“النص الحداثي ..بين إعمال الفكر وتعدد الدلالة” دراسة نقدية تحليلية لقصة “رقعة عارية”للقاص محمود حجازي نقد وتحليل أسامـه نــور
“النص الحداثي ..بين إعمال الفكر وتعدد الدلالة” دراسة نقدية تحليلية لقصة “رقعة عارية”للقاص محمود حجازي نقد وتحليل أسامـه نــور
النص .” رقعة عارية” بقلم القاص محمود حجازي
٠٠٠٠٠وربما لم تكن ذكية بقدرٍ كافٍ ؛حينما خدعها بصمته ورعشة ٱصبعيه وقد صاحب ذلك تنازله عن بعض جنوده من أجل الملك .
فتناست أنه يجيد فن التمثيل… ألم يكن معلمها ؟!
أخذها زهو النصر المزعوم كلما ترك لها حصانًا لا يبقى منه سوى اسمه، أو طابية لاتملك من أمرها شيئًا.
زادت شهوتها للمزيد من المكاسب بمساعدة أنصاف اللاعبين غيرالمحترفين بالتشجيع مثل الكمبرس من أجل الحصول على٠٠٠٠٠٠٠
أثناء رفع عينيها لأعلى -مع إطراءات الثناء- همت بتسكين ٱخر قطعة لتجد نفسها مجردة.
فيبتسم بكل هدوء (كش ملك)
محمود حجازي
النقد
مقدمة :-
إن القصة في تعريف( طه وادي) “هي تجربة أدبيةتعبر عن لحظة في حياة إنسان، وتقوم على التركيز والتكثيف
ولا يهتم القاص بالتفاصيل”
ويعرف( كانط) الحداثة ” بأنها خروج الإنسان من حالة الوصاية التي تسبب فيها بنفسه، والتي تمثل عجزه عن استخدام فكره دون توجيه من غيره ” أي أنها استخدام العقل ، وإعلاء الفكر والاهتمام بالتلميح لا التصريح ، مع الدقة والربط بين العناصر،
وبالجمع بين التعريفين السابقين نجد أن القصة القصيرة الحداثية ترتكز على آليات التكثيف ، ومخاطبة العقل وإثارة الذهن ، وإعمال الفكر مع تواجد العاطفة دون طغيانها ..أن يتعايش المتلقي مع القصة بفكره ووجدانه، ليصل إلى مغزاها ، عن طريق الربط بين الأحداث والقراءة الواعية .
فهل تندرج قصتنا هذه تحت مسمى القصة الحداثية وإلى أي مدى تحقق فيها ذلك ..؟
العنوان إيحاءات ودلالات :-
اختار الكاتب لقصته عنوان “رقعة عارية ” والعنوان مدخل مؤثر في فهم النص بل ذهب بعض النقاد إلى أنه نص مصغر يعبر عن مضمون النص الأصلي ،كما أنه مدخل لفهم النص واكتشافه…
والعنوان ” رقعة عارية” عنوان محير إذا أخذناه بالمعني القريب الرقعة التي تستخدم للثوب ..ولكن كيف تكون عارية
ومن شأنها أن تداري العري ، ثم نصل بالفكر هل المقصود بها
رقعة شطرنج …أم جزء عار من كل “
لكنه عنوان يشعرنا بالألم والمرارة بالصراع و الأحباط,بضياع الحلم ..
وهكذا يجمع العنوان بين إثارة الفكر والتأثير العاطفي ومن شأن ذلك بعث الرغبة في قراءة النص لاكتشاف معالمه …
آليات الكتابة ومضمون النص :
بدأ الكاتب النص بنقاط تعبر عن أحداث سابقة ، يمكن تخيلها من خلال بدء القراءة والدخول في الأحداث ، كذلك وربما ..فالواو تتعلق بما قبلها ..ربما تتدل على عدم اليقين أو تعدد الطرح والتفسير لأمر واحد .
ثم يتابع “ربما لم تكن ذكية بقدر كافٍ ؛ حينما خدعها بصمته ورعشة إصبعيه” الحديث هنا عن أنثى تم خداعها من آخر خدعها بصمته ورعشة إصبعيه لتدل على كبره في السن أو تردده . أو تعمق التفكير..لكنها تؤكد على خبرته وتجاربة
كما أن هذا الشخص يعرف كيف يصل إلى هدفه وغايته ويدل على ذلك أنه يقدم الطعم ليصطاد فريسته..فيقول
وقد صاحب ذلك “تنازله عن بعض جنوده من أجل الملك ..
