موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“المناصرة.. والحاوى” … مجدى سالم

204

المناصرة.. والحاوي…

بقلم/ مجدي سـالم

عليه أن يعود إلى عشته ببعض النقود.. يقينا ستكون هذه العجوز النكد في انتظاره بثورتها وهياجها المعتاد.. وبكائها.. هو بالكاد وجد ما يسد رمقهما وإفطارهما.. مازال صوت صراخها في وداعه يصم هرم أذنيه..

  • ما هو مش حسيبنا الراجل إذا ماخدش فلوس يازينهم….

إنحدر وئيداً يخفي دموعه من آلام قدميه من الشارع الضيق إلى ميدان العتبة.. ينوء بأحماله التي أصبحت تقسم جريح ظهره.. إختار موضعاً ظنه عبقرياً أمام الجدار الجانبي للمبنى العتيق.. خلف دار الكتب.. ماله والكتب.. هناك تلتقي الناس والترام وزوار المديرية والمحكمة ورواد المقاهي.. قذف بحمله إلى الأرض.. راح يفكك سلاسله الصدأة ويصلصل بأقفاله التي يعلم وحده أنها ماعادت تتحمل لعبته.. وقف يخلع عنه قميصه المهلهل ويواري ما انكشف من سرواله.. عليه أن يظهر ما كان يسميه منذ سنوات بعضلات لعبته.. ذهب الصدر وأخذ معه الصبر..

قسرا يتطلع في وجوه الناس حوله وقد أعياها التعب وكساها العرق.. شيء في نفسه يسأله.. ترى.. من في هؤلاء الذين أصبحوا في عسر من أمرهم سيعطف عليه.. فيهبه بعضا من رزقه الذي يجنيه بشق الأنفس.. لقاء مشاهدة عرضه القديم.. فماعاد الحي كما كان.. ذهب الرفاق وذهبت صناعة الموبيليا.. تذكر كم كان هذا المكان جميلا لا يخلو من العربات تحمل الأثاث وفرش العرائس مع زغاريد النساء.. كانت الورش عامرة بالنجارين والمنجدين والأسترجيه وصناع المرايات وتجار الحدايد والبويات.. صارت كل الأبواب الصاج مسدلة والورش مغلقة.. أين حي الفن والفنانين..لاح المقهى عن بعد وإن وصلت ثرثرة رواده الكثر إليه.. تمر به عربة كارو تحمل جوالين يجرها حمار هزيل يلهب العربجي ظهره.. ويتوسط الميدان ترام قديم خرب.. بينما بعض الصبية يتشاجرون بالقرب في طابور الخبز.. من أين إذن سيأتي بالأطفال وهم وقود بداية عرضه ونهايته..

يستعطف قرص الشمس القاسي أن ينحاز إلى خلف المبنى.. حتى يصبح المكان ظليلا يصلح لمدة عرضه.. يحاول أن يتغاضى عن أكوام القمامة التي غطت الرصيف.. يسأل نفسه..

  • هل سيقف مشاهدوه هنا بجوار البقايا وهل سيتحملون الرائحة المنبعثة منها.. حتى التراب الذي يكسو ما كان رصفا وبقايا الرصيف لا يرحمه.. إنه يتصاعد في سحب حوله مع سير السيارات وعربات الكارو ومع حركة الناس.. خطر بباله أن يحاول تنظيف المكان.. عاد واستبعد الفكرة بعد أن احتار ماذا يزيل وماذا يترك.. أخيرا قرر أن عليه على الأقل أن ينظف الموضع الذي سيقف فيه ليلقي خطبته العصماء على الناس.. ترك حديده وسلاسله وحقيبته وراح ينظف بقعة صغيرة اختارها وقد بدأ الظل يزحف نحوها.. وعينه لا تفارق أشيائه.. ما تركت حاجة الناس منذ الهوجة ولا ترك أولاد الحرام.. شيئا إلا نهبوه.. حتى البالوعات.. بادره أحدهم وقد راح يدفع بعربة عليها بعض القلل وحبوب الترمس نحو بقعته المختاره..
  • هو انت اشتريت الشارع ياعمونا.. ما تغور ف داهية يازينهم بقى.. لسه بتنصب ع الناس.؟

كان على يقين أنه لا يستطيع أن ينجر إلى عراك.. ماعاد زينهم فتوة المناصرة.. إستمر في تنظيف البقعة ذاتها مثيرا كثيرا من الأتربة التي طالت من الترمس ومن صبر البائع الذي أخذ يسب أمه وأباه والفقر الذي جاء به إلى.. العتبة وباب الخلق.. ودفع عربته بعيدا.. وما أن انتهى من عمله.. حتى وقف ينادي كعادته.. يدعو أطفال الشارع والناس…

  • ألا بص بص.. ألا هو ده.. ألا يالا تعالى.. بطل الأبطال.. مين ح يلف السلسلة.. حد يقفل القفل….

نظر الكبار والصغار إليه في غير اكتراث.. كأن أحداً لم يسمعه.. ظن أن صوته لم يخرج فذهب يكرر النداء بصوت متهدج.. صاح الفران ساخراً وهو يحمل جلبابه المزري بين أسنانه..

  • ما راحت عليك يا زينهم زي سوارس.. إبعت جواب للريس.. حد لاقي ياكل..

التعليقات مغلقة.