النبى شيث
عبق الأنبياء
الحلقة الثانية بقلم رياض العربي
حكايتنا الليلة هتكون عن أول بنى بعد سيدنا آدم و لم يذكر اسمه فى القرآن لكن حدثت فى أيامه حاجات كتير أكيد هنتعلم منها ، هذا النبى الكريم هو:
نبى الله : شيث
يلا بينا نبدأ الحكاية ، بسم الله :
” يااااااه معقول ده يحصل ، هى الناس جرى لها أيه “
- سمعنا الجملة دى كتير خصوصا الأيام دى ، بنقولها كل ما نسمع إن فلان قتل أخوه أو أبوه أو أمه بسبب فلوس أو ورث أو أى سبب تافه
- كتير بنقرأ فى الصحف و المواقع أن رجل قتل زوجته عشان مثلا الأكل مش عاجبه أو الشاى مش مظبوط ، ده غير الخناقات و المشاكل المستمرة بين الأقارب و الأصدقاء و الجيران لأتفه الأسباب
- و طبعا كلنا متابعين الموضة و الأزياء الغريبة و العجيبة و البناطيل المقطعة و الكل يتباهى بأنه بيلبس أو بيحلق شعره على أحدث موضة
- ده غير حوادث الزنا و التحرش اللى انتشرت أوووى الأيام دى لدرجة إنها موجودة فى الشارع أو المترو قدام الناس عادى خالص
- و ساعتها بنستغرب أوووى و كأن الجرايم و الحوادث دى أول مرة تحصل مع أنها موجودة من أيام سيدنا آدم
طب أيه علاقة الكلام ده كله بحكايتنا الليلة يلا بينا نعرف قصة نبى الله شيث و نربط الاحداث ببعضها و نتعلم بعض الدروس المهمة .
- فى الأول لازم نعرف كام حاجة عن شيث لأن ذكره لم يرد فى القرآن و المعلومات عنه قليلة :
- قابيل عشان عايز يتزوج أخته لأنها الأجمل مع إنها محرمة عليه ، و لما تم رفض قربانه حقد على أخيه و قتله
- ربنا عز و جل رزق سيدنا آدم بابن تالت اسمه شيث و معنى اسمه هو الهبه من الله لأنهما رزق به بعدما قتل قابيل أخاه هابيل فاعتبرا أن الله رزقهم شيث تعويض و تهدئة لحزنهم الكبير بعد مقتل هابيل
- كان شيث بارا بوالديه أشد البر و ده جعل سيدنا آدم ينقل له كل ما كان عنده من العلم و لماحضرت آدم الوفاة عهد لولده شيث بأمر قومه و شدد عليه أنه لا يعرف أخاه القاتل الهارب قابيل بتفاصيل الوصية لأن قابيل كان أنانيا حسودا غير محب للخير
- بعد كده توفى سيدنا آدم و قامت الملائكة بدفنه ، و بعده بسنة توفت حواء فحزن عليها شيث حزنا شديدا و قام بدفنها بنفس الطريقة اللى اتعلمها من الملائكة لما دفنت آدم
- بعد وفاة آدم جعل الله عز و جل شيثا نبيا و يقال أنه أنزل عليه خمسين صحيفة ، فبدأ شيث يشرع للبشرية أمور الدين و يعرفهم الحلال والحرام و حرم على قومه زواج الأخ من أخته من نفس البطن و كمان يقال إنه بنى الكعبة بالطين و الحجارة و بقى يحج و يعتمر فى مكة حتى مات .
- كان شيث يسكن الجبال مع أبيه و أمه أما قابيل فهرب بعد جريمته و سكن فى السهول ، فقام شيث بمنع قومه من الإختلاط بقوم أخيه قابيل بسبب فسادهم و سوء أخلاقهم ، فالتزم الجميع بأمر شيث بعدم التوجه للسهول أو الإختلاط بقوم قابيل
- طبعا الكلام ده لم يعجب الشيطان اللى أصلا توعد الإنسان بالغواية فكان لازم يتصرف و يشوف حل ، فلعب على نفس النقطة اللى بسببها قابيل قتل أخوه هابيل ، المعروف أن أخت قابيل كانت أجمل عشان كده طمع فيها مع أنها محرمة عليه و استخسرها فى أخوه هابيل اللى برضو كان أجمل منه
_ فقرر الشيطان أن يكيد لبنى آدم و يضلهم و يزين لهم المعاصى ، فذهب لقوم قابيل فى السهول و كان معروف عنهم حبهم للفساد و الفجور ، فتشكل لهم فى هيئة غلام و عمل أجيرا عند واحد منهم ، و مع الوقت بدأ يتفنن لهم فى حاجات غريبة خاصة بأشكال متنوعة من الملابس و كأنها أحدث صيحات الموضة ، طبعا كلهم بقى يتسابقون عليها .
