موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الهاء رويًّا بقلم د.وجيهة السطل

872

الهاء رويًّا بقلم د.وجيهة السطل

أسعد الله أوقاتكم
هذه هديتي إلى الشعراء والشواعر

تنقسم القافية عند العروضيين بدلالة الرَّوِيّ إلى قسمين:

الأول: قافية مطلقة، وهي ما كانت متحركة الرَّوِيّ، أي بعد رويّها إشباع للضمة أو الفتحة أو الكسرة. وسمّاه العروضيون وصلًا.


وضموا إلى هذا المصطلح الهاء، وعدّوها وصلًا، وعاملوها معاملته؛ وذلك لخفّتها وعذوبتها. سواءٌ أكانت ساكنة أم متحركة.
وقد يحدث إشباع صوتي مكتوب لحركة الضم بواو للمذكر (هُو) أو الفتحة بألف للمونث (ها)… وسمى العروضيون هذا الإشباع الصوتي المكتوب خروجًا وهو آخر ، حرف من حروف القافية، وحروف القافية هي:
(الرويُّ، والوصْل، والردف، والتأسيس، والدخيل، والخروج).
وهي كلها إذا دخلت مطلع القصيدة تُلتزمُ في كلَّ أبياتها.ولا تجتمع كلها في بيت واحد.


والنفسُ راغبةٌ إذا رغّبتها *** وإذا تُردُّ إلى قليلٍ تقنعُ
فالعين رويّ، والوصل هو صوت الواو المتولِّد عن إشباع الحركة بعد العين في «تقنعُ» وهي في النطق بمنزلة واو المد «تقنعو».
وقد يكون الوصل واوًا في إشباع الضمة نحو قول شوقي:
☆سلامٌ من صبا بردى أرقّ *** ودَمْعٌ لا يُكَفكَفُ يا دمِشقُ
وقد يكون الوصل ياء إشباعًا للكسرة.
ويحلو إشباعها في النطق واللغة والسمع، إذا تلا الرويّ ياء المتكلم، أو ياء الاسم المنقوص.
ويَحسُن رسمُها إذا وقع الاسم المنقوص ياء نكرة محذوفة، في حالتي الرفع والجر .
من ذلك قول الشاعر إبراهيم ناجي:
لك إبطاءُ المُدِلِّ (المنعمِ) *** وتجنّي القادرِ المحتكمِ
وحنيني لك يكوي أضلعي *** والثواني جَمَراتٌ في (دمي)
فالروي هو الميم المكسورة، وصوت الكسرة وصل، والياء المرسومة في (دمي) هي الخروج.
ولا يرسم الوصل واوًا مع الضمة، ولا ياء مع الكسرة،ويرسم ألفًا مع الفتحة، وتسمى ألف الإطلاق في الإعراب.
من ذلك قول الشاعر أحمد شوقي في رائعته مجنون ليلى:
جبلَ التوبادِ حياكَ الحيا *** و سقى اللهُ صبانا و رعى
فيك ناغينا الهوى فى مهدِه *** و رضَعناه فكنتَ المرضعَا
و على سفحِكَ عشنا زمنًا *** و رعينا غنمَ الأهل معا
وَحدوْنا الشمسَ فى مغربِها *** و بَكَرنا فسَبقَنا المطلِعا
وهذه الأبيات تبيّن أن مدّ الألف في الضرب لا يكون رويًّا، وإن كان أصليًّا (رعى)، فجاءت العين رويًّا.وكذلك الألف في «هوى» من قول الشاعر إبراهيم ناجي :
يا فؤادي لا تسلْ أينَ الهوى *** كان صَرحًا من خيالٍ فهوى
فالرويّ هنا هو الواو، ولذا التزمه الشاعر في البيت الذي بعده فقال:
اسقني واشربْ على أطلاله *** واروِ عنّي طالما الدمعُ روى
□ والقافية المطلقة لها أقسام ستة، يمكن لمن أراد الاطلاع عليها التماسها في كتب العروض.

الثاني: قافية مقيدة


وهي ما كان حرف الرَّوِيّ فيها ساكنًا، وهي ثلاثة أنواع لن أتعرض لها هنا أيضًا.
وسنتوقف وقفة طويلة عند الهاء.فأرجو أن تتابعوا حتى النهاية.

