقا لتصنيف فوريستر فإن الشخصية المسطحة شخصية ثانوية وثابتة لا تتغير اما الشخصية المستديرة فهي التي يختلف النظر إليها باختلاف زاوية الرؤية ، ويضيف بنيت أنها الشخصية المتطورة
ومن خصائص التشخيص الجيد المعقولية والتطور .
فلغة الشخصية لابد أن تتناسب مع اهتماماتها ومستواها الاجتماعي والتعليمي والفكري ولا يعني هذا استعمال الفصحى للمتعلمين والعامية لغير المتعلمين فهذه وسيلة بدائية في الدلالات على الشخصية وانما- وكما بينت في مقال سابق- أن الطريق الأصعب والأكثر فنا والاكثر خفاء هو أن نكون اللغة دلالالة على اهتمامات الشخصية ومستواها الإجتماعي والفكري من خلال ما تستخدمه من ألفاظ وتراكيب لغوية . وينبغي أن يكون الحوار سريعا وقصيرا ومشاركا في الإبهام بالواقع كما ذكرنا من قبل
اما التطور وهو معيار آخر من معايير التشخيص الجيد فيعني أن الشخصية التي تقابلها في اول القصة ليست هي ذاتها التي تقابلها في آخر القصة فلابد من تطور عن طريق الكشف أو كنتيجة للصراع الداخلي ، والتغير لا يقصد به التطور الفيزيقي وإنما التطور السكولوجي
وهذا ينطبق على الشخصيات المستديرة ، ولا ينطبق بحال على الشخصيات المسطحة
وإبعاد الشخصية الثلاث، البعد الجسمي، والبعد الإجتماعي، والبعد النفسي ليس بالضرورة أن يستخدمها القاص جميعا، فيمكن أن يكتفي ببعد واحد وهذا يتوقف على المدرسة الأدبية التي ينتمي إليها. فالمدرسة الطبيعية تهتم بالبعد الجسمي للشخصية وتصفه بدقة. أما في القصة النفسية فينصب الاهتمام على انفعالات الشخصية وعواطفها وربما أحلام يقظتها وأحلام نومها .وان كنت أفضل إظهار جميع الأبعاد مع التركيز على البعد الفاعل فهذا يخلق حميمية ويمثل أيضا عنصر كشف أراه ضروريا
العنصر الثالث في فنيات القصة القصيرة هو العقدة plot والعقدة كما يقول فوريستر هي تتابع زمني يربط بينه معنى السببية، اي أن عقدة القصة تجيب اساسا على سؤالين: وماذا بعد ، ولماذا وقد ضرب فوريستر المثال التالي: اذا قلنا مات الملك ثم ماتت الملكة فهذه مجرد حكاية لانها لا تحتوى سوى على ترتيب زمني ، أما إذا قلنا مات الملك وبعدئذ ماتت الملكة حزنا فهذه عقدة فقد احتفظنا بالترتيب الزمني لكن اضفنا اليه عنصر السببية، فالحكاية البسيطة تجيب على السؤال : وماذا بعد. أما الحبكة فتجيب على السؤالين: ماذا بعد ولماذا.
العنصر الرابع هو الصراع Conflict
فلابد من صراع في القصة ، وليس بالضرورة أن يكون صراعا مع قوى خارجية ولكنه قد يكون صراع داخليا وهناك أنواع عدة للصراع منها : صراع الاقدام الاحجام ، وصراع الأحجام الإقدام، وصراع الاحجام الاحجام الإقدام. هذا والصراع الجيد له خصائصه المعروفة ومنها المعقولية والتطور حتى لو ظهر على السطح فجأة فقد يحدث فجأة نتيجة الوصول الى نقطة الانحطام بعد انكسار ميكانيزمات الدفاع
العنصر الأخير هو البداية والنهاية وسوف نناقشه في مقال قادم
التعليقات مغلقة.