موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الواحدة ليلا …منى رمضان

182

الواحدة ليلا


منى رمضان

الزمن الجميل أجمل الأزمان، يقطن قلوبا طابعها الأصالة، فتأتى أيام وتذهب أخرى ويظل السير على نهج التراث مذهبا فكريا معتزا بذاته، هكذا هو النهج الذى يتبعه الأديب المتميز الأستاذ/ وليد مليجى فى كافة كتاباته، ومن بين روضات أفكاره كان لأقصوصته “الواحدة ليلا” نصيبا كبيرا مع عبق التراث.
أقصوصة متميزة بمحتوى قليل الكلمات ولكن مكثف الأحداث، كأنها ملخص لعمل روائي مفعم بجمال تصويرى تتعدد فيه فنّيات عناصر تحليل النصوص، فنّيات تضفى طابع على المحتوى تجعله ثريا، فلا تحتاج اللغة إلى أى نوع من أنواع الزخرف البديعي حيث يتحقق كل الإبداع فى جوهر الفكرة المسيطرة على النص والمتمثلة فى شهامة الشخصية الرئيسية التى انفردت بالبطولة، فالبطل قاتل ولكننا نسعد وننتشى بجريمته النبيلة.
تعددت عناصر التشويق مع تعدد حالات الصراع، الصراع الأول داخلى يتمثل فى المونولوج المسيطر على ذات الشخصية الرئيسية التى ظلت تتابع المجرم والضحية ثلاثة أيام غير متتالية مع مواقيت زمنية ثابتة مدعاة للترقب من قبل البطل والقارئ معا، مما جعل البيئة الزمانية مشاركة بشكل مباشر فى بناء الأحداث كما كان لها نصيب الأسد فى صناعة فكرة العنوان كعتبة هامة من عتبات النص، فجاءت علاقة العنوان بالمحتوى دلالية ترابطية ومنها صُبغ العنوان بالسيميائية الزمانية.
لاحق الصراع الداخلى للبطل صراع خارجى آخر وليد لحظة الاشتباك بين المغتصِب والضحية وصل إلى حد الذروة وانتهى بصراع ثالث بين البطل والمغتصِب، فتحل العقدة بالقتل، مشهد إن تكرر فى زمن الحداثة لاكتفى البطل بتصويره من خلال كاميرا المحمول سرا خلف كواليس ساحة الجريمة هادفا النشر على مواقع التواصل الاجتماعى وما دام الفيلم مشوقا وحائزا على أكبر كم من المشاهدة فلتذهب الضحية للجحيم.
لدى الكاتب ملكة فنية نادرة جعلته ينأى بعيدا عن فكرة تشخيص الطبيعة؛ التشخيص غرضه الرئيسي أنسنة الأشياء لميلاد أهداف نبيلة، فلم يجعل السماء تبكى من أجل الضحية واكتفى بإنسانية البطل النبيل المدافع عن الشرف والعرض، فيأتى الإبداع فى الجوهر الحقيقى للمعنى وليس فى التصوير الشكلى مُتّبِعا لمقولة “الأفعال أبلغ من الأقوال”.
السرد النثرى سار على تسلسل إيقاعي يبدأ هادئا ويعلو تدريجيا مع تكرار متابعة المجرم للضحية فتعلو معه دقات قلب القارئ ليصل إلى نهاية تبعث الاسترخاء النفسي وبشكل خاص عندما يذهب البطل ليسترخي على سريره ويمسك بالقلم ويكتب “لن يمر العاطل من هنا مرة أخرى فى الواحدة ليلا”.
هكذا كان التناغم حليفا للمعزوفات التراثية القديمة.
شكرا لهذا القلم المرتوى بمدخراتنا الإنسانية النبيلة الزاخرة بمقتنيات الزمن الجميل.

التعليقات مغلقة.