موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الموت علي جناح وطواط… د.احمد دبيان

421

‎الموت على جناح وطواط

د.أحمد دبيان

‎فى القرن العشرين وبعد اكتشاف البنسيلين على يد ألكسندر فليمنج فى العام ١٩٢٩ ، كانت بداية الثورة فى المضادات الحيوية وأجيالها والتى انقذت الكثيرين من مرضى الالتهابات الرئوية وضحايا إصابات الحروب .

‎قبل عصر المضادات الحيوية كانت الجراحات كلها متعثرة بسبب الإلتهابات البكتيرية كمضاعفات تلوث الجروح . ورغم تطبيق طرق تعقيم مثل طريقة ليستر فى تحضير المرضى والعاملين قبل العمليات الجراحية وتطبيق لويس باستير لطريقة البسترة والتى أنقذ بها محصول فرنسا من النبيذ ما أنقذ الإقتصاد الفرنسى الا ان نسب الوفيات فى المرضى ظلت مرتفعة .

‎كان اكتشاف المضادات الحيوية ثورة علمية أضافت الكثير لحياة البشر ، ورغم تطور المضادات والتى وصلنا للجيل الخامس فى بعضها إلا ان المجتمع الطبى وبسبب الاسراف وعدم وضع الضوابط فى استخدامها يواجه ظهور فصائل بكتيرية شديدة المقاومة لكل أنواع المضادات الحيوية المعروفة قد تؤدى للوفاة.

مع البكتيريا ومتلازمة الإنتان المصاحب لها والتعقيدات فى حالات الإصابة بدأ الوعى بالفيروسات والفطريات يقتحم ساحات النزال الطبى الى ان انتهينا للبريونات وهى أغلفة بروتينية اصغر مليون مرة من الفيروسات وتسبب متلازمة الاعتلال الأسفنجى للمخ الشهير بجنون البقر .

أولى الأوبئة الفيروسية المتفشية حدثت فى مطلع القرن العشرين
كانت الإنفلونزا الأسبانية والتى قتلت أكثر من خمسين مليون شخص فى العالم عندما ظهرت كوباء فى عام ١٩١٨ مخلفة موتى أكثر من ضحايا الحرب العالمية الأولى .

مع تقدم الاكتشافات العلمية ظهرت فى الطب مصطلحات عده ، بعضها مفيد من باب التصنيف ، والبعض الآخر يأتى تخليدا لدور عالم ما اكتشف مرضا ما واعطى له تصنيفا أدق فى رحلة توثيق المرض ومكافحة تداعياته .

يقول الدكتور ويليام أوسلر أحد النطاسيين العلامات فى العصر الحديث متهكما :

‏PHYSICIANS THINK THEY DO A LOT TO THEIR PATIENTS BY GIVING NAMES TO THEIR DISEASES.

أى إن الأطباء يظنون انهم يفعلون الكثير للمرضى باعطاء أسماء للأمراض ،أوسلر هنا ينتقد الإغراق فى مضغ المصطلحات دون تبنى فعلى وحقيقى لمنهج الحركة والفعل والعمل .
وعندما نأتى لمصطلح

‏SYNDROME
أو متلازمة
فنحن هنا نتعاطى مجموعة من الاعراض المرضية تتلازم بصورة ما لتصنع تغييرا فسيولوجيا باثولوجيا مرضيا .

لا يترتب فى علم التصنيف الطبى لوضع مجموعة الاعراض هذه تحت مسمى متلازمة ان يوجد علاج ناجع ، هى فقط خطوة لبحث دؤوب ووضع منهج يتم تحديثه كل فترة لبروتوكولات بحثية وعلاجية .

من ضمن المتلازمات المرضية والتى تم استحداث تصنيفها فى الربع الأخير من القرن العشرين متلازمة الإنتان او ال

‏SEPSIS
يُعد الإنتان من مضاعفات الالتهاب التي قد تكون مهددة للحياة. ويحدث الإنتان عندما تسبب المواد الكيميائية التي تطلق في مجرى الدم لمكافحة الالتهاب سواء كان بكتيريا او فيروسيا او فطريا استجابات التهابية في جميع أنحاء الجسم.

فيمكن أن يؤدى هذا الالتهاب والذى قد يتعامل معه جسد معظم الناس بصورة تحجم الميكروب او الجرثومة دون مضاعفات عند البعض فى لحظة خلل للجهاز المناعى الى مجموعة من التغييرات التي يمكن أن تؤدي إلى تلف العديد من الأجهزة العضوية بواسطة هذا التفاعل ، ما يؤدى الى فشل هذه الأجهزة. وقد ينخفض ضغط الدم بشكل كبير إذا تطور الإنتان إلى صدمة إنتانية، مما قد يؤدي إلى الوفاة.
يمكن أن يصاب أي شخص بالإنتان، ولكنه أكثر شيوعًا وخطورة في الأكبر سنًا، أو أولئك الذين يعانون ضعفًا في أجهزة المناعة. ويكون العلاج المبكر للإنتان باستخدام المضادات الحيوية وكميات كبيرة من السوائل عبر الوريد، يعزز من فرص البقاء على قيد الحياة .

