موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

المَرْزُوء في عقله والجَرو…بقلم بوعون العيد

811

المَرْزُوء في عقله والجَرو…بقلم بوعون العيد


في المدينة حركة، وجلبة ، وصخب . الكلّ بين رائحٍ، وجاءٍ، حيث للحياة لون ٱخر ، ونمطية ما …، وفي أزقّتها، وشوارعها محطّات تستوقف المارّة، وتسجّل بعضاً من الأحداث ، وحتى مشاهد تتراءى فيها الإنسانية جامعة ؛ يلجأ إلى كنفها هذا المجتمع الإنساني ، كلّما أزمته أزمة ، أو نزلتْ به نازلةٌ؛ فهي مطلع شمس الرّحمة الإلهية على هذا الكون ؛ فتُنير ظلماءه، وتكشف غَماءه ، وفي ذلك الشّارع العتيق، عتاقة حجارة سوره يجلس ذاك المرزوء في عقله بعد يوم شاقّ ؛ أضناه فيه المسير ،والتّجوال ، يجوب محلاّت الباعة ، و المطاعم ، والمقاهي ؛ يستجدي ما يضمّد جراح غريزة الجوع، وهو إذ ذاك من مكانه مُسندا ظهره إلى السّور . يستمدّ منه بعضاً من الرّاحة التي سُلبت منه مُذ فارقته بسمةُ الحياة، وقد ظفر بعد رحلة تنقُّل بقِنّينة حليب يسدّ بها رمقَ الجُوع …، هنا كان للمشهد وقع ٱخر، وتجليّات أوسع نطاقا ؛ فبينما هذا المرزوء في خُلوة نفسه الملتاعة من ذاك الرّصيف ، إذ بجروٍ يتقدم نحوه ، وهو يصارعُ أنّةَ النَّزعِ ، لا يعرفُ لنفسه وُجهةً، ولا مُنقلبًا ، ما لبث أن نظر ذاك …. بعين الشّفقة ، فلم يتوانى صَاحبنا في فتح القِنّينة، وأطعمه ممّا جادت به ؛ كيف لا وهو بمال الخيّرين يجود ، هنا كانت للمارة نظرة ؛ استوقفتهم متأملين ، مستائين ، متحسرين على أنفسهم ،وما فرطوا …. فبات من أيقظ فيه الموقف شعلة الإنسانية يصعدالزفرة
فالزّفرة، ويرسل العبرةَ فالعبرةَ، و في همسات نفسه الضّريرة كلام جعله يدنو من صاحب الأسمال البالية ، ويحادثه قائلا: السلام عليك ، فيرد صاحبنا : وعليكم السلام ، مرحبا تفضل : هل لي أن أسألك عن صنيعك هذا ، والكلّ يراك على غير ماقدمته لهذا الحيوان من رأفة ، ورحمة ، أردف صاحبنا قائلا : هل تراني شحيحا جَعْدا مُقتّرا !… وغيري يشبع الجائع، ويواسي الفقيرَ، ويعود بالفضل على من سلبه الدّهر ماله، وذاك الذي فجعه الدّهر بفقد عائِله .
ألا ترى أن الزمن عدا عليّ بكلكله، وعفّر ناصيتي ، وسلبني كلّ جميل عدا إنسانيتي. فيردّ: أنت عظيم، شهم كريم تُؤثر على نفسك وهي بك خصاصة، أنت لست ذاك الذي يرى المال مُنتهى الكمال الإنساني ، أنت طود الإنسانية الشّامخ ، أنت منارة السّخاء والجود، وتمام العقل ومُنْتهاه ، أنت أسعد النّاس عيشًا، وأرْوحُهم بالاً . في هذه اللحظة غادر الجرو المكان لينزوي ليس ببعيد بعدما استعاد بعضاً من عافيته . ثمّة تحركت لواعج الأحزان ،ومكامن الأشجان في كلّ من رأى وسمع ، وتفرّس الموقف حتى سمَتْ نفسه ورُوحه عاليا بعيداعن سفاسف البشريّة ، وغِلظة أكباد الٱدميين وجَلافتهم، وقسوة أفئدتهم التّي تصلّدت ، وتحّجرت. قائلا: ياصاحب القدمين الحافيتين ، إن كان في البكاء نفع فالتبكي البواكي على عقل من يمشي الخُيلاء ، وهو يُخَزِّرُ بِعينه خَزْرًا ، ليتحسّسَ موطن ذاته في نُفوس الٱخرين ، ولعلّه يظنّ أنّ بكِبره هذا وعنجَهيّته سيسْعقون لهيبته ،… لكن كلاّ… وألف كلاّ …، فهو أحقّ بالرّثاء في مُصابه ؛ الذي يتربّص الضّائقة بالفقير ليجِد له مَدخلا فيمتصّ ما تبقّى من ثُمالةِ إنسانيته.
فيجيب صاحبنا وقد سحّت عيناه دموعا ، وتحشرجت نفسه بلغة مفادها: نحن البائسون لا نملك من الحول غير قلوب رحيمةٍ، يملؤها اليقين باللّه ، والثّقة به ، وألسنة تهتف به في صباحها ، ومسائها ، وبُكُورها، وأصَائِلها بالدّعاء إليه ؛ لأنّ القضاء لم يبق لنا من هذا العدو الفَاتكَ سِوى ما أبقته الأيام من لُقيمات غير سائغة، وجُرعات غير هنيئةٍ، وظلّ غير ظليلٍ .

التعليقات مغلقة.