الهاء حرفٌ ضعيف، يشبه حروف العلّة في ضعف مخرجه. وله حكمه الخاص في القوافي. فعلى عكس حروف اللغة الصحيحة الأخرى، لا يأتي رويًّا إلا بشروط.في القافيتين المطلقة والمقيدة، وذكرنا أنه شابه المدود لخفّته في صلاحيته للوصل.
【الهاء في قافية القصيدة، متى تكون رويًّا ومتى لا تصلح لذلك؟】
صدقوني موضوع مهم لجميع الشعراء. .
فقد أُشكلت هذه الهاء في القافية على بعض شعراء العربية بل كبارهم، قديمًا وحديثًا، فخلط بعضهم في قوافيه بين ما يصلح من الهاءات رويًّا، وبين ما لا يصلح له منها.
ومنهم : المتنبي، وبشار بن برد، وابن المعتز، من الأقدمين، ومحمود حسن اسماعيل وإبراهيم ناجي من شعراء العصر الحديث؛ فوقعوا في أخطاء في روي الهاء.
ورصد النقاد قديمًا ما وقع فيه كبار الشعراء من هذه الإشكالات.
فروى ابن رشيق في عمدته شيئًا من ذلك فقال: [وكثيراً ما يسقط الشعراء في هذا النوع، قال أبو الطيب:
أنا بالوشاة إذا ذكرتك أشبهُ *** تأتي الندى ويذاع عنك فتكرَه
وإذا رأيتك دون عرض عارضًا *** أيقنتُ أنّ الله يبغي نصرَه
فغلط في التصريع لأنه التزم فيه الهاء دون الراء، ولولا ذلك لكان البيتان رائيين…
وقد وقع ابن المعتز في مثل حال أبي الطيب فقال:
أَفنى العُداةَ إِمامٌ ما لَهُ شَبَهُ *** وَلا تَرى مِثلَهُ خلْقاً وَلَم نَرَهُ
ضارٍ إِذا انقَضَّ لَم تُحرَم مَخالِبُهُ *** مُستَوفزٌ لِانتِباهِ الجَزمِ مُنتَبِهُ
ما يُحسِنُ القَطرُ أَن يَنهَلَّ عارِضهُ *** كَما تَتابَعُ أَيّامُ الفُتوحِ لَهُ
فعدَّ الهاء رويًّا، وهذا غير صحيح.
ووقع بشار بن برد -على تقدُّمه عليهما- في مثل ذلك، فقال:
اللَهُ صَوَّرَها وَصَيَّرَها *** لاقَتْكَ أَوْ لَم تَلْقَها تَرَها
نُصبًا لِعَينِكَ لا تَرى حَسَنًا *** إِلا ذَكَرتَ بِهِ لَها شَبَها
إِنّي لَأُشفِقُ أَن أُقَدِّمَها *** قَبلي وَأَكرَهُ أَن أُؤَخِّرَها
فخرج في البيت الثاني على روي الؤاء. وبذا عدَّ الهاء رويًّا.
ولا أعلم أن أحداً من العلماء تسامح في مثل هذا، بل هو عندهم عيب كالإكفاء]
وجاءفي كتاب ( عروض الشعر العربي) ماعدت أذكر مؤلفه مع الأيام.
“وكثيرٌ من الشعراء قديمًا وحديثًا وقعوا في خطأ هذه الهاء فجعلوها روياً في غير موضعها”.
ومن هنا لا تجوز أن تكون الهاء رويًّا في قول محمود حسن إسماعيل:
تلك النجومُ الغرّ لما رنا *** وطيّرَ النجوى لها نعْمَهْ
حبات نور ضافيات السنا *** جوهرها الله له سبّحهْ
وقال يا هتّاف إني هنا *** أسمعها منك منى عفّهْ
فكلها ضمائر. أي ليست أصلية،ولم تسبق بردف.
ومثل ذلك مما لا يصح قول إبراهيم ناجي:
أيها الماضي الذي أودعته *** حفرة قد خيّم الموتُ بها
أيها الشعر الذي كفّنته *** مقسماً لا قلت شعراً بعدَها
أيها القلبُ الذي مزّقته *** صارخاً عهدُك يا قلبُ انتهى
———–**——

