المكيدة..
منصور عبد المقصود
قصة قصيرة
يوما دراسيا جديدا يحمل كل الخير والسعادة لمحمود هذا الطالب الذكي الذي يسعى دائما إلى التفوق على أقرانه والحصول على أعلى الدرجات …. لم يتعود يوما أن يكون في مزيلة الترتيب … بل إنه كان الاحرص دائما على أن ينل اعلى التقييمات ولهذا كان مصدر احترام لجميع أقرانه كانوا يتمنون اللحاق به والتفوق عليه إلا أنه كان مجدا ومجتهدا لم يترك يوما التزاما دراسيا الا وعمل على أداءه على خير ما يكون … وهذا ما دعى إدارة المدرسة إلى تكريمه مرات ومرات وكان في كل مرة يشعر أنه لم يحصل على كل ما يريد … لم يهتم فقط بالجد والكد في تحصيل دروسه لكنه ايضا كان مواكبا ومشاركا فى أغلب المسابقات التى تعلن عنها إدارة المدرسة والتي يحكمها موجهون على درجة عالية من الكفاءة وعادة ما كان يحصل فيها على تقييمات متميزة وكثيرا ما كان ينجح في الوصول إلى قمة الترتيب … انهالت عليه التكريمات من أدارة المدرسة واستاثر بحب واحترام معلموه … كان معلموه يناشدون أصدقاءه أن يحذوا حذوه … حتى ينالوا ما ينال من التقدير والتكريم …الا ان بعض أصدقاءه لم يكونوا على نفس هذا القدر من التميز وكانوا يشعرون بالغيرة منه لما ناله من حب أساتذته وادراة المدرسة فاجتهدوا في محاولة عزله عنهم ونظروا إليه نظرة ازدراء … وحاولوا مضايقته حتى يصل إلى أن يخطا وبالتالى يتم توقيع جزاءات عليه …. رفضوا أن يضعوا اسمه معهم في كشوف النشاط الرياضي والفنى … منعوه من الجلوس بجانبهم على تختهم كان كلما وقف ليجيب عن سؤال طرح عن طريق المعلم استهذءوا به وسخروا منه حتى أنهم استطاعوا لفترات أن ياثروا عليه وكثيرا ما كان يبكي من حالة العزلة التي سببوها له .. .لم يقفوا عند ذلك الحد لكنهم تمادوا في محاولة ايذاءه فكان كلما طلب من محمود النزول لأمر خاص بالمدرسة يفتحون حقيبته ويسرقون ما معه من طعام حتى إذا أن وقت تناول الطعام لا يجد ما يشد به جوعه … وكانوا حينما يرونه بعد كل فعلة يفعلونها … يزيدون من سخريتهم له وتعلوا صيحاتهم بالضحك عليه … كان أكثر ما أثر في محمود ذلك اليوم الذي ذهب فيه للمنافسة بين الطلاب المتميزين في المكتبات … وهم أن يأخذ حقيبته معه إلا أن المعلم أمره أن يتركها لأنهم سيعودون بعد إجراء المنافسة مرة أخرى … حيث استغل بعض أقرانه عدم وجوده وقاموا بسرقة الإله الحاسبة من حقيبة أحد الاصدقاء ووضعوها في حقيبة محمود .. ولما عاد محمود وتم تفتيش الحقائب عن طريق رائد الفصل وجد الآلة في حقيبة محمود … توجه الى الاخصائي الاجتماعي والنفسي وتم فصله بعد توبيخه والقاء اللوم عليه لثلاثة أيام …. لكن ولأن مدير المدرسة رجل حكيم كان يضع كاميرات المراقبة لمراقبة الفصول من خارج الفصل … فاستعاد ما سجلته الكاميرات ليرى دخول مجموعة من الطلبة متلصصين الى الفصل في وقت غياب أصدقاءهم في حصة العملي … وخروجهم بعدها بقليل وهم ايضا في حالة من التوتر فطلب في استدعاءهم فاعترفوا بما فعلوه … غيرة من صديقهم المجتهد محمود فقامت إدارة المدرسة بمعاقبة الطلبة أمام اقرانهم واعادت الى محمود ماء وجهه بتكريمه والإعتذار له على رؤوس أصدقاءه وقامت بإجراء فصل للطلاب الذين فعلوا ما فعلوا ليقف محمود امام مدير المدرسة باكيا وطالبا منه العفو عن أصدقاءه …. ليصبح بعدها الصديق الصدوق لجميع أقرانه وبسببه تحول الجميع الى طلاب غاية فى الجد والاجتهاد
منصور عبد المقصود
التعليقات مغلقة.