المُنظَّمة والمَنظومة…
محمد عبد المعز
…………….
نجاح أي مُنظَّمة، يرتبِطُ ارتِباطاً وثيقاً، بمنظومة عملها، ومُنظَّمة الصِّحة العالمية، إحدى هذه المُنظَّمات، بل أهمها، إن شئنا الدِّقة، على المستويين المحلي والعالمي، ونجاحها يعني الحياة، لِمَنْ وما في الكون، بل الاستمتاع بمَنْ وما في الحياة، مما شرعَ الله.
ولأنها أصبحت مُنظَّمة الحِصَّة العالَمية، بدلاً من الصِّحة العالمية، تلاشى دورها، أو كاد، واقتصر على بعضِ البيانات، والْـمُناشَدات، والاستِغاثات، لارتِباط دورها الخدمي بالمال، لشراء الْـمُستلزمات الطبية، وبناء المستشفيات، أو على الأقل دعمها بالتجهيزات والإمكانات…!
وسمعنا وقرأنا، امتناع هذه الدولة، أو تلك، عن وقفِ دعمها لمُنَظَّمة الصِّحة العالَمية، رغم أن ذلك حَقُّها، وواجِب العالم، كي تتمكنَ من أداء رسالتها، بحيادية، ونزاهة، وشفافية، لكل مُحتاج، خصوصاً في الدول الأشد فقراً، ومرضاً، وجهلاً، للأسف الشديد…!
أما اعتمادُ مُنظَّمةٍ كُـبرى، بحَجْمِ مُنظَّمةِ الصِّحةِ العالَمية، على الدَّعم، فيجعلها رهينةً في يَدِ البعض، ويُدخلها في حِساباتٍ عُنصرية أحياناً، رغم أن الدواء للجميع، ويَجِبُ أن يظل كذلك، بل للأشد حاجة إليه، كإنسان، بصرفِ النظر عن جِنْسِه، ودينه، ولونه، وعِـرْقِه…!
ولأنها الآن، تتصدَّرُ الْمَشْهَد، في ظل أزمة كورونا العالمية، فإن مُنظَّمةَ الصِّحة العالمية، يَجِبُ أن تظل بمنأى عن الهوى، والقرارات غير المدروسة، لأن الْمَنْحَ ليس مِنَّةً من أحد، والْمَنْع كذلك، وإن كان العدلُ واجِباً، فإن الرحمةَ فوق العدل، والنظام أساس نجاح الْمُنظَّمة والمَنْظومة.
…………….
محمــد عبــد المعــز
التعليقات مغلقة.