الهجرة وثبة حضارية بقلم حسين أبوسيف
ونجن علي أعتاب عام هجري جديد نتذكر ونتفكر ونستلهم الحكمة والموعظة
الحمد لله الذي جعل الهجرة سنة الأنبياء والمرسلين
ودأب المستضعفين والمظلومين وبها أتم علينا نعمته وأكمل لنا الدين
فقال تعالي :
(ومن يخرج من بيته مهاجرا الي الله ورسوله ثم يدركه الموت
فقد وقع أجره علي الله وكان الله غفورا رحيما)
وأصلي وأسلم علي المبعوث رحمة للعالمين
وبعد ________
ان المتتبع للهجرة النبويةالمباركة يتيقن أنها
ليست سياحة علاجية ولارحلة ترفيهية ولامؤتمراً صحفياً …
ولكنها كانت حملاً للواءِ الله
إلي الأرض الظامئة الي نور الإيمان
وحفظاً للأرواح من الظلم والطغيان
ودفاعاً عن دين الله في كل زمان ومكان
ونقلاً للمؤمنين من مواطن الاستضعاف
الي مواطن الأمان.
ان الهجرة النبوية وثبة حضارية ..
حفظت المسلمين من المواجهة
مع أهل الكفر والشرك من قريش
وصناديد العدوان .
فهاهو النبي العظيم محمد- صلي الله عليه وسلم –
يُستضعف في وطنه وبين أهله وعشيرته
رغم أنه في عزة ومنعة من قومه حتي أنه قال :
“من يأويني حتي أبلغ رسالة ربي “
وها هم أصحابه العظماء الأوفياء يصمدون في سبيل
مبادىء دعوته ويتحملون الأذي من قريش وحلفائها ولايرحلون
عن وطنهم إلابوحي الله إلي رسوله الكريم
نعم إن الهجرة الشريفة قفزة أمل وعمل وجد ودعوة لاتعرف الكلل والملل
ولا يدب فيها اليأس ولا الخذلان
تتنقل فيها الروح الثائرة من موطن الضعف والاستذلال
الي أفق أرحب وأوسع ..هو موطن العدل والحق والقوة
والاستقرار ..اننا نتعلم من الهجرة ..الفضيلة والتضحية
نحول تحاورنا الي الحكمة والموعظة الحسنة
و نحترم رأي المخالف ونعظم تفكيره
نتعلم التضحية فهاهو سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه
يضحي بنفسه وماله وولده وابنته وحتي خادمه عامر بن فهيرة
وهاهو سيدنا علي امام الفدائيين الذي وضع روحه مكان الموت
وهاهم المهاجرون تركوا وطنهم وآباءهم وأمهاتهم وأولادهم
وعشيرتهم وأموالهم غير آبهين بما سيلحق بهم في سبيل دعوتهم
وهؤلاء الأنصار الذين آوا ونصروا ولم يلتفتوا الي الأخطار التي ستطاردهم
مع من خالفهم من أهل مكة إنها حقا فتحاً مبيناً للمؤمنين في فجرالدعوة
ينغي أن تكون الشمس التي تبعث الدفء في نفوس الحياري واليائسين
والقمر الذي ينبلج نوره ليهدي الي الحق القانطين واليائسين
تذكروا الهجرة وصاحبها وأصحابه وكونوا علي دربهم سائرين
وفقكم الله ورعي خطاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التعليقات مغلقة.