المقال السابع :بين القصة القصيرة والرواية

المقال السابع :بين القصة القصيرة والرواية

بقلم نادي جاد

يظل الطول حدا فاصلا بين القصة القصيرة والرواية فالقصة القصيرة كما أوصى ايدجار الان بو تقرأ في مدة تتراوح من عشرين دقيقة إلى ساعتين، ولكن الحقيقة أن الطول ليس الحد الفاصل فهناك قصص قصير مثل المقياس yardstick لتولستوي يبلغ عدد صفحاتها ١٢٠ صفحة وهي مصنفة قصة قصيرة ومطبوعة ضمن مجموعة قصصية، في الوقت نفسه نجد روايات قصيرة لا تتجاوز المئة صفحة بكثير ، نذكر منها الغريب لكامو ١٠٦ صفحة، وقصة حب لأريك سيجال ١٢٠ صفحة وذكريات لجبريل جارثيا ماركيز ١٠٠ صفحة
الذي يميز القصة القصيرة هو اساسا وحدة الانطباع، وفي سبيل تحقيق هذا الشرط يجب ألا تتعدد في القصة القصيرة الشخصيات والأمكنة أو الازمنة.
ومن الفروق الجوهرية بين القصة القصيرة والرواية أن الرواية يمكن أن يكون لها تسلسل زمني، ويمكن التلاعب بهذا الترتيب كما في الفلاش باك اما القصة القصيرة فهي نقطة يتالاقى فيها الحاضر والماضي والمستقبل . الرواية اذن كما يقول اونوري دو بلزاك تصوير من المنبع إلى المصب. أما القصة القصيرة تصور دوامة واحدة على سطح النهر
من النقاط الجوهرية أيضا التي يذكرها دكتور شاكر عياد في كتابه “القصة القصيرة في مصر” أن فنان الرواية فيه شيء من الباحث الإجتماعي، أو المؤرخ ، أو العالم النفسي أو هؤلاء جميعا، لهذا تغلب عليه طبيعة النثر ، أما كاتب القصة القصيرة بقوة الشعر والإحساس بالدراما أظهر ما فيه، أنه فنان شديد الفردية وهذا التكوين النفسي لفنان القصة القصيرة هو الذي يجعل الشكل الفني الخاص به طبيعيا وليس رواية مختصرة. فهو فنان تغلب عليه انطباعانه ولا تفرغ نفسه لتسجيل التفاصيل التي لا تتصل مباشرة بهذه الانطباعات
ويقول فرانك اوكنور كلاما قريبا من كلام الدكتور شكري ومن بين ما قاله : أن الرواية لها شكل جوهري هو الشكل الذي نراه في الحياة ، شكل التطور الزمني للحدث والشخصية ، في حين أن كاتب القصة القصيرة لا يعرف شيئا اسمه الشكل الجوهري لأنه لا يطمع في تطوير الحياة الإنسانية في مجموعها ، بل يختار فقط ما يتناول الحياة في إحدى زواياها