موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الوالدة … بقلم عدنان الظاهر

98

الوالدة … بقلم عدنان الظاهر

21 آذار 2017
للوالدة
( كل الأيام هي 21 آذار … وكل أيامي هي الخامس من حزيران 1972 … يوم رحيل والدتي )

1 ـ بعتُ الدُنيا بَخْسا
لم أطلبْ شيئاً تعويضا
الُمرُّ العلْقمُ يكفيني صَبْرا
أغلقُ عيني فأرى داراً عاشتْ فيهِ أُمّي
وَلَدتني من ثُمَّ تَخلّتْ عنّي
كنتُ الشاهدَ وحدي لا غيري
رؤيا أُمّي تروي ظَمَأي
ماءُ الكوثرِ في عينيها سرّا
أتمنى أنْ أحيا يوما
لأرى دمعي في عينيها شمْعا.
2 ـ لولاها
لَركبتُ البحرَ الهائجَ مسلوخَ الظهرِ
وجعلتُ الموجَ المتغيّرَ لوناً عنواني
ما خاطرتُ ولا جاملتُ ولا عَبَرتْ أقدامي حدّا
تفصلنا دُنيا أخرى لا تشبهُ دنيانا
ـ تجمعنا أحيانا ـ
ظَلَمَتني … سَبَقتني .. جعلتني أتعجّلُ موتي
أتَحَرّكُ وُفقَ أوامرَ عُليا
غامضةٍ ما كانتْ يوماً جُزءاً منّي
وأناجيها عَلَناً أو سِرّاً دمعا
ذاكَ لأنّي فَصَلتني نفسي عنّي
فغدوتُ مَجازاً لغويّا
وإناءَ نفاياتٍ مقلوبا
لا أعرفُ ما وزني في سوقِ سماسرةِ الوزنِ
لو شاءتْ أخذتني منّي
شَبَحاً لا أعرفُ أنّي في سجنِ.
3 ـ في بيروت ودمشق
( لقاءان في عامي 1965 و 1966 )
ماذا لو لمْ ترحلْ
لم تتركْ بيروتَ وأرضَ الشامِ خرابا
هل كنتُ سأرجعُ وحدي خسرانا
أغرقُ زورقَ إنقاذٍ في عَرْضِ البحرِ
تركتني في بيروتَ أُخاطبُ أمواتاً في رملِ ” الروشةِ ” والبحرِ
ورسوماً خطّتها الأمواجُ تُشابهُ رسمي
أسألها : مَنْ يملأُ في الليلِ فراغاً جلستْ فيهِ أُمّي
أو رُكناً سجّلتُ لها فيهِ صوتا ؟
الكونُ رموزٌ تحملُ أختاما
أبحثُ عنها ما بينَ تُرابِ لُحودِ قبورِ الموتى
فيها صُورُ الماضينَ تِباعاً حَفرا
فيها سيمائي جيناً جينا
أسألُها ماذا أبقتْ للزُخرفِ في تكويني ؟
ألواناً حالتْ
رُقُماً وطلولاً بادتْ
وعظاماً تحملُ أسماءً حُسنى
من سيماءِ رسومِ الدنيا الأخرى .
4 ـ مع الصُوَر
صوّرتُ وكبّرتُ وغطيّتُ الجُدرانَ رسوما
زادتني حُزْنا
عِلّتُها نالتْ منّي
شلّتْ أطرافي
تتكلّمُ لا أفهمُ أسرارَ الشُفرةِ في حرفِ القولِ
تلّتفُّ بأعلامِ حِدادٍ سودِ
تتمدّدُ في عمري موجاً بحريَّ المدِّ
يتوسّطها تابوتٌ يحملُ نعشي فوقَ الأكتافِ
يُحصي أخطاءَ الأنفاسِ وميزانَ الصرفِ الصحّي
الحاضرَ منها والمتستّرِ والخافي المستخفي
لا ملحُ البحرِ يُرممُ مفتوحَ الجُرحِ
لا طبُّ اليونانِ ولا ( فتّاحُ الفالِ ) الشرقي
فالنفقُ المحفورُ عميقاً
يأخذني أنّى شاءَ الحفّارُ
[ بالأمسِ كانوا هنا واليومَ قد رحلوا / من أغنية ]
هذي الهوّةُ أعددناها للردمِ
أخشاها … أتحاشى ممشى أقدامي فيها
تفصلني عن أهلي جَسداً ـ روحا
[ بالأمسِ كانوا هنا … ]
5 ـ بكاء الوالدة
( هلْ ينفعُ بكّاءً دمعُ ؟ )
كانت أمّي تبكي
أسألُها : ما يُبكيكِ يا أُمّي ؟
تبكي أكثرَ، تبكي تبكي لا تسمعُ أُذْني ردّا
تبكي بعضَ أئمَّتها
تبكي غيبةَ أبناءٍ طالتْ
تبكي موتاها
تبكي سوءَ الحظِّ وما لقيتْ من بعضِ الأهلِ
تبكي لمجردِ أنْ تبكي
أنْ تذرفَ دمعاً قرّحَ جفنيها
أنْ تردمَ بحراً يتفجّرُ مِلحاً في عينيها
تنتظرُ الغائبَ يأتي يحملُ أكفاناً أعلاما .

التعليقات مغلقة.