موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

” النثر الشاعري بين الحركة والسكون “دراسة نقدية تحليلية لقصيدة”الرقص في كرنفالات السكون “للشاعرة عبير عبدالمنعم نقد وتحليل أسامـة نــور

368

” النثر الشاعري بين الحركة والسكون “
دراسة نقدية تحليلية لقصيدة”الرقص في كرنفالات السكون “
للشاعرة /عبير عبدالمنعم
نقد وتحليل / أسامـة نــور

النقد والتحليل برؤية الناقد أسامة نور


مقدمة في ماهية” قصيدة النثر أو النثر الشاعري”


ظهر مصطلح قصيدة النثر في وطننا العربي في منتصف القرن العشرين ليعبر عن طريقة مغايرة في كتابة الشعر ،تجمع بين النثر من جهة والشعر من جهة أخرى ، وأحدث ظهوره صدامـًا بين المؤيدين له والمعارضين ، وخاصة وأن من النقاد من لا يعترف بالشعر الحر أو التفعيلة ..فكيف به يقبل بشعر النثر
وكانت نشأته الأولى في أوربا وبدأ ياخذ موقعـًا وبدأالنقاد
في وضع مفاهيم له وتحديد آلياته…
فتعرفه الناقدة الفرنسية ” سوزان برنار” بقولها” قطعة نثرية موجزة بما فيه الكفاية ، موحدة مطغوطة كقطعة بلور ،وخَلق
حر ليس له من ضرورةغير رغبة المؤلف في البناء خارجـا عن كل تحديد ، هو شيء مضطرب إيحاءاته لا نهائية “
وبهذا فإن لشعر النثر أو للنثر الشاعري آليات وضوابط ..يجب توافرها في النص ..

العنوان ” دلالات وإيحاءات “


عنوان النص” الرقص في كرنفالات السكون ” عنوان حداثي يحمل في طياته الإيحاء والمراوغة والعمق هو رقص( بال) التعريف أي قصدية الرقص ..في كرنفالات هو الاحتفال الشعبي الذي يتسم بالغناء ،وفنون السرك أي أنه يتسم بالحركة والصخب مما يوحي بالسعادة والبهجة ، ولكن نجد كلمة “السكون ” لتجعلنا نسكن فجأة كما تسكن هذه الكرنفالات ..أنه رقص الألم الداخلي المواجع التي لا يشعر بها إلا صاحبها . إنه حركة من الثبات ..وقد تقصد الكتابة والتأليف والتكرار على نفس الشكل المعهود ..فتتغير الكلمات وتتراقص ولكن داخل شكل ثابت ساكن والعنوان هنا مؤثر يوحي أننا أمام نص نثري
حداثي ،يحاور الذات والآخر ، ليصل في نهايته إلي خلاص لهذا الألم ” والعنوان دافع ومحرك ،ويبعث على الدهشة والتساؤل …وهكذا نجح العنوان في دوره …

النص “وحداثة الشكل والمضمون “


النص من حيث الشكل نثري لا يلتزم بوزن ولا قافية ..
قصيدة نثرية …تحمل آليات شعر النثر أو النثر الشاعري .فهو نص ذاتي حالم يجمع كل آليات الإبداع في نوعه ..من حيث الشاعرية والذاتية ..والألم والمعاناة الداخلية . والاهتمام بالعاطفة ممزوجة بالتصوير والفكر ..الصور الكلية والجزئية ..الاهتمام بالجملة وإيقاعها ..والتجديد في التراكيب والصور ..الإيحاء
والعمق ،مع التجديد في البنية ،والوحدة العضوية والموضوعية ،مع تحرر الفكر وتجديده ..ليساير الحداثة وما بعدها ..كما يتسم بالبساطة اللغوية مع عمق المعني وتعدد ايحاءاته. واستخدام الرمز ..وذلك في إيجاز وتكثيف.
فتقول الشاعرة في بداية النص
كنتَ مثلي تعبرك الكلمات تضاءْ
مثلي ضيعتك المعاني في كرنفالات السكونْ
حالة تتوحد فيها ذات الشاعرة مع الآخرولكن مَن هذا الآخر
هل هو” الشِّعر” الذي يمتزج مع كيان الشاعر ووجدانه أم أنه حبيب يمنحها القدرة على مقاومة الحياة .
فهي تخاطب الشِّعر وكأنه إنسان ..في مشهدية وتصوير درامي
ثم تقول :-
شريدًا تحاصرك ذاتك
تشتعل أناملك
ترقص بجنون فوق صدر البدايات..
إنها الذاتية المشتعلة بالألم والوجع..الراغبة في التخلص مِن أثقالها . إنه رقص ،وسعادة البدايات الأولى للكتابة
ثم الالتماس بقولها هيا سويًا إلى فوهة العالم بصحبة توليب
فهي تريد الخلاص وأن يصاحبها هذا الشعر إلى عوالم أخري
إنها تعلن التمرد والرغبة في التحديد ولكن بصحبة الجمال
“توليب” نوع من الزهور الجميلة ،ويرمز هنا للجمال . والقوة
والمزاج المتقلب “
وتقول نودع اللغة المدماة والتغييرات الراكدة ..تريد التجديد والحركة ..
نودع جدرانًا كسر عنقها التكرار
فباتت مقابر
ثم تعلن صراحة رغبتها في التخلص من الخديعة ، ومن التحفظ و الماضي بسكونه
تعال سويـا نخلص أقدامنا من شرك الخديعة
وهو المتاهة
في كوكبنا العادي
“اللغة والأساليب والصور “
تستخدم الشاعرة اللمفردات البسيطة السلسلة ولكن عميقة في جملها وتراكيبها ..فنجد الجمل تحدث إيقاعًا متناغمًا
كما استخدمت الأسلوب الخبري التقريري..وجاء الإنشاء
في “هيا- تعال” أمران للإلتماس .
لكن الذي منح النص الجمال وتعتبر من الآليات الأساسية لشعر النثر هي الصور الجمالية بنوعيها” الجزئية والكلية “
قد بدأت من العنوان إلى آخر النص
ومنها . ضيعتك المعاني في كرنفالات السكون “
شريدٌا تحاصرك ذاتك
ترقص بجنون فوق صدر البدايات
نخلص أقدامنا من شرك الخديعة ..
فالصور تظهر الحالة وعمقها وتظهر حالة التمرد ،ومحاولة التجديد والخروج من أسر الواقع .
كذلك الرمز في “توليب “

