” النوم في العسل ”

محمود حمدون

تنبأ العبقري ” وحيد حامد ” في رائعته ” النوم في العسل ” إنتاج سينمائي عام1996, بالتأثيرات التي تُحدثها النوازل بالنفس البشرية بالمجتمع , تحدث عن وباء غامض يصيب الناس , يُفقدهم قدرتهم على الحياة ولذة البهجة التي تميّزهم كبشر , فلما فقدوها تغيّرت سلوكياتهم وظهر السيئ من المطور منها بعقولهم الباطنة ..
وهديًّا بذلك , نحن اليوم بحاجة ماسّة لجهود علماء الاجتماع والأدباء ورجالات السياسة لدراسة التأثيرات السلبية الحادة التي أوقعها” كوفيد – 19 ” بالمجتمع المصري على وجه الخصوص , فاليوم ترى الوجل يطل من العيون , الخوف يحتوي الناس كأنما يسيرون لقبورهم, فقدوا كل قدرة على البهجة , على رغم إزدحام الشوارع بالناس كأنما يعاندون أنفسهم والمجهول لكن الحق لقد أحدثت ” كورونا ” هزّة نفسية كبيرة بين الناس , من لا يرى آثارها مخطئ , من لا يتحسّب لها بالدراسة والتمحيص مخطئ أكبر .
فالجائحة بيوم من الأيام ستزول كغيرها لكن سيبقى أثرها في النفوس داميًا , لذا العكوف على دراسة هذه الآثار ووضع طرق لعلاج التبعات النفسية التي أحدثها الوباء من الأهمية بمكان , فاستقامة الأمور وعودتها سيرتها الأولى لن تكون من السهولة كما يراها البعض , وقتها لن يتيسّر لنا رفاهة ” النوم في العسل ” من جديد .