المُعِزُّ المُذِلُّ شعر يـحـيـى الـهـلال

المُعِزُّ المُذِلُّ شعر يـحـيـى الـهـلال

صَـونُ الكـرامـةِ دَيـدَنُ الأبـطـالِ
عـَيشُ الـمـَهانـةِ سـاحـةُ الأنـذالِ

والـلّــهُ قد فطرَ الـنّفـوسَ عزيزةً
تَهجو الفضيحةَ والخَنا في القالِ

هـيَ فِطرةٌ، لَـيستْ كـمالًا مُطلَقـًا
لـكـِنّـها تـهـفـو لـِكـلِّ كَـمـالِ

ودوافـعُ الـمَخـلوقِ فـيهِ غَـريـزةٌ
كـالأكـلِ فـيـهِ إدامـةُ الأحـوالِ

(والجِنسُ) في المَخلوقِ جاءَ سجِيّةً
لـِبـقـائِـنـا، وتَـكـاثـُرِ الأجـيـالِ

كلُّ الدّوافعِ في الشّريعةِ ضَبطـُها
قَـنَـواتـُهـا مـَفـتـوحـةٌ لـِحـلالِ

فـالشّـكرُ لِـلّــهِ الـمُـعـِزِّ أعـزّنـا
بـِالـفِـطـرةِ الـعـُلـيـا عـلى الإذلالِ

فـهوَ الـمُـعـِزُّ كـذا الـمـُذِلُّ بـِقُـدرةٍ
ومـَشـيئـةٍ، مـُتـقـدّسٌ بِـجـلالِ

وهـوَ المـعـزُّ لِـمَن أطـاعَ بِـجـنّـةٍ
وهوَ الـمُـذلُّ لِـمَن عـَصـى بـٍنـَكالِ

وأعـزَّ كـلَّ الأنـبـيـاءِ بِـعِـصـمـةٍ
والـنّـصـرِ والـتـّأيـيـدِ والإفـضـالِ

قَصـمَ الطـُّغـاةَ بِكُفرهم وعِنـادهم
وأذَلّـهـم بـِالـنـّارِ والأغـلالِ

وأعَــزَّ كـلّ الأولـيـاءِ بِـحـفـظِـهم
صـَدَقـوهُ فـي الأقـوالِ والأفـعـالِ

الـعـِزُّ مـَوصـولٌ بـِطـاعـةِ ربِّـنـا
نـورٌ وكَـشـفُ الحُجْبِ فوقَ وِصالِ

والـذُّلُّ تَجـلـبُهُ الـمَـعـاصـي والأذى
والـرّانُ لَــفَّ الـقـلبَ بـالأقـفـالِ

لا ذُلَّ بـعـدَ مـَعـزّةِ مِـن ربِّـنـا
لا عـِزَّ بـعـدَ مـَذلّـةِ الـمُـتـعـالـي

فـامـلأْ جـَنـانَـكَ بـِالـيـقـينِ بـِربِّـنـا
هـوَ مـالـكُ الإذلالٍ والإجـلالِ

وأعـزّ كَـوكـبَـنـا بِـبـعـثـةِ سـيـِّدٍ
حـينَ اصـطـفاهُ لِـنـورهِ الـمـُتـلالـي

قـادَ الـنّـفوسَ إلـى المَعـالي فاتِحـًا
أُفُـقَ الـهُـدى، تـرقـى بـِخـيرِ خـِلالِ

صـلّـوا عـليهِ وسـلـِّمـوا يـا إخـوتـي
وعـلى الصِّحـابِ وبَـرّكـوا لِـلآلِ

في: 30/4/2021
الموافق ل : 18/رمضان 1442هـ