المُنافِس قصة قصيرة بقلم / محمد الأمين محفوظ
… قبل وفاة والده بأسابيع ، كان قد أفرده بوصايا ؛ إذ هو كبير أبنائه ولا يزال مراهقا…
مرت سنوات على الوفاة…
.
يحاول- جهده – وقد كسر الثلاثين أن يسترجع إحداها وقد أكّد عليه بأنها الأهم… إلا أنها سقطت في بئر التوهان…
ذات ليلة، يجهد ذاكرته في محاولات اجترارها… بعد غفوة نهض عليها، كان قال: إذا أردتَ حلال الاسترزاق فعليك ببُغض النفاق… يرددها مرات ؛ خشية أن تهرب إلى البئر…
إلا أنه تحيّر : أهي ببعض أم ببغض؟! …
لمّا فقد الأمل في أيهما كانت،..؟ قال : أسأل كبير تجار البلد الرافع شعار التجارة شطارة بجدارة…
يجيبه بعد إلحاح وتودد : لا أراها إلا ببعض،.. وخذ مني شرح الوصية بأغنية :
تخيّر مَن تنافق.. وليكن أي سامق
وكن له نعم الناعق
واعلم أنك ستجد حولك ألفا
فكن نعم المنافس…. واذهب… وبنفسك جرّب..
.
حلً النائب النيابي زائرا ، اجتمع حوله ما اجتمع.. فكّر سريعا لينافس… يدلِف ليكون منه اللصيق المجاور… وقعت عيناه على قشات عالقة ببذلته.؛ فبادر بإزالتها ومسحها.. امتن له وأعلن أمام الكافة : منحته شرف سكرتيري الخصوصي وله من ذلك فوائد وعوائد…
ذهب مسرعا إلى كبير التجار فرحا طالبا جرعة جديدة…
.
قال له: لا يفتّ في ساعدك إلا حاقد وغيور.. فلا تسمع وصُمّ أذنيك وأغمض عينيك… ويا سعديك ثم اسلك كل سالكة…
لم يستغرق في البحث عن سالكة طويلا..
وإذا به يقرر الترشح في انتخابات جديدة أمام النائب كمنافس…
ينفق على الدعاية ولزومها كل ما عنده من فوائد وعوائد…
يصدر قرار عاجل…
باستبعاد كل من النائب السابق والمنافس.
التعليقات مغلقة.