_ و كمان عملهم عيد يجتمعون فيه فتتعرى النساء للرجال ، و صنع مزمار و قعد يزمر عليه بصوت جميل ، فانتقل صوت المزمار إلى سكان الجبال من قوم شيث
_ الصوت عجب ضعاف النفوس من قوم شيث ، و بدأوا يقربوا من السهول و يراقبوا قوم قابيل ، إلا إنهم ملتزمين بأمر شيث فى عدم الإختلاط بقوم قابيل
_ فى مرة من المرات تجرأ رجل من قوم شيث و قرر النزول للسهول و الاختلاط بقوم قابيل ، لما وصل هناك عجبه أوووى النساء و طريقة لبسهم و تبرجهم ، لأنهم كانوا أجمل بكتير جداااا من نساء قوم شيث
_ الرجل رجع لقومه فى الجبال و قعد يحكى و يوصف و يتغنى بجمال نساء قوم قابيل ، فسال لعاب ضعاف النفوس و نسوا أوامر شيث و قرروا الذهاب إلى السهول للتمتع بجمال و فتنة نساء السهول ،
_ ذهبوا بالفعل فى أحد ايام عيد قوم قابيل و اختلطوا بالنساء و افتتنوا بهم ، و افتتنت بهم النساء لأنهم أجمل من رجال قومهم
_ حدث اللقاء و الإختلاط الذى حذر منه شيث ، كانت النتيجة حدوث أول جريمة زنا فى تاريخ البشرية ، و انتشر الخبر بين ضعاف النفوس من قوم شيث ، فانضموا لقوم قابيل و تركوا الجبال
_ بدأ عدد أصحاب شيث يقل مقابل زيادة أعداد قوم قابيل ، فزادت المعاصى و دب الفساد و الفسق و الفواحش ، بل أنهم صعدوا الجبال و هجموا على قوم شيث و قتلوا الكتير منهم
- أهم الدروس اللى يجب نتعلمها من حكاية النبى شيث :
- واجب الوالدين فى تربية الأبناء تربية صالحة لبناء شخصية قوية تقدر تفرق بين الخير و الشر
- لازم الأبناء يسمعوا كلام و نصايح الوالدين و يطبقوا النصايح دى فى حياتهم
- ضرورة الابتعاد عن أسباب الفتنة اللى ممكن تكون السبب فى قتل الناس لبعضهم
- الالتزام بأوامر الله تعالى و عدم اتباع أهواء النفس اللى ممكن تكون سبب فى الهلاك
- حكاية شيث بتلخص كتير من مشاكل البشرية ، و إن الشهوة اللى خلقها الله بداخلنا هى المحرك الأساسى لكتير من المعاصى من بداية الخلق بعد ما كانت المعصية فردية و الأخ قتل أخوه عشان امرأة أحبها ، أصبحت المعصية جماعية و بدأ قومه يشتهون نساء قوم أخيه
- لازم نعرف كمان أهمية العلم و ازاى بيهذب الأخلاق و بيبعد الواحد عن المعاصى ، فلازم نهتم بنقل العلم للأبناء كما فعل آدم مع ابنه شيث
- الابن الصالح دايما بيكون قريب من والديه عكس الابن الفاسد
- كلنا بتتحكم فى الغريزة البشرية و بنضعف و نقع فى الخطأ لكن المفروض نعترف بالخطأ و لا نكرره لأنه بيكون على مراحل محدش بيأخد باله منها إلا بعد الوقوع فيه
- فى نهاية الحكاية نقول
لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين
أرجو أن تكون حكاية الليلة عجبتكم ، فى انتظار تعليقاتكم حتى تعم الفائدة
انتظروا حكاية جديدة
كل عام و أنتم بخير
تحياتى للجميع
رياض_العربى
التعليقات مغلقة.