النقد الأدبي المفترى عليه
بقلم فتحي محمد علي
كان النقد الأدبي ملازما للأدبشعره ونثرهمنذ بزوغه إلى دنيا الإبداع.
ومصادر الأدب والنقد التراثية حافلة بالأدلة والشواهد على صحة ذلك.
ويرجع هذا الترابط الوثيق إلى ايام الجاهلية حيث كانت تدق خيام للنقاد كما تدق خيام للشعراء في سوق”عكاظ”،بل إن بعض النقاد كان يجمع بين نظم الشعر واحتراف النقد.
ظلت هذه المواكبة بين النقد الأدبي والأدبشعره ونثرهمجرد اجتهادات ثرية لها وجاهتها واستحسانها من الشعراء؛بل عرف عن فطاحلهم انهم كانوا يسعون إلى النقادسواء من كان منهم شاعرا ام غير شاعرلإبداءنقده فيما تفتقت به قريحته الأدبية.
وقد عرفت في هذا المضمار اسماء لامعة من فطاحل الشعراء وفي صدارتهم”النابغة الذبياني”و”زهير بن أبي سلمى”.
ومن الجدير بالذكر والطريف أيضا ان رسول اللهصلى الله عليه وسلمكان يدلي بدلوه في ذلك وفق ماكان شائعا من احكام عامة في الاعم الاغلبوقتئذ وماتلاه من عصر صدر الإسلام والعصر الأموي،فقد اثر عنهصلى الله عليه وسلم انه قال ل”الخنساء”حين استمع لشعرها في عصر صدر الإسلام:”انت اشعر الناس ياخناس”،وكذلك قولهصلى الله عليه وسلم:”خير ماقاله”لبيد”: ألا كل شيء ماخلا الله باطل وكل نعيم لامحالة زائل” ولعل نظرة البعض للنقد الأدبي نظرة دونية إنما مرجعه إلى عدم دراية بمفهوم النقد. يظن البعض ان النقد الأدبي هو مجرد تتبع لعيوب بالنص الادبي. وبحسبهم ان يعلموا ان المعنى اللغوي لكلمة النقد مرجعه إلى ماكان لدى الصيارفةقديمامن مهارة نقد الدراهم لتمييز الأصلي منها من الزائف؛مما يستنبط منهوهذا هو الأصل في النقد الادبي حيث يناط به بيان المحاسن قبل المساوئ وتمييز الأصيل من الدخيل.
التعليقات مغلقة.