الملاذُ الأخيرُ …. شعر درويش جبل على بحر البسيط
الشِّعْرُ نَزْفُ مِنَ الأكْبَادِ بِالوَرَقِ
يَنْسَابُ نَهْراً منَ الأشْوَاقِ في نَسَقِ
والليلُ يَمضِي بِلَا نَجْمٍ يُؤانِسُهُ
والقلبُ يبكي أسًى في ظلمةِ الغَسَقِ
والحلمُ يَرنُو إلى الأهدابِ في وَجَلٍ
يَخافُ إن مَا دَنَا يَغْتَالُهُ شَبَقِي
مَا إنْ نَظَرتُ إلى المِرآةِ أَسْألُهَا
أينَ النهارُ وأينَ الشمسُ في الأفُقِ
وَالفَجْرُ . إنِّي بِلا فَجْرٍ أَرَاهُ بَدَا
أمْ هَلْ تُرَاهُ غَفَا في شَهْقَةِ الفَلَقِ
غَرْقَى جَمِيعًا وَلَا سُفْنٌ تُؤازِرُنَا
حَتَّى النَّوَارِسُ فوقَ الشَّطِّ في قَلَقِ
لِلَّيلِ نَابٌ وَفِي الأحْلامِ يَغْرِسُهَا
لِلوَردِ لَحْمٌ طَرِيٌّ ذَابَ في المَرَقِ
أقُدُّ حُلْمِي بِحَبْلِ الشَّوْقِ أُوثِقُهُ
حَتَّى اسْتَفَاقَ وَلَيْتَ الحُلمَ لم يَفِقِ
مَا لِي أراهُ بدَا يَسْتَلُّ خِنْجَرَهُ
للذَّبحِ عُرْفٌ فَكَبِّرْ كُنْ عَلى خُلُقِ
وَاعْلَمْ بِأنَّ الذي قد جِئتَ تَذْبَحُهُ
دَمٌ وَلَحْمٌ كَكُلِّ النَّاسِ من عَلَقِ
فَارْفُقْ وَقَدِّمْ لهُ كَأسًا فَيُسْكِرَهُ
مَا رَاحَ فِي سَكْرَةٍ فَانْحَرْ بِلَا رَهَقِ
يَا ليلُ هَوْنًا بِنَا قَلبي على جُرُفٍ
والجُرْفُ هَارٍ هُنَا نَخْشَى منَ الغَرَقِ
هَذا الخَيَالُ وَذاكَ الطَّيفُ أعْرِفُهُ
كم ذاقَ عرفَ اللمَى من حُمْرَةِ الشَّفَقِ
منَ الشِّفَاهِ التِي كم أمْطَرَتْ عَسَلًا
على بَوَادِي الهَوى منْ غَيْمَةِ الوَدَقِ
أوْدَى الجَفَافُ بهَا جَفَّتْ رَوَافِدُهَا
نَامتْ بِكَفِّ الرَّدَى في هُوَّةِ النَّفَقِ
لا سَامَحَ اللهُ منْ يَغْتالُ وَرْدَتَهُ
في سَكْرَةٍ للهَوى منْ خَمْرِهِ العَتِقِ
يا منْ على سَطْرِهِ تَرتَاحُ قَافِيَتِي
يا شِعرُ أنتَ الذي كَم سَدَّ منْ رَمَقِي
أَخْفَيتُ سِرِّي عَلى شَطَّيْكَ تَحْفَظُهُ
أنتَ الملاذُ وفِيكَ الطيبُ منْ حُرَقِ
أنتَ الوريدُ بِقلبِ الصَّبِّ مَوْرِدُهُ
منْ وادِ عَبْقَرَ يُرْوَى الشِّعْرُ بِالعَبَقِ
التعليقات مغلقة.