مع تدهور الأجهزة رئويا وكلويا و انهيار النخاع الشوكى قد يحتاج الطبيب الى وضع المريض على جهاز التنفس الصناعى او دعمه بمشتقات الدم و باجهزة الغسيل الكلوى المستمر لازالة السوائل والاحماض فى حال تطور متلازمة الانتان الى فشل كلوى .

من أهم استراتيجيات العلاج فى متلازمة الانتان التحكم فى مصدر الالتهاب سواءا بالمضادات فى حالات الانتان الرئوى او البولى والجراحات باستئصال المصدر فى حالات الانتان الجراحى ببتر مصدر الانتان .

فى حالات الفيروسات ظل التقدم الطبى محدوداً فى إكتشاف وتصنيع مضادات الفيروسات.

يأتى فيروس الكورونا الجديد والذي أودى بحياة اكثر من ثمانين شخصاً وأصيب به قرابة الألف وخمسمائة شخص في الصين والأعداد فى إزدياد ، ويشبه فى أعراضه “فيروس سارس”، إلى سلالة فيروس كورونا، والذى يعتقد أنه ناتج عن التحول من السلالة الأم .

تظهر أعراض زكام والتهاب تنفسى علوى لدى الأشخاص المصابين، قد تتطور إلى الالتهابات التنفسية الحادة.

منذ ظهور فيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان الصينية وحتى وصوله إلى دول آسيوية أخرى وأوروبا والولايات المتحدة والذى يعتقد أن للحيوانات دور كبير فى انتقاله وخصوصاً الوطاويط والتى تشتهر كحساء يأتى تناوله من ضمن حلقات الإتهام فى الوسيط الناقل .

يظهر فيروس كورونا الجديد أعراض زكام لدى الأشخاص المصابين، وقد تصل أعراضه إلى الالتهابات التنفسية الحادة، كما تشمل أعراضه ارتفاع درجة الحرارة وصعوبة التنفس والسعال.

وفق منظمة الصحة العالمية، فإن فيروسات كورونا هي زمرة واسعة من الفيروسات تشمل فيروسات يمكن أن تتسبب في مجموعة من الاعتلالات في البشر، تتراوح ما بين نزلة البرد العادية وبين المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، كما أن الفيروسات من هذه الزمرة تتسبب في عدد من الأمراض الحيوانية.
وتقول المنظمة، على موقعها الإلكتروني، إن فصيلة فيروسات كورونا هي فصيلة كبيرة تشمل فيروسات قد تسبب طائفة من الأمراض للإنسان، تتراوح بين نزلات البرد الشائعة ومتلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم (السارس). كما تسبب الفيروسات المنتمية إلى هذه الفصيلة عدداً من الأمراض لدى الحيوانات، ونظراً لأن هذا النوع من الفيروس مستجد، فإن المنظمة عاكفة على العمل مع البلدان والشركاء من أجل جمع مزيد من المعلومات عنه وتحديد آثاره على الصحة العامة.

توصي منظمة الصحة العالمية على موقعها الإلكتروني، الأشخاص العاديين والعاملين في المجال الصحي، بالمبادئ الأساسية للحد من المخاطر العمومية لانتقال الأمراض التنفسية الحادة تجنباً للإصابة بفيروس كورونا الجديد، ودعت إلى ضرورة التقيّد بالتدابير التالية:

  1. تجنب الاتصال الوثيق مع الأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية حادة.
  2. تجنب الاتصالات مع حيوانات المزارع أو الحيوانات البرية من دون حماية.
  3. غسل اليدين بصورة متواترة، لاسيما بعد الاتصال المباشر مع المرضى أو بيئتهم.
  4. ينبغي للأشخاص الذين يعانون من أعراض مرض تنفسي حاد أن يتقيّدوا بالآداب المتعلقة بالسعال (الحفاظ على مسافة معينة، وتغطية الفم بأنسجة أو ملابس يمكن التخلص منها أثناء السعال والعطس، وغسل اليدين).
  5. تعزيز الممارسات الموحدة المتعلقة بالوقاية من العدوى ومكافحتها داخل مرافق الرعاية الصحية.

أصدرت منظمة الصحة العالمية الإنذار الأول بشأن فيروس كورونا الجديد في 31 ديسمبر 2019، وأعلنت السلطات الصينية من جهتها ظهور حالات التهاب رئوي حادّ مصدره مجهول في مدينة ووهان وهي عاصمة مقاطعة هوباي، وثم رصد الفيروس في سوق لبيع ثمار البحر والسمك بالجملة، واتُخذت إجراءات عزل المصابين.

في السابع من يناير الجاري، أتاحت تحاليل أولى لسلالة الفيروس أجرتها فرق طبية صينية الكشف عن فيروس كورونا مستجدّ، وفق منظمة الصحة العالمية

التعليقات مغلقة.