النثر الشاعري.مصطلح نقدي للمناقشة د.وجيهة السطل
النثر الشاعري.مصطلح نقدي للمناقشة
د.وجيهة السطل
هل ينتهي؟ بقلم نبيلة حماني
حكاية الخريف موجعة ..
تؤكد دنوَّ الرحيل
سطو الذبول على حلم عليل
ظل يراود الفصول الحزينة ..
ينتظر فاكهة الجنان الأخيرة ..
حكاية الخريف موجعة ..
تندس في الشريان أنينا
تسكن هدب ذاكرة وأغنية ..
تنهمر طوفان رعشة مضنية
من عين تهاوى فيها الضياء ..
تنزف جنونا
كما بحر تاه عن سماه ..
عن عمقه .. عن لظاه ..
عن حلمه الساكن فيه حد التناهي ..
ثم نام بين أخاديد الرياح ..
لم يفتح بابا للإشراق
لم يزلزله شوق
لنور الشمس على محياه ..
حكاية الخريف لا تبلى
لا تغفو مع صقيع ..
تنبئ بحزن الظلال
بوجوم الشجر إذ غادره اخضرار ..
تربو على ما ضج بالأدغال من أنين
تسخر من وجع الجذور ..
من هفهفات الردى
في كل صوب يثور ..
من بكاء الطير آن ارتجاف واحتضار ..
الصمت الشاحب رجه الأسى
يقول أنا الساكن أعماق المدى..
أنا من قضه جرح
رابض في الحشا
ومعاول الريح تغرس أنصالها
على تضاريس وجه حزين
تخدش صفاء المرايا
لتنزف وجعا تلك الجروح..
حكاية الخريف مضنية ..
نهلت من دماء الحقول
بعثرت ألفة الفصول
تحركت سعيرا على وجنات الماء ..
أعدمت ما تبقى من سراب أنثى ..
فتحت في حضن الثرى
مرقدا لهمسك
ثم أسدلت الستار ..
ارتدت الشحوب وقارا
عانقت المدى ..
أخبرت عن شهرزاد العليلة
حين بعثرت عقد زمردها
بين بحر ونار ..
كانت تصلب صوتها
على مشانق رضاك
ولا تكتفي ..
تؤكد اللاجدوى من عمر باهت
وإن طال بين ربوعك الظليلة ..
رؤية الدكتورة وجيهة السطل
هذه الشاعرة المغربية المبدعة ظاهرة شعرية تستحق الدراسة.. تنطلق إبداعاتها في صور ثلاث:
- الشعر العمودي بأوزان بحور الخليل.
- وشعر التفعيلة الذي كانت رائدته نازك الملائكة في منتصف القرن الماضي.
- ومشاعر منثورة،ترفرف على أجنحة خيال مبدع؛ تصدح فيها نغمات داخلية؛ في الألفاظ ،وفي التراكيب عن غير قصد.
وتستحق لقب:أميرة النثر الشاعري..وأطلقه عليها الشاعر الكبير: د.جمال مرسي.
أما هذا المصطلح الأدبي الجديد،الذي أرجو له الانتشار والثبات على أقلام المبدعين والنقاد؛ وينطبق تعريفه على إبداعاتها من الصورة الثالثة ،
فهذه قصته:
هذا الشكل الإبداعي يسمونه اليوم قصيدة النثر.وأنا لا أوافق على هذه التسمية، وكثيرٌ من الكتاب من يطلق هذه التسمية على ما يكتبه.وهي تسمية غريبة. لأنها تماثل من رقص على السلّم. فلا أدركت تواضع النثر،ووضوح اسمه بجرأة وشجاعة، ولا بلغت شرف الشعر. ولعل إضافتهم اسم القصيدة إلى النثر محاولة رخيصة لإعلاء شأنه، وهم بهذا يهينون النثر الإبداعي بدلًا من تكريمه.
ونحن مجموعة من الشعراء والنقاد:
د. جمال مرسي. د. حسان الشناوي .د.بسيم عبد العظيم .
د.وجيهة السطل.الشاعر عبد الكريم . الشاعرة سفانه اسماعيل شتات. الشاعرة نبيلة حماني
في قناديل الفكر والأدب، قد اقترحنا بعد مناقشات مُجدية،تسميته:النثر الشاعري. اعترافًا به لونًا من ألوان التعبير الأدبي اليوم، وحفاظًا على قيمته الإبداعية،ووضعًا له في المسار الصحيح للحركة الأدبية المعاصرة.
هو نثر بنكهة الشعر، يحمل مشاعر وصورًا وأخيلة، وأسلوبًا بلاغيًّا لاينكره أحد؛ في الألفاظ والتراكيب والبيان والأخيلة.
وقد يحمل بعض الموسيقى في بعض الأسطر والجمل والكلمات.ولكنه لايحمل مواصفات الشعر الموسيقية، لا في نسق القصيدة الخليلي،ولا في النسق التفعيلي.
تحياتي ومحبتي وتقديري
للمبدعة المتألقة الشاعرة المغربية: نبيلة حماني
ولجميع المبدعين.
التعليقات مغلقة.