موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

المقياس الحقيقي للحياة و مرور الأعوام بقلم د. صبحي زُردُق .

126

المقياس الحقيقي للحياة و مرور الأعوام بقلم د. صبحي زُردُق .

شاءت حكمة الله أن فضَّل بعض الرسل على بعض ، و بعض الأشهر على بعض ، و بعض الأيام على بعض ، و بعض الأوقات على بعض، و بعض الناس على بعض، و بعض الليالي على بعض..

وحينما تدق أجراس عام جديد تجد الناس ما بين مستبشر بما هو آت ، و متحسر على ما قد جرى في عامٍ فات لحد قد يصل إلى السَّب و اللعنات… مع العلم بأن سب الأيام و الأعوام شىء منهى عنه في الإسلام .. ففي الحديث الصحيح يقول الله جلَّ وعلا:” يُؤذيني ابن آدم؛ يسبُّ الدهر، وأنا الدهر، أُقلِّب الليلَ والنَّهار”

وعن أهمية الوقت يقول الحسن البصري: ” يا أبن آدم إنما أنت أيام .. إذا ذهب يومك ذهب بعضُك فمن حاسب نفسَه ربح ، ومن غفل عنها خسر”

و لو نظرنا نظرةً إسلامية إلى الأيام نجد أن الساعات و اللحظات التى نعيشها – بل حياتنا ككل – ما هى سوى اختبارات و امتحانات متتالية نعيشها بكل ما تحمله تلك الأيام من أحداث ، سراء كانت أم ضراء ، و هو ما دل عليه قوله تعالى في سورة الأنبياء الآية ٣٥ ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ) ، فما سيأتيك من نِعم و مسرات في العام الجديد ما هو سوى اختبار لك ، أتشكر أم تكفر ، و ما سيُصيبك فيه من ضراء و مصائب هو أيضا اختبار لك ، أتجزع أم تصبر …

ليشعر المسلم في النهاية أن ما يعيشه من أيام و ساعات ما هى إلا اختبارات تتكرر كل عام ليرى الله تعالى أيُنا أحسن عملاً ، و هو الأمر الذي يلخصه قوله تعالى في سورة الملك الآية ٢ ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) فالعِبرة بحسن العمل و النجاح في إختبارات السراء و الضراء و ليس بعدد السنوات التى نعيشها .

و سؤالي لمن يفرح بإنقضاء العام المنصرم تُرى أإذا جاء عام جديد أقد انتهى إختبارك في الدنيا بفتنة السراء و فتنة الضراء؟ بالطبع لا .. لأن الإبتلاء بالسراء و الضراء سُنة ماضية فينا لا محالة ، شئنا أم أبينَا ، دل على ذلك قوله تعالى في سورة البقرة الآية ٢١٤ ” أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا “
والفائز الحق هو من نجح في كلا الإختبارين ، جاءته السراء فشكر ، و جاءته الضراء فصبر ، فنال الخير في الحالين ، و هو ما يؤكده تعجب النبي ﷺ من حال المؤمن في الحديث المشهور الذي رواه مسلم : ” عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير ، و ليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن : إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، و إن أصابته ضراء صبرَ فكان خيراً له “

كما ينظر الإسلام إلى الوقت و الأيام على كونها نعمة يجب اغتنامها و ليس إضاعتها كما جاء في صحيح البخاري ” “نعمتان مغبونٌ فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”.
و كما جاء في الحديث الذي رواه الطبراني :إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها ..) ..

كما نظر الإسلام إلى الأيام و السنوات على كونها ذات قيمة يُحاسب عليها العبد يوم القيامة و يُسأل عنها ، و هو ما أكده الحديث الذي صححه الألباني فى قوله ﷺ: : ” لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن عُمرِه فيم أفناه؟ …”

و ختاماً فإن حديثي هذا معكم ليس مدعاةٍ إلى تشاؤم أو خوف بل إن التفاؤل أمر جيد للنفس و الصحة و لكن قصدت به تصحيح نظرتنا إلى العام الجديد بصفةٍ عامة و الوقت بصفةٍ خاصة بإعتبار ما يجري فيهما من أحداث ما هى سوى اختبار لنا .. أيُنا أحسن عملاً .. و بناءً عليه فالذي يحدد أن العام الذي تعيشه جيد أم لا هو ما حصدته من “حسن عمل ” في السراء و الضراء ، وليست العبرة بكثرة الأعوام .. واضعين نصب أعيننا قول النبي ﷺ: ” خير الناس من طال عمره، وحسن عمله “. رواه الترمذي

أسعد الله أيامكم و أوقاتكم جميعاً ..

التعليقات مغلقة.