موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

النائمان ..بقلم .. محمد الأمين محفوظ.

118

تخيرته من بين كل المقاهي… مقهى بلدي متواضع… كراسي خشبية و« ترابيزات»… وبين هذه… وهذه..
تجد « كنبتين» طويلتين متجاورتين لحائط.. كل واحدة منهما يحتلها شخص واحد…
كان جلوسنا أمام « النصبة» … طلبنا شايا… مارست مع ابنيّ حديث فكاهة كعادتي…

درتُ بعينيّ على الجالسين… ركزتُ نظري على الشخصين اللذين يحتل كل واحد منهما « كنبة» وحده… فلا يشاركهما زبون.!!
إنهما مستغرقان في نوم عميق رغم وضع الجلوس… يتخطيان السبعين بالتأكيد بعلامات الهرِم…
انصرفت عن ولديّ وعن بقية الشاربين..

أتوغل في أعماق الأول :

ماتت رفيقة الطريق… بعد صراع مع المرض بحق من رفع السماء بلا عمد… لم يعد في بيتنا إلا الأكبر والأصغر… تزوجت الريحانة وسكنت بعيدا….
الأكبر والأصغر انشغلا بزوجتيهما وأولادهما وبقضاء حاجاتهما رغبا أو رهبا أو اضطرارا… بقيت وحدي مقيما على الأطلال… لا أجيد إلا سلق البيض وصناعة كوب شاي..
وها أنا ذا أقصقص الوقت على المقهى… ثم أعود متكئا على عكازي «صاحبي» حاملا ما أقدر على حمله من قليل الاحتياجات… ولا أنسى علاج « الضغط» الذي نفد… أعود حيث لا أسمع إلا صدى شكايتي وضجرى وصفير صدري …. أحتج صامتا على مرارة الوحدة وبرودة الأحاسيس!
أحادث الجدران.. وصورتها التي تعتلي الحائط….

عدتُ إلى نفسي.. أكفكف دمعا تسلل….
قالا : ما بكَ يا أبي؟؟ لا شيئ.. لا شيئ… دخان الشيشة زغزغ عينيّ…..
رشفتين من كوب الشاي الذي فتر…أشعلت سيجارة…
دار حديث خاص بين ولديّ….

انصرفتُ إلى الثاني :

أغوص في أعماقه… أسبر أغواره…

يتهمونني بالرجعية والتخلف وأنني طراز غير طرازهم .!!
الجميع في مقر معيشتي يأتون… فهنا الملاذ العمومي لهم حين يغيب آبواهم…

أنتَ يا….. لا تقص شعرك بهذا الشكل المقرف..
لا عليك يا جدي.. إنها الموضة !!! ونحن الشباب نلقف كل جديد وارد.!!
وأنتِ يا…. مواليد « ٢٠٠٠ »… لا ياجدي… أنا « ٢٠٠١ »..!!! أنسيتَ ؟
أما زلتِ بدون حجاب؟!! وشعرك الغجري المجنون يسافر لكل من هب ودبّ ؟!!
ترد أمها : دعها وشأنها يا « بابا » فهي حرة وقد علمتها كيف تكون رجلا!
وهذه الصورة التي ألصقتموها أعلى باب شقتي.. كيف سمحتم لأنفسكم الاعتداء على رؤيتي للأمور… انزعوها… أنا لا أستريح لرؤيتها… علقوها في الشارع وفي أي مكان آخر…
لماذا يا جدي… نحن سعيدون برؤيتها حين ننزل إليك…

مَنْ قرأ منكم اليوم صفحة من كتاب مفيد؟
لم نعد نقرأ يا جدنا…نحن نسمع أغاني مهرجانات..
وبكل بجاحة يتفلتون فرادى……
قال أحدهم وهو يتسرب : أنت يا جدي قديم…. فما كان مني أن قلت : وأنت عديم.. إل…

غريب أنا في وطني….. فلأذهب إلى المقهى…..

التعليقات مغلقة.