الإيقاع والمؤثرات الخارجية”


الشعر ما حقق الإبداع والإمتاع وتحققت فيه ماهية الشعر …..
والوزن من آليات الشعر العمودي وشعر التفعيلة ..لكنه ليس كلها
وليس كل موزون جميل ..وليس كل منثور قبيح ..إنما الإتكاء على مدى الإبداع ،والقدرة على التعبير ببلاغة وقوة ..
لهذا نجد الإيقاع داخل النص ،ونجد الموسيقى الداخلية ..والتناغم والحركة واستخدام المؤثرات الحسية كالضوء في” كنت مثلي تعبرك الكلمات تضاء “
والصوت في نودع أفاسـا تحطمت
واللون في نودع اللغة المدماة والتغييرات الراكدة..
كما تظهر الحركة وهي مؤثر فعال في شعر النثر في “العنوان ارقص في كرنفالات السكون “
في شريدًا تحاصرك ذاتك
وفي ترقص بجنون فوق صدر البدايات
إلى نهاية النص ” نخلص أقدامنا من شرك الخديعة ..
حالة من التوحد مع الذات والمكاشفة ..فما الرقص هنا إلا تحليق حول الأفكار ومحاولة ترويض الألم الخارجي والبحث
وسائل للتجديد
إن الشاعرة تبحث عن التجديد والتطوير ، البحث عن عوالم أخرى ،تكتب بصيغة أخرى , ومن حق المبدع ذلك أن يطور في الشكل والمضمون شريطة توفر الإبداع واتساق آلياته..
ومع تلك المحاولات نجحت الشاعرة في ذلك ..

ولكن تبقى من وجهة نظري : النص من بدايته إلى قولها” لاحنجرة لنصرخ” مكتمل فنيًا في إيجاز وإيحاء وتناغم إيقاعي ..لكن من قولها “نودع اللغة
إلى كسر عنقها التكرار ..غلبة علية لغة الخطاب فقد بعضًا من بريقه وجماله”
تكرار نودع أضر المعنى وافقد الجملة إيقاعها المتناغم كذلك استخدام حرف” العطف الواو” جعل الأسلوب أقرب إلى السرد .
**استخدام “عنقها “أحدث ثقلا ..وكان يمكن قول
“جدرانـا كسرها التكرار”
**في” فباتت مقابرا”. مقابر ممنوعةمن الصرف لا حاجة لزيادة الألف كما أن التسكين أوقع فهو يلائم الحالة النفسية
والمعنوية وأعمق في التأثير الحسي والنفسي ( فباتت مقابرْ)
إن من حق المبدع التجريب ،والبحث عن أشكال جديدة تحرك فكره ،وتبث فيه الحماسة والرغبة،شريطة أن يؤدي للإبداع حقة ،وأن يتقن الإبحار في آليات الشكل الجديد.

نخلص من ذلك أن من حق المبدع التحديد في الشكل أو في المضمون أو في كليهما ..ولكن ليس من حقه هدم أو إلغاء التوراث …فليس معنى الحداثة الهدم والإلغاء

وإنما تطوير الفكر ليتناسب مع روح الواقع وأهدافه….
هى البناء لا الهدم .. وهناك كثير من المبدعين يجددون في المضمون مع المحافظة على الشكل ..ويبدعون في ذلك في توازن وانسجام …
كما أنه ليس من حق أحد إلغاء الآخر …فالحكم للإبداع وآلياته…ومن هنا كانت كل العصور الأدبية حداثية لسابقتها..لكن ظل الإبداع والإمتاع الحكم الفصل . تحياتي ….. أسامة نــور

نص الرقص في كرنفالات السكون…للشاعرة عبير عبدالمنعم


كنت مثلي تعبرك الكلمات تُضَاء..
مثلي ضَيَّعتك المعاني في كرنڤالات السكون.
شريدا تحاصرك ذاتك..
تشتعل أناملك
ترقص بجنون فوق صدر البدايات
ثم تهدأ شيئا فشيئا ..
مثلي أوثقك الجنون
حلَّق بكَ في الصمت المطعم بالصرخات
هيأتك المسافات للرحيل..
الأن وقد أثقلتنا المواجع
واستباحتنا التأويلات
لا لغة تفسرنا
لا حنجرة لنصرخ
فهيا…..
هيا سوياً إلى فوهة العالم ….بصحبة توليب
نودع اللغة المدماة، والتفسيرات الراكدة،
نودع أنفاساً تحطمت وسكنها الملل،
نودع جدراناً كَسَر عُنقها التكرار
فباتت مقابرا
تعال سويًا
نخلص أقدامنا من شرك الخديعة
وزهو المتاهة
في كوكبنا العاااادي جداً

التعليقات مغلقة.