الهمم العوالي … مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
الهمم العوالي
بقلم الشاعر مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
رماني بسهمٍ ما أصابَ سوى صدري…. غزالٌ كحورِ الخلدِ فوقَ الثرى يسري
وإنْ يَمضِ طيبُ العُمْرِ ما كنتُ سالياً…..حبيباً لهُ ودِّي وحُبِّي مَدَى الدهرِ
فإني أنا المُشتاقُ والشوقُ قاتلي…..ونارُ الهوى في القلبِ أقوى من الجمرِ
فقلبي بهِ نارٌ وشوقٌ ولوعةٌ……ومن شِيكَ بالأشواكِ ليسَ كمُستبرِ
ورغمِ الأسى قد زنتُ جيدَ عروبتي…..بمنضودِ أشعارٍ كما الماسِ والتبرِ
تهزُّ الدُّنا هزَّاً وتُشجي مُتيَّماً…….وتفعلُ بالألبابِ دوماً كما الخمرِ
يجودُ بها صَبٌّ تمالَكَهُ الأسى….وكم عاينتْ عيناهُ في أوسطِ العُمْرِ
همومٌ وآلامٌ وهجرٌ وفرقةٌ……ودهرٌ أبى للصبِّ يوماً بلا مكرِ
فإنْ يقضِ بالبينِ الزمانُ فإنني…..مودِّعُ من أهوى بدمعٍ كما البحرِ
وإنْ تَفْرُقِ الأيامُ بيني وبينَهُم…..فقلبي بهم ثاوٍ على العُسْرِ واليُسْرِ
ولولا صغارٌ في الديارِ وشِيبَةٌ…….لَمَا جزعتْ نفسي وما ضارها أمري
وليسَ لنا إلا اصطبارُ سُوَيْعَةٍ…….وقد ينفعُ الصبرُ الجميلُ مع الشكرِ
ولم يبقَ إلا العزمُ والعزمُ مركبي…….وقد خُلِقَ الإقدامُ أجلَ الفتى الحُرِّ
وما كنتُ هيَّاباً ولم أكُ خاملاً…. ولكنْ لنا العلياءُ دوماً معَ الصدْرِ
ولاخيرَ فيمنْ عاشَ في الأرضِ ساكناً……وليسَ لهُ شِيمُ المروءةِ والظفرِ
وما حرَّكتْ فيهِ الخطوبُ حميَّةً…..ولم يحدُهُ حادِ الشهامةِ والفخرِ
ألا فاندفعْ مثلَ السيولِ تفزْ بما……يراهُ بنو الدنيا الفخارَ معَ النصرِ
وكنْ مثلَ حدِّ السيفِ إنْ تبدُ في الورى……ولاتقطَعَنْ في الناسِ أهلَ الثنا الغُرِّ
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوص
التعليقات مغلقة.