فهو يريد الهدف الأكبر والغاية الأبعد “الملك”.
وتطرق الكاتب إلى التناسى وتكرار الوقوع في نفس الخطأ
عندما يقول فتناست أنه يجيد فن التمثيل ، والاستفهام المنفي الذي يفيد التقرير في ألم يكن معلمها ؟!
كما أنه يترك لها ما يجذبها لكنها أشياء في حقيقتها لا جدوى
إنها تحاول الاستفادة من أنصاف اللاعبين الذين لايملكون المهارة للحصول على ……الفراغ هنا يذكرنا ببداية النص ..
الحصول على ماذا هل مكسب مادى أم معنوي أم تقدير أدبي؟!
وتأتي النهاية المؤلمة عندما تظن نفسها قريبة من الفوز ومع الإطراء والثناء .وعند وضع آخر قطعة تجد نفسها مجردة مما تطمح إليه …
فيبتسم هو قائلًا ” كش ملك ” دليلًا على الفوز وحسم النتيجة لصالحه ..
القاص هنا لم يحدد الزمان والمكان كما أن الحدث غير محدد بل هو يسري في كل جمل النص من قبل بدايته وحتى بعد نهايته ، واكتشاف الحدث يستلزم الربط بين الكلمات والجمل ، وفهم ماورائها وأبعادها ورمزيتها …
مغزي النص ودلالته :-
النص متعدد الدلالات ، لكنه يعتمد على إعمال العقل بالتفكير والتحليل ، والتعمق في النص …فليس الأمر يتوقف عند لعبة الشطرنج ..وإنما إلى الحياة وتقلباتها ،
إلى هذه الأنثي التي لا تملك المهارة رغم تدعيم أنصاف الموهوبين لها ,ثم تستفيق على الألم والخسارة …
وقد يرمز إلى خطأ الإنسان في السير في طريق. الخداع
وتناسيه ما حدث له قبل ذلك …
اللغة والسرد والأساليب والصور..
اللغة سلسة واضحة بعيدة عن الغرابة ، وقد استخدم الكاتب الأسلوب الخبري التقريري الذي يعتمد على دقة السرد وتكثيفة ،
كما استخدم الأستفام المنفي الذي يفيد التقرير في” ألم يكن معلمها؟!” لكنه خبري بمعناه وغرضة أيضًا.
لا يعتمد القاص على السرد المباشر الذي يصل بنا للحدث مباشرة ..
وإنما يعتمد على اللغة السهلة الواقعية، ولكنها عميقة المعنى
ترتكز على الرمز والإيحاء والتلميح ..والبعد الميتافيزيقي
كما أنه يجيد التشكيل الدامي داخل العمل ، والإبداع
والإحساس داخل النص.
يثير التساؤلات ، ولا يخلو النص من التشويق والإثارة والمشهدية ، كذلك من المفارقة أو حدوث نتيجة تخالف المتوقع ..مثل
أثناء رفع عينيها لأعلى -مع إطراءات الثناء-همت بتسكين آخر قطعة لتجد نفسها مجردة …
فقد استخدم القاص هنا” الحبكة الدرامية المقلوبة ” بمعني
النجاح المزيف لبطل النص منذ بداية والتفاخر بهذا النجاح
ولكن نجد البطل يهوى في نهاية النص …
…اعتمد الكاتب على الرمز والإيحاء أكثر من التصوير ، وكثرة التصوير غير مرغوب فيه في العمل القصصي بشكل عام .
وفي قصتنا اعتمد الكاتب على الرمزية والجوانب النفسية
والسلوكية لشخصياتها .
مع كل ماسبق يتبقى :-
نحن بين الحداثة وإعمال العقل ،لدرجة قد تصل إلى الذهنية المفرطة
أو الواقعية والمباشرة والسطحية ،
لا شك أن الإبداع هو الإتيان بما لا يستطيعه الآخرون ..
العمل الإبداعي الذي يجمع بين فكر العقل والعاطفة والوجدان …الذي يلمح لا يصرح …فيه تعدد للدلالة ..يتماشى مع كل زمان ومكان والذي يجعل المتلقي يتماس مع النص فكرًا وعاطفة.
تحياتي أسامــه نــور
التعليقات مغلقة.