النيل فى خطر د.أحمد دبيان
النيل فى خطر د.أحمد دبيان
فى النقوش القديمة والبرديات ، صلاة للإله حابى ،
وحابى هو اله النيل عند المصريين القدماء ، وللمفارقة
لفظة حابى بالمصرية القديمة تعنى سعيد.
ومنها
جاءت كلمة
Happy
بالإنجليزية
( لم أكذب.. لم أسرق.. لم أقتل.. لم ألوث الماء المقدس و لم أفرط فيه )
هذه هى الصلاة المقدسة لنهر النيل العظيم .
فى كتابه الذى الفه في الثمانينات
( النيل فى خطر )
يتحدث الاستاذ كامل زهيرى موثقا بالأسانيد ، كاشفا أول من فرط فى مياة النيل .
حين أخذت الرئيس المؤمن الجلالة او هكذا يبدو حيث انى أؤمن انه كان ينفذ مخططاً حرفياً يحقق اطماع العدو.
بدأ الحديث فى تصريح يبدو عفوياً بأن مياة النيل تلقى الى البحر بسبع مليارات متر مكعب ، ليأتى تصريحه المكمل بعدها بأيام معلنا بدء حفر ترعة السلام ونحن نقوم بالتسوية الشاملة للقضية الفلسطينية سنجعل هذه المياة مساهمة من المسلمين تخليدا لمبادرة السلام .
لتكتمل معزوفة ( الفينال ) فى سيمفونية الرداءة بتصريح أخير مستخدما قناع الدين قائلاً :
باسم مصر وأزهرها العظيم وباسم دفاعها عن الإسلام تصبح مياة النيل هى آبار زمزم لكل المؤمنين بالأديان السماوية الثلاثة ولما كان مجمع الأديان فى سيناء بالوادي المقدس طوى رمزاً لتقارب القلوب فى وجهتها الواحدة الى الله سبحانه وتعالى فكذلك ستكون هذه المياة دليلا على اننا دعاة سلام وحياة وخير.
يتحدث الاستاذ كامل زهيرى عن مشروع تحويل مياة النيل الى سيناء وانه فكرة قديمة تقدم بها تيودور هرتزل عام ١٩٠٣ الى الحكومة البريطانية تمهيدا لتوطين اليهود فى شبه جزيرة سيناء.
حين نضيف الفرشاة الأخيرة فى منمنمات اللوحة التاريخية فنرصد دراسة نشرت عام ١٩٩٣ للبروفيسور الإسرائيلى أرنون سوفير والموسومة
( الصراع على المياة فى منطقة الشرق الأوسط )
اشار فيها الى انه اذا أردت ان تصيب مصر والسودان فأوقف تدفق منابع النيل عندها سيجف النيل وستجف الحياة على أرض مصر والسودان
تكتمل الصورة فى الأطماع التى تنجح بتخاذلنا وبإئتمارنا بأنفسنا.
فى كتابه
اسرائيل فى حوض النيل
للأستاذ مهند النداوى
يحدثنا عن اختراق اسرائيلى لدول حوض النيل تمدد بعد انحسار النفوذ المصرى فى افريقيا جراء عمليات نادى السفارى المشبوهه والذى كان مركز قيادته فى القاهرة منذ العام ١٩٧١
والذى قام باستخدام قوات مصرية ومغربية لدعم انقلابات ضد حكومات ثورية ووطنية سحبت الرصيد الداعم لمصر كمساندة لحركات التحرر الوطنى فى الستينات ، والاهم ان دول حوض النيل وبدعم اقتصادى اسرائيلى صارت تضغط لمراجعة اتفاقات حوض النيل بما فيها اتفاقية العام ١٩٥٩
والتى بموجبها تبلغ حصة مصر ٥٥،٥ مليار متر مكعب وتبلغ حصة السودان ١٨،٥ مليار متر مكعب .
وانتهى الامر بان دول مثل أوغندا طالبت فى احدى اجتماعات مجموعة التكونيل فى التسعينات كلًا من مصر والسودان بدفع تعويضات مالية لها نظير قيامها بدور المخزون الطبيعى لمياة النيل.
محاولات تعطيش مصر ليست ايضاً وليدة اليوم فإن التخطيط لقطع مياه النيل عن مصر قد بدأ منذ أكثر منذ عصر الإكتشافات الجغرافية ، حيث حصل الرحالة “فاسكو دي جاما” على تعليمات من البابا إسكندر الثالث بقطع مياه النيل عن مصر، عقابا على نجاح صلاح الدين في هزيمة الغرب الأوروبي بالحروب الصليبية.
تلقى دي جاما تعليمات من البابا إسكندر الثالث باكتشاف طريق لإفريقيا آخر بخلاف مصر، وقال له إن هناك معلومات بأن هناك في شرق إفريقيا ملك مسيحى ومملكة مسيحية حاول أن تجد طريقًا إلى الملك المسيحى، اسمه يوحنا، أرسل له بعثه لتحويل مياه النيل التي تذهب إلى المصريين بعيدًا عنهم، وبذلك قد نستطيع أن نقضي على مصر نهائيًا”.
وأضاف هيكل” الرحالة فاسكو دي جاما دمر كل الموانئ المسلمة الموجودة على شرق إفريقيا، وأرسل بعثة إلى الحبشة والتقت الملك المسيحي، كما أن الإيطاليين حينما احتلوا إثيوبيا أرادوا قطع مياه النيل عن مصر وتجويعها فى تنافسهم الاستعمارى مع بريطانيا لإخراج الإنجليز منها، وحاولوا ذلك من خلال تكليف بعثة هندسية لتحويل مياه النيل للمحيط”.
سد النهضة هو نتيجة وعد تفريط قديم منذ السبعينات فى مياة النيل ومحاولة تحقيق اطماع صهيونية قديمة ليصبح وفى وجهة نظر دول المنبع
وعد من لا يملك لمن لا يستحق.
السد جاء بتمويل صينى قطرى بعد ان استطاعت مصر حجب التمويل الامريكى الأوروبى والأمريكى عنه ، وهو بالفعل أكبر مهدد لمصر التاريخية التى جاءت هبة لتفاعل المصريين مع جغرافيتهم المائية .
وازاء تعنت الحبشة النابع من ايديولوجية دينية سياسية تنفيذاً لتأويلات توراتية مسيحية متطرفة
وكما ورد فى سفر إشعياء بقراءة مختزلة :
( نُبُوءَةٌ بِشَأْنِ مِصْرَ: هَا هُوَ الرَّبُّ قَادِمٌ إِلَى مِصْرَ يَرْكَبُ سَحَابَةً سَرِيعَةً، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ فِي حَضْرَتِهِ، وَتَذُوبُ قُلُوبُ الْمِصْرِيِّينَ فِي دَاخِلِهِمْ. 2 وَأُثِيرُ مِصْرِيِّينَ عَلَى مِصْرِيِّينَ فَيَتَحَارَبُونَ، وَيَقُومُ الْوَاحِدُ عَلَى أَخِيهِ، وَالْمَدِينَةُ عَلَى الْمَدِينَةِ وَالْمَمْلَكَةُ عَلَى الْمَمْلَكَةِ، 3 فَتَذُوبُ أَرْوَاحُ الْمِصْرِيِّينَ فِي دَاخِلِهِمْ، وَأُبْطِلُ مَشُورَتَهُمْ، فَيَسْأَلُونَ الأَوْثَانَ وَالسَّحَرَةَ وَأَصْحَابَ التَّوَابِعِ وَالْعَرَّافِينَ. 4 وَأُسَلِّطُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ مَوْلىً قَاسياً، فَيَسُودُ مَلِكٌ عَنِيفٌ عَلَيْهِم. هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ.
5 وَتَنْضُبُ مِيَاهُ النِّيلِ وَتَجِفُّ الأَحْوَاضُ وَتَيْبَسُ. 6 تُنْتِنُ الْقَنَوَاتُ، وَتَتَنَاقَصُ تَفَرُّعَاتُ النِّيلِ وَتَجِفُّ، وَيَتْلَفُ الْقَصَبُ وَالْبَرْدِيُّ. 7 وَتَذْبُلُ النَّبَاتَاتُ عَلَى ضِفَافِ نَهْرِ النِّيلِ، وَالْحُقُولُ وَالْمَزْرُوعَاتُ كُلُّهَا تَجِفُّ، وَكَأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مُخْضَرَّةً. 8 فَيَئِنُّ الصَّيَّادُونَ وَطَارِحُو الشُّصُوصِ فِي النِّيلِ وَيَنُوحُونَ وَيَتَحَسَّرُ الَّذِينَ يُلْقُونَ شِبَاكَهُمْ فِي الْمِيَاهِ. 9 وَيَتَوَلَّى الْيَأْسُ قُلُوبَ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الْكَتَّانَ الْمُمَشَّطَ، وَيَفْقِدُ حَائِكُو الْكَتَّانِ الْفَاخِرِ كُلَّ أَمَلٍ. 10 وَيُسْحَقُ الرِّجَالُ، وَهُمْ أَعْمِدَةُ الأَرْضِ، وَيَكْتَئِبُ كُلُّ عَامِلٍ أَجِيرٍ)
مختزلاً القراءة الكاملة للسفر والتى يمنح الله البركة فيها لشعب مصر قائلاً :
فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ فِي دِيَارِ مِصْرَ خَمْسُ مُدُنٍ تَنْطِقُ بِلُغَةِ كَنْعَانَ، وَتَحْلِفُ بِالْوَلاءِ لِلرَّبِّ الْقَدِيرِ، وَتُدْعَى إِحْدَاهَا مَدِينَةَ الشَّمْسِ. 19 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يُقَامُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ دِيَارِ مِصْرَ، وَيَرْتَفِعُ نُصُبٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخُومِهَا، 20 فَيَكُونُ عَلامَةً وَشَهَادَةً لِلرَّبِّ الْقَدِيرِ فِي دِيَارِ مِصْرَ، لأَنَّهُمْ يَسْتَغِيثُونَ بِالرَّبِّ مِنْ مُضَايِقِيهِمْ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ مُخَلِّصاً وَمُدَافِعاً يُنْقِذُهُمْ. 21 فَيُعْلِنُ الرَّبُّ نَفْسَهُ لِلْمِصْرِيِّينَ. وَفِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَعْبُدُونَهُ وَيُقَدِّمُونَ ذَبِيحَةً وَقَرَابِينَ وَيَنْذِرُونَ لِلرَّبِّ نُذُوراً وَيُوفُونَ بِها. 22 وَيَضْرِبُ الرَّبُّ مِصْرَ؛ يَضْرِبُهَا وَيُبْرِئُهَا، فَيَرْجِعُ أَهْلُهَا تَائِبِينَ إِلَى الرَّبِّ فَيَسْتَجِيبُ دُعَاءَهُمْ وَيَشْفِيهِمْ.
23 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَمْتَدُّ طَرِيقٌ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَشُّورَ، وَمِنْ أَشُّورَ إِلَى مِصْرَ، فَيَعْبُدُ الْمِصْرِيُّونَ وَالأَشُّورِيُّونَ الرَّبَّ مَعاً. 24 فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ إِسْرَائِيلُ ثَالِثَ ثَلاثَةٍ مَعَ مِصْرَ وَأَشُّورَ، وَبَرَكَةً فِي وَسَطِ الأَرْضِ، 25 فَيُبَارِكُهُمُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ قَائِلاً: «مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ، وَصَنْعَةُ يَدِي أَشُّورُ، وَمِيرَاثِي إِسْرَائِيلُ».
لا يمكن بعد هذه القراءة المتعصبة والتى جاءت نتاج تلاقح التقزمات العربية مع النتوء الاستعمارى القائم فى فلسطين ، وتمويلات الصين التى جاءت بناءاً على براجماتية سياسية ناتجاً لتخلى مصر عن دورها وانتماءاتها فى الخمسينات والستينات وارتمائها فى احضان الغرب تحت شعارات ان تسعة وتسعين فى المائة من اوراق اللعبة أمريكية ، الا ان تتحرك مصر وبكل قوة للحفاظ على حقوقها التاريخية فى مياة النيل والا تستسلم ابداً لذلك الطرح الذى ابتدعه المؤمن و الذى سلبنا كل قدراتنا على المناورة والمجابهة .
التعليقات مغلقة.