موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الوحش الذي روَّضته صبيًّة.بقلم ربيع دهام

156

الوحش الذي روَّضته صبيًّة.بقلم ربيع دهام

ومشى العمرُ كأنَّهُ ملكُ السلاطين. لا قامة تعلو على عرشِ نعالِهِ، ولا شيء يوقف، ولو للحظةٍ، إقبالِهِ.
بناظرَيْهِ حدَّقَ في الأفقِ البعيدِ،
فتكشَّفت أمامه حواجز اصطناعيَّةْ.
وسواتر خشبيَّةْ، وحديديَّةْ. وسدود وