الموسيقار بليغ حمدي ” زعيم أغاني العبور” بقلم محمد كمال سالم

الموسيقار بليغ حمدي ” زعيم أغاني العبور” بقلم محمد كمال سالم

خدعوك فقالو:
أن الموسيقار محمد عب الوهاب
امتدادا لفنان الشعب الخالد سيد درويش, والواقع الموسيقي في بلادنا أثبت غير ذلك.
إذا كان سيد درويش حرر الموسيقى المصرية من تأثرها بالتخت التركي لسنوات طويلة, فإن الأستاذ محمد عبد الوهاب استطاع تطويرها باستخدام الإيقاعات والألات الغربية.
لكن نشأته في كنف أمير الشعراء أحمد شوقي, صبغته بصبغة أرستقراطية, وأصبح فنانا للمثقفين تقريبا.
والواقع أن بليغ حمدي هو الامتداد الحقيقي لسيد درويش في القرن العشرين, فهو غارق حتى أذنيه في التراث الشعبي ومدموغ به(أدهم الشرقاوي_ عدويةأدك المياسميتا أشوفك) والكثير من إبداعه, إما صراحة والبناء عليه, أو خروج ألحانه متأثرة به.
هو قنبلة موسيقية تتفجر مع كل موضوع يتناوله, كتلة هائلة من المشاعر والإبداع.
في يوم 6 أكتوبر العاشر من رمضان1973, استدعى رفيق دربه الشاعر الكبير عبد الرحيم منصور, واصطحبه هو والفنانة وردة الجزائرية, وذهبوا لمبنى الإذاعة في ماسبيرو, فرفض الأمن إدخالهم, فاتصل بصديقه الإذاعي القدير وجدي الحكيم, حاول الأخير إقناع بليغ بأن البلد في حالة حرب وغير مسموح بأي إنتاج فني الان.
لم يستسلم بليغ فقد كان في غاية الحماسة والفرح, فتوجه إلى قسم الشرطة وحرر محضرا ضد الإذاعة ومسئولوها.
لم تنته المشكلة إلا بتدخل العظيم محمد محمود شعبانبابا شارو الذي أخبر بليغ أنه ليس هناك ميزانية لأي أعمال فنية, فتعهد بليغ بكافة المصاريف والفرقة الموسيقية.
راح عبد الرحيم منصور يكتب( حلوة بلادي السمرا, بلادي الحرة) وبليغ يلحن من فوره ويحفظ وردة, واستعان بعاملي الإذاعة ومهندسي الصوت كفريق للكورال, يقول أحد شهود العيان أن بابا شارو كان مندهشا مما يشاهده, يضع رأسه بين راحتيه, ينظر لبليغ ويبكي.
(وانا ع الربابة باغني, ماملكش غير غنوة أمل للجنود, أمل بالنصر)