المقال القصصي … بقلم محمد كسبه
هو فن أدبي حديث و هو مزيج بين القصة و المقال و يسمى القصة المقالية أو المقال القصصي ، فلا هو قصة واضحة المعالم و لا هو مقال مميز ، و يرجع ذلك إلى ضعف الكاتب و عدم قدرته على عرض الموضوع بحرفية و تسلسل أفكار ، فيلجأ إلى دعم رأيه بالقصة التى يسردها ضمن المقال .
في هذا النوع من الفن الكتابي يطرح الكاتب أفكاره في موضوع معين يشغل اهتمامه ، و يتدرج في السرد الكتابي ، ثم يستشهد بموقف معين حدث في حياته أو شاهده عن قرب ، و قد ينسج الكاتب قصة تناسب الموضوع من وحي خياله و الغرض هنا إقناع القارئ بوجهة نظره في الموضوع الذي تناوله ؛ و لكن المفارقة أن القارئ حين يندمج في المقال تستهويه القصة و حين يندمج في القصة يستدعيه المقال ، فالكاتب قد ينجح في كلا الأمرين أو قد ينجح في أحدهما دون الآخر ، فالكاتب قد يقنع القارئ بالمقال و قد يقنعه بالقصة ، و قد لا ينجح في جذب انتباه القارئ و يصرفه عن استكمال القراءة .
و كتابة القصة المقال تحتاج إلى لغة سهلة الألفاظ واضحة المعاني و الدلالات ، ولا يجب على الكاتب استخدام المحسنات البديعة و الصور الجمالية بحيث لا يشعر القارئ بالملل و الفتور .
و هناك أساليب في الكتابة السردية يستطيع المتخصص أن يحدد اي نوع لجأ إليه الكاتب في السرد و منها الكتابة بنظام الهرم المعدول حيث أن الكاتب يدون الفكرة الرئيسة و المعلومات المهمة في بداية القصة المقال ثم المعلومات الأقل أهمية فى المنتصف و المعلومات الغير مهمة فى النهاية ، أي أنه يتدرج في عرض أفكاره من المهم جدا إلى الأقل أهمية .
و هناك طريقة أخرى الكتابة و هي طريقة الهرم المقلوب و فيها يتدرج الكاتب من المعلومات الأقل أهمية إلى المعلومات الأكثر أهمية و تكون أهم معلومة في نهاية الموضوع ، و هو أسلوب شيق جدا .
و من طرق الكتابة الأدبية الأسلوب البيضاوى حيث أن أهم معلومة في الموضوع تكون في المنتصف ، و هناك أيضا الأسلوب الدائري و فيه يكون الكاتب متحفظا كثيرا في سرد المعلومات المهمة ، فهو لا يعطي المعلومات بسهولة ، و بذلك هو يراوغ القارئ و يجعله في حالة استثارة دائمة للوصول إلى المعلومة لكن بصعوبة .
القصة المقال نوع من الكتابة يعتبر بداية طريق يحدد من خلاله الكاتب في أى الاتجاهين سيسير ، هل سينحو في طريق كتابة القصة ، أم سيفضل كتابة المقال .
محمد كسبه
التعليقات مغلقة.