النقد الهدام.. بقلم نادي جاد
النقد الهدام
بقلم نادي جاد
النقد الجائر الذي يتموضع حول المذهبية الضيقة او الانطباعات الذاتية قد يقضي على مستقبل أديب لامع. وتاريخ الأدب حافل بالأمثلة سواء من الشرق أو الغرب
.عندما نشر دكتور إبراهيم ناجي ديوانه الأول” من وراء الغمام” تلقاه العقاد بسخرية وهكذا فعل طه حسن الذي قال عن ناجي : هذا شاعر هين لين …..فما كان من ناجي إلا أن قرر أن يهجر الشعر وتفرغ فعلا لكتابة القصة القصيرة وعلم النفس وفي محاولة للنسيان ذهب يستشفي من الإكتئاب في باريس وكان دائما واجما ساهما حتى أنه سقط وكسرت قدمه فكتب يقول:
خرجت من البلاد أجر همي ……فعدت إلى البلاد أجر ساقي
أيضا عندما كتب شوبنهاور كتابه الأول” الازمنة” سخرت منه أمه والناشرون فظل أربعة عشر عاما يقرأ ولا يكتب
وكان لأنيس منصور محاولة شعرية ولما اطلع معلم اللغة العربية على قصيدته فوجدها الأستاذ الأزهري مكسورة الوزن فنظر إلى أنيس باحتقار فما كان منه إلا أن قال: هذه قصيدة كتبها اخي فرد المعلم: قول لاخوك يلعب في الطين وكان هذا آخر عهد أنيس بالشعر
على العكس من ذلك يلعب التشجيع دوره في شحذ ملكة الأديب الشاب وهذا ما حدث مع ديستوفسكي فعندما كتب روايته الأولى تلقاها نكراسوف وبلنسكي أكبر ناقدين في روسيا بحفاوة كانت دافعا لدبستوفسكي فكتب بعدها رائعة ” بيت الاموات” التى كانت بداية المجد الذى حظى به طوال حياته القصيرة.
ولولا التشجيع الذي تلقاه اونوري بلزاك من اخته لورا بعد أن سخر منه معلم الفصل على القصة القصة التي كتبها وأعطاها له ليعرف رأيه فيم كتب، وقد ظل بلزاك مدينا لأخته ، لا ينسي تشجيعها وكان دائما يقول كانت تشجعني وتقول أني ساصبح نابليون الأدب
ومن قرأ البحتري وتاريخه يعرف كم كان ابو تمام يشجعه ولربما لولا هذا التشجيع ما وصل البحتري إلى ما وصل إليه
القصص كثيرة وخلاصة القول : كن حذرا وانت تنتقد صغيرا يبدأ ، وكن موضوعيا وانت تنتقد وليكن هذا هو المبدأ أو كما قال اناتول فرانس: ابحث عن نجمة وسط الظلام وقل أحسنت ولكن
التعليقات مغلقة.