الناي السحري.. بقلم زينب عبد الكريم التميمي
هكذا أنا وهكذا أنتَ.. صديقي.
أن نتحابَّ.. ليس بغريب… كلنا نتوق للحب… فيكَ الكثير مني، وفيّ الكثير منك رغم اختلاف عالمينا.
لقد أوشك اليوم على الانتهاء
وماذا بعد، ماهو إحساسك؟ ستتركني كما كل مرة أسألك دون إجابة،
ستنزوي لركنكَ وأركن أنا لسريري،
سيقتلكَ صمتكَ وأنت ترى كل ماحولك
يثور، وأنت مكسور تتحمل ماتتحمل،
لا تشتكي ولا تذرف دمعا، فقط تئن وتلهج،
كم تمنيتُ أن تنطق…
هههههههه، تراني مجنونة، أطالبك التمرد وأنا نفسي لا أستطيعه، تتعجب لأني أتحمل الألم .
لا عليك, هلوساتي لا تنتهي..
مارأيكَ أن نسمع بعض الموسيقى لنكسر هذا الصمت القاتل، سنستمع لموزارت
“الناي الساحر ” يناسب يوم الحب هذا، فمن الجميل أن ينتصرالحب.
لنضع الاسطوانة، دائما تحملق بي هكذا، يحق لك أن تتعجب.. العالم يتطور وأنا ما زلت أعشق هذه الإسطوانات القديمة، لا تعرف كم أجد فيها روحي وطفولتي الغائبة.
هل تسمع ما أسمع؟
الناي! إنه صوت الناي !! إنه هنا… أسمعه هنا.. ينحدر من جدران الغرفة.. من سقفها
لالالا، هو من هنا.. من داخلي..المهم،
لنستحضر أمنياتنا في هذه الليلة،
لنغلق عيوننا ونرسل دعواتنا الى الله
علّها لحظة استجابة.
اُنظر !! أضواء متلألئة تملأ فضاء الغرفة.. يا إلهي.. ما أجملها وجوههم.. هي رسمات وجوههم، يا الله ما أروعه منظر
وهؤلاء.. ماهم!!
ههههههه…ههههههه.. هؤلاء عائلتك !.
اُنظر.. اُنظر يا صديقي، هل تمنيتَ مثل ماتمنيتُ ؟ أنهم هنا .. أحس فرحتك بهم
لنرقص معهم..
…. الفرحة تغمرني ونشوة الحب والشوق لهم، فهل أنت مثلي؟.
اووه… توقفت الإ سطوانة، انتهت الموسيقى، كل شيء بدأ يخفت.. الأضواء بهتت، كما أراك قد تعبت من الدوران، أم يا ترى أن برد فبراير قد جمّد فيك حركتك فأصبحت تئن بهذا الشكل.
عموما، أنا أيضا تعبت ، ثلاثة أشهر وهذه القدم اللعينة تأبى الشفاء،
أنا أتعبتك، أعترف ..
قد زاد وزني لقلة الحركة، زمن وأنت تحملني دون ملل، تشاركني كل تفاصيلي، ممتنة لك كثيرا ياصديقي.
كم أنا مذنبة بحقك… أعلم أنّي آذيتك كثيرا حين حملتك معي في ذلك اليوم المشؤوم، لم أشعر حينها بوجعك وأنا أنتشلكَ من عائلتك، هو الفقد والحنين يتلبسك كما أنا،
هل تشتاقهم؟. حسنا..
سأطلق أسرك قريبا رغم تعلقي بك واحتياجي لك.. سعادتك تهمني..
لا تحزن ، هيا لنعيد تشغيل الاسطوانة، ولينفخ الناي أطيافهم، لنستحضرهم من جديد .
ولنرقص .. ونظل ندور وندور وندور احتفاء بيوم الحب.
التعليقات مغلقة.