الملحمة وإشكاليات ارماجدون
الملحمة وإشكاليات ارماجدون
د.أحمد دبيان
ميثولوجيا الدين بعد فترة تصبح أقوى من الدين ذاته ، والميثولوجيا هى تأويلات الكهانة الداعمة للنفوذ والصراع والأيديولوجية .
ومن هرمجدون ليوم الملحمة ، يصبح الدين
المؤول داعما للسلطة مسخرًا العلم لخدمة مآربه الا لمن ارتاح للإجازات الطويلة من الجغرافيا والتاريخ مسخرًا التأويل لبيع صكوك الغفران وفدادين الفردوس الأخروية .
يوم الملحمة فى التراث الإسلامى
هو يوم لقاء المؤمنين والكفار
و ارماجدون او هرمجدون فى التراث المسيحى هو يوم لقاء المؤمنين والكفار
و الجانبان كل يحتكر الايمان كجبهة حق ، مخاصماً الاخر
تأتى كلمة
Armageddon
from the hebrew word (har Mageddon )
من الكلمة العبرية هاار مجدون او هااار مجدو
هاار
بالعبرية تعنى تل او مجموعة من التلال القوية بجوار سهل مجدو
وهنا الوصف لجغرافية المكان اللى يوجد شبه اجماع فى العقائد السماوية بقيام معركة
نهاية الزمان عنده
ورد ذكرها ايضاً فى البهائية وفى الطريقة الاحمدية
ورد ذكرها اول مرة فى سفر يوحنا اللاهوتى
ان المسيح سيعود بالجسد ليقتل الوحش ال antichrist
او المسيخ (المسيح الدجال)
ورد ذكرها فى احاديث عديدة تختلف فى سندها فى الصحيحين وفى الفتن والملاحم عن عودة
المسيح فيقتل المسيخ أو المسيح الدجال ويطعنه بحربة عند الغوطة فيذوب كالملح
بداية يجب فهم ان المسيح لقب وليس اسم او صفة
بدأت بمسحة الزيت المقدسة عند رسم هارون وابنائه اللاويين للقيام بمهام الشريعة فى خيمة الاجتماع وهى اول صور دور العبادة فى الشريعة الموسوية
وهى احد التفسيرات لبداية لقب المسيح وهناك تفسير بان المسيح او ال Messiah. او ال هاماشيح
بمعنى الموعود او المرتقب او المنتظر او المختار
بمعنى الموكل بتنفيذ مهمة مقدسة
وتطور المفهوم من الممسوح بالزيت بواسطة النبى او القائد للمسوح من الرب للقيام بمهمة ما او موكل بمهمة ما. ولهذا نجد ان قورش Cyrus الوثنى والذى سمح لبنى اسرائيل بالعودة وبناء الهيكل بعد خرابه الاول يسمى فى التوراة والعهد القديم بمسيح الرب
من هذا المفهوم نستخلص ان المسيح لقب يطلق على الموكل بمهمة وهنا نجد فى القرآن المسيح عيسى ابن مريم
مثلما اطلق لقب الاستاذ الدكتور فلان
ومن هنا نخلص ايضاً ان الانبياء كلهم مسحاء موكلين بمهام ربوية وان ال
Antichrist
او المسيح المضاد ( الدجال ) موكل ايضاً بمهام ربوبية لاعمال الفتنة وتبيان رسوخ الايمان من ضعفه .
ننتقل بعدها الى ان عودة المسيح وعودة المهدى فى تراث الاديان تنبئنا عن عودة شخص مختار موعود موكل بمهمة قتل ومحاربة المسيح الدجال الموكل بالفتنة واشعالها …
فى الاحاديث ان المهدى من عترة النبى من ولد فاطمة يقيم الارض عدلاً بعد ان ملئت جوراً
فهو هنا مسيح ايضاً
و بعض المفسرين الاسلاميين يعتقدون ان المسيح هو المهدى ذاته وان كان هناك احاديث تختلف فى سندها انه اى المسيح عيسى بن مريم سيصلى خلف المهدى ….
عالم اللاهوت
William Hendriksen
وليم هيندريكسين
يقول :
ان هار مجدو ترمز لكل حالة يضعف ويقل فيها الصالحون والمؤمنون ويحيا المهمشون فى ضعف وبؤس وظلم وفقر فيتدخل الله ليملا الارض عدلاً بعد ان ملئت جوراً
وهو نفس التفسير الذى خلص اليه العلماء المسلمون قبلاً فى مجمله عن المهدى
البعض يفسر هرمجدون Armageddon
كمعركة روحية بين الخير والشر والبعض يعتبرها حقيقة لحرب بين الكفر والايمان
المشكلة حدثت مع اختراق اليهودية التلمودية للمسيحية التقليدية وظهور مارتن لوثر .
البروتستانتية اللوثرية بتأويلاتها ان اليهود بركة الشعوب وان المسيح ولد يهوديا ولعودته يجب ان يعود فى تجمع جديد لقومه ، فكان الرديف الدينى للأيديولوجية السياسية الداعمة بلا حدود لدولة اسرائيل متجاهلة فناء الاسباط واختلاطهم بالأمم وقبيلة الخزر المتهودة السّبط الأكبر المستحدث المكون لليهود المحدثين .
أفرخت كنائس العماد الجديد والميثوديست فى امريكا التى تكونت بهجرات بروتستانتية من العالم القديم ….
و كنائس الميثوديست هى من تحكم امريكا
ريجان تحدث عن الدفع لنار هرمجدون المحرقة
ومنهم من فسر سقوط الاتحاد السوفيتى بسقوط ماشك وجوج وماجوج او يأجوج وماجوج يافث
ويضعون عناصر معسكرات المعركة كل حسب تفسيره واهوائه .
ما نخلص اليه ان التطرف الداعشى موجود ايضاً فى اروقة الحكم بامريكا والعالم
وان الحق اللاهوتى المزعوم لا يحيا ولا يتنفس الا بخلق حق لاهوتى مزعوم ايضاً ظاهراً يبدو مساو له فى القوة وظاهراً ايضاً يبدو مضاداً اليه فى الاتجاة .. .
التعليقات مغلقة.