الهرُّ ماتَ بقلم الأستاذ الشاعر محمد عبدالرحمن كفرجومي
١-قلبي يَصيحُ بِسِرِّهِ:أوَّاهُ
الْهِرُّ ماتَ ولمْ أعُد ألْقاهُ..
٢-هِرٌّ هَضيمُ الشَّكْلِ قَلَّ نَظيرُهُ
في حُسنِهِ؛سُبحانَ مَنْ سَوَّاهُ..
٣-قَلْبي كئيبٌ مِنْ مَرارَةِ فَقْدِهِ
والْفَقْدُ جُرحٌ قَد يَطولُ شِفاهُ..
٤-فَلَقَد حزِنتُ بِشِدَّةٍ لِفِراقِهِ
كم كان يُبْهِجُ مُقْلَتي مَرآهُ!!
٥-إذْ قيلَ لي:فاسْعد بِقِطٍّ آخَرٍ
فَأجَبْتُهم:لا؛لا أريدُ سِواهُ..
٦-قالوا:تَخَيَّر واحدًا شَبَهًا لَهُ
فأجبتُهُمْ:لا تنفعُ الْأشْباهُ..
٧-كم كان يجري خائفًا لِيَلوذَ بي
مِنْ كَيْدِ طِفْلٍ عابِثٍ آذاهُ!!
٨-يأتي لِيَأْنَسَ فَيَجلسُ جانبي
مُتَوَدِّدًا ؛ فأنا الَّذي أرعاهُ..
٩-لَوْ كانَ يدري ماالكلامُ تَحَرَّكَت
واسْتَرسَلَت بِحَديثِهِ شَفَتاهُ..
١٠-وَلَقالَ لي:إنِّي أُحِبُّكَ سَيِّدي
إنْ تبتعد عنِّي فياكَرباهُ..
١١-حِضْني له حِضْنٌ حَنونٌ دافِئٌ
يأوي إليْهِ لأنَّهُ مأواهُ..
١٢-فَإذا هَمَمْتُ مُغادِرًا مِنْ مَنْزِلي
يمشي ورائي إذ أحسُّ خُطاهُ..
١٣-فإذا فتحتُ البابَ أخطو خارجًا
ترنو إليَّ بِحُرقةٍ عَيناهُ !!
١٤- وَ يَموءُ مَوْءًا عالِيًا ؛ و مُواؤُهُ
لأكادُ أسمَعُ في الطَّريقِ صَداهُ!!
١٥-ويظَلُّ خَلْفَ الْبابِ يَنْتَظِرُ اللِّقا
حَتَّى أعودَ و صَبرُهُ أضناهُ..
١٦-فإذا رَجَعتُ لِمَنزِلي مِنْ سَفْرَةٍ
يَأتي إلَيَّ بِلَهْفَةٍ لِأراهُ..
١٧-وَيَهُزُّ ذَيْلًا كَيْ يُشيرَ بِأَنَّهُ
فَرِحٌ و مُشْتاقٌ لِمَنْ يَلْقاهُ ..
١٨-لَكِنْ-أيا أسَفاهُ- قد أوْدى بِهِ
مَرَضٌ خَفِيٌّ قاتِلٌ أرداهُ !!
١٩- بِيَدَيَّ قَد آوَيْتُهُ بِتُرابِهِ ،
إذْ صارَ في بَطنِ الثَّرى مَثْواهُ..
.
الأربعاء ١٤٣٨/٣/٢٢هج. ٢٠١٦/١٢/٢١ م.
التعليقات مغلقة.