الناي
بقلم رشيد الموذن
هي روح أنفخها
في ناي
تعددت ثقوبها.
بأنامل رقيقة
لم أزل أعدها..
تزدحم النغمات شاحبة
تثائبت أوزانها..
تتعرق الآهات
أرهقتها دموعها
قبل أن تصل أذن
من يتغافلها…
مقطوعة تمزقت
على شفاه الصمت
…. من قلق الرؤى !
من يعصمها ؟!…
مسرف يرى أنه
كريمها…
وبخيل يرى نفسه
مقتصدها…
ونمام صور دوره
أنه ناصحها…
وكم يد مدت تخال
أنها صاحبة حق
هي من تملكها….
وظالم لنفسه..
.. يجلس على
تلابيب جلبابه
كأنه مظلومها…
ومن غير كبر…
مجرور الثياب مخلد
في الجحيم فاعلها…
فما بالك بلوثة
مغرور هو سادلها.!!..
ومشعود سفيه
على هامش القوم
مخلصها…
بل حتى معاقل الكبار
عارية يضاجعها…
فلحني لحن أليف
…. وعصف الريح
هو من يتمتمها…
رفعت ذيل الناي
أداعبها..
أما النغمات فصبت
صنوف الذل
فوق رؤوسها…
تحت صرخات الضجيج
في علب الليل
يخفت فتيلها…
بلا وعود كاذبة تحاول..
فمن يصدقها…؟!
لا فجر خلف سرداب
مظلم ما بشمس
به متم نورها…
شاخت في المهد
أغنيتي..
كأحلامي لم تطر !
بل طار ريشها…
فصوت نغمي نرجسي
وصمتها سهم يمزقها
هو اللحن رموز..
يتمخض عنه المغنى
لمن يستحضرها..
عانقت سهادي أشدو
أهوى الزفرات من فؤادي
لعل الصدى يوقظها..
لا زلت أرمي أهدابي
على بعضها منتشية..
ورياح تتدفق من ثقب
الناي تبعثرها….
يا جرح دنياي
سيبقى قلبي ينزف
أنينا..
يعزف اللحن الممزق
أغنية أعشقها…
إن أغرودة العندليب
ترانيم شوق..
يهب الحياة شدوها…
ينساب في الصدور
المجهدة خنقا..
فيزدهر صباحها..
وإن توسد قلبي طائري
فليحمل النسيم الشجي
رخيم صوته المنساب
نحو ضياء الفجر ينشرها
رشيد الموذن
المغرب
التعليقات مغلقة.