النوارس …لا تستطيع الصهيل …بقلم د . أحمد مرزوق
صوت خلفي :
كان بين انكساري على وجنتيك شموسا من الضوء والخضرة المرتجاة.. وبين دخولي مدينة
عينيك مبتهجا بانكساري ومتشحا بالغمام وهزج الحمام مسافة ما بين طعم التوحد والعشق ..
صمت التهجد والصبر ..
لون التمني وقوس قزحْ .
كان يمكن أن تستطيب الفرحْ.
كان يمكن أن تدخل الآن في كهف حلمك رقدتك المشتهاة وميتتك الراضيهْ.
حيث لا سيفَ..لا رمحَ..لا حجرًا يرتجيك .. ولا موقفا يشتهيك على أنك اليوم ترقىٰ.. إلى سدة العرش تبقىٰ تناديك.. من تحتك الخلد : لا تخلد الأن للراحةِ القاسيهْ.
فالنوارس في رحلة الحزن
تترك أوطانها للشتاء الطويل
والنوارس لا تستطيع الصهيل
قال عصفور بحر الشمال
ها هي اللحظة المرتجاه
هي لحظة جذب الفتيل والنوارس لا تطلب المستحيل إنها حاولت في زمان مجيء المغول
حاولت أن تقول :
لا تمت يا قتيل
كيف تدمن فعل الرحيل
كيف لا تطلب المستحيل
صوت خلفي :
(كان بين النوارس والبحر ما بين عيني وعيني .. وما بين جلدي ولحمي .. وما بين طائر قلبي وضوء السماء البعيده)
مفردات شديده
(هكذا عنونتها القصيده)
حاملات القدور.. ذُرىٰ موسم القحط .. رهط الأحبة.. أشواق سوسنة الحقل.. أحزان أعراس نهرك في خوفها المستبد
صوت خلفي :
كان لابد
أن تصير النوارس أكثر حمحمة.. أن تكون حرابا ونابا.. تكون عقابا
وقاب قوسين أو أدنى
أن تصير النوارس في صمتها ألف ند
وجهك الحلو
صار ثالث ضدين يقتسمان دمي
تحتمي
نسوة الحي في بؤبؤ العين.. في مرود الكحل.. في الفؤاد الظمي
مَلّ كل الكلام المعاد فمي
صار ثالث ضدين يقتسمان دمي
صوت خلفي :
..(كان بين المسافر والنهر.. ما بين دمع السحاب وصوت انفجار القصيده )
إنه الثلج غطى تضاريس أم الشعور
والعصافير عن عشها لا تطير
كان حقل مرايا .. وحلم صبايا
وأشواق حِنطه..
صار جرن هشيم
والعصافير عن عشها لا تطير
صوت خلفي :
( كان بيني وبينك – لحظة يممت شطرك – ما بين عينيك – إذ تغسلين دمي وانعتاق الحروف السعيده )
كن يصنعن أرغفة الشمس
في هجعة الفجر .. ينعمن بالماء والإخضرار..
صرن ينزلن للنهر يحتلبن الجرار
رحن يدلقن أحبارهن على صدف الشمس
يزرعن أشعارهن على ورق البحر.. يضفرن أشواقهن إطارات نار
رحن يحفرن بالحجر المتمرد قبر التتار..
خطوتان ..وينجرف القهر.. والنهر.. في شوقه العارم المُشتهَىٰ
إنها
سدرة البدء والمنتهى..
التعليقات مغلقة.