ضوابط علم العروض في روي الهاء:

ترِدُ الهاء في القافية المطلقة أو المقيدة أي: متحركة أو ساكنة:
الهاء في القصيدة وصل في مصطلحات القافية عروضيّا، ومنها هاء الضمير المفرد المذكر الساكن في الروي، أو المؤنث المختوم بالألف (الخروج).
ولا تعدّ الهاء رويًّا إلا إذا كانت (مردوفة)، فإذا وُجد قبل الهاء حرف ردف، (وهو المدٍّ أو اللين)، كانت الهاء رويّاً بالإجماع، سواء أكانت الهاءات أصلية (تمثل لام الكلمة)، أي موجودة في جذر الكلمة مثل: (سفيه) فالجذر : (س. ف. ـه) و(وجيه) فالجذر: (و. ج. ـه).
أو فرعية كأن تكون ضمير جر أو نصب لَحِق بالكلمة: مثل (كتابُهُ)، (وعدَهُ).في قافية مطلقة أو مقيدة.
ويجوز اختلاط الهاءات الأصلية والفرعية في القصيدة، مع مراعاة التزام المد أو اللين في الردف، وعدم المزج بينهما في قصيدة واحدة. ويجوز المزج بين الياء والواو في العلة أو اللين، ولا تقع الألف إلا مدّا، وتبقى وحدها في جميع أبيات القصيدة قبل الهاء، وقبل أي قافية مطلقة أخرى، ولا يجوز اجتماعها مع الياء أو الواو.
وقد جاء ذلك في قصيدة حافظ إبراهيم:
وَراعَ صاحِبَ كِسرى أَن رَأى عُمَراً *** بَينَ الرَعِيَّةِ عُطلاً وَهوَ راعيها
وَعَهدُهُ بِمُلوكِ الفُرسِ أَنَّ لَها *** سوراً مِنَ الجُندِ وَالأَحراسِ يَحميها
رَآهُ مُستَغرِقاً في نَومِهِ فَرَأى *** فيهِ الجَلالَةَ في أَسمى مَعانيها
حتى آخر القصيدة.
ف (ها) هنا رويّ مفتوح وبعده ألف الخروج، وقد التزم الشاعر ذلك في القصيدة كلها.
وقد تأتي القافية بروي الهاء المذكر المقيدة المسبوق بالمد أو اللين، مثل ( سفيهْ، نزيهْ)، (وجوه، يرجوه)،
(رأََوه، بنَوه)، (إلَيْه، علَيه)، ولا تحضرني شواهد شعرية عليها، وفي فهمكم وشاعريتكم ما يحقق ذلك.
ويجوز اجتماع الأصلية مع الفرعية في روي الهاء الواجب.
من ذلك قول البحتري في هائيته في وصف بركة المتوكل:
كَأَنَّ جِنَّ سُلَيمانَ الَّذينَ وُلُوا *** إِبداعَها فَأَدَقّوا في مَعانيها
فَلَو تَمُرُّ بِها بِلقيسُ عَن عُرُضٍ * قالَت هِيَ الصَرحُ تَمثيلًا وَتَشبيها فالهاء روي، وهي في البيت الأول ضمير، وفي الثاني أصلية. فإذا لم يسبق الهاء مدٌّ أو لين – ساكنة أو متحركة- عوملت على النحو التالي: ١- إذا بدأ الشاعر قصيدته بهاء أصلية، وسبقها حرفٌ متحرك، التزم الشاعر الهاء الأصلية في قصيدته كلها رويًّا، سواء التزم الشاعر الحرف المتحرك قبلها أم لم يلتزمه. وتشفع الهاء الأصلية، لهاء الضمير الزائدة إذا أتت في بعض الأبيات فتُعدُّ رويًّا كقول أبي تمام: لَها وَأَعارَني وَلَها* وَأَبصَرَ ذِلَّتي فَزَها
لَهُ وَجهٌ يَعِزُّ بِهِ *** وَلي حُِرَقٌ أَذِلُّ بِها
أُلاحِظُ حُسنَ وَجنَتِهِ *** فَتَجرَحُني وَأَجرَحُها
فقد حدّد فعل (زها) الهاء رويًّا، لأن الهاء أصلية.وقال بعضهم تسهيلًا: لا ضير بعد البدء بالأصلية أن تأتي معها الهاء الزائدة رويًّا كما في (بها، أجرحها).
وهناك من منع ذلك وقال بالتزام الهاء الأصلية في رويّ القصيدة كلها. من ذلك قول أبي العتاهية:
تَصَبَّر عَنِ الدُنيا وَدَعْ كُلَّ تائِهِ *** مُطيعِ هَوًى يَهوي بِهِ في المَهامِهِ
دَعِ الناسَ وَالدُنيا فَبَينَ مُكالِبٍ *** عَلَيها بِأَنيابٍ وَبَينَ مُشافِهِ
وَمَن لَم يُحاسِب نَفسَهُ في أُمورِهِ *** يَقَع في عَظيمٍ مُشكِلٍ مُتَشابِهِ
وَما فازَ أَهلُ الفَضلِ إِلّا بِصَبرِهِم *** عَنِ الشَهَواتِ وَاحتِمالِ المَكارِهِ
أما الهاء الفرعية أو الزائدة، فإذا لم تُسبق بردف فهي وصل، والحرف الذي قبلها هو الرويّ، وهي موصولة به كقول بشار بن برد:
☆ إذا كنتَ في كلِّ الأمورِ معاتبًا *** صديقك لم تلقَ الذي لا تعاتِبُهْ
فعشْ واحدًا أو صِلْ أخاك، فإنه *** مقارفُ ذنبٍ مرة ومجانِبُهْ
إذا أنت لم تشربْ مِراراً على القذى *** ظَمِئْتَ وأيُّ الناسِ تصفو مشارِبُهْ
إذا الملك الجبّارُ صعَّر خدَّه *** مشينا إليه بالسيوفٍ نعاتِبُهْ
وجيشٍ كجُنحِ الليلِ يزحفُ بالحصى *** وبالشوكِ، والخطّيِّ حمرٍ ثعالِبُهْ
إلى آخر القصيدة.
فالروي هنا الباء المضمومة. وقد ألزم بشار نفسه بما لم يطلب منه (لزوم مالا يلزم)، فجعل الحرف قبل الباء مكسورًا في القصيدة كلِّها.
وكذلك قصيدة أحمد شوقي في قافية مطلقة:
☆ مضناك جفاه مرقدُهُ *** و بكاه و رحّم عُوّدهُ
حيرانُ القلب معذّبه*** مقروحُ الجفنِ مسهّدُه
فالرويُّ هو الدال المضمومة. والتزم الشاعر بها في القصيدة كلها.
فإذا كانت الهاء، أثرًا من التاء المربوطة عند الوقف، بسبب تقييد القافية، امتنع أن تكون رويًّا، ووجب أيضًا التزام الشاعر بالحرف الذي قبلها، نوعًا وحركة من أول القصيدة حتى آخرها.
ولا يشترط الالتزام بالحرف السابق عليهما.
ونرى ذلك في قول الشاعر أبي العتاهية:
☆ نأتي إلى الدنيا ونحنُ سواسيَهْ *** طفلُ الملوكِ هنا، كطفلِ الحاشيهْ!!
ونغادرُ الدنيا ونحن كما ترى *** متشابهون على قبورِ حافيَهْ!!

ومن ذلك قول الشاعر المصري المعاصر مصطفى الجزار:
كَفْكِفْ دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة *** فعـيـونُ عبلــةَ أصبحَتْ مُستعمَــرَهْ
لا تـرجُ بسمـةَ ثغرِها يومـاً، فقــدْ *** سقطَت مـن العِقدِ الثمينِ الجوهرَهْ
قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَـحوا *** واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ المعـذرهْ

أرجو ان أكون قد قدمت ما يفيد لي وللشعراء جميعًا، وأعتذر إذ طال المقال لأستوفيه. فاقرؤوه على جرعات.
وأنصحكم بالاحتفاظ به في مذكراتكم الخاصة،لمن ذاكرته سمكية؛ لأنه سيضيع في هذا الفضاء الأزرق
تحيتي ومحبتي للجميع.

التعليقات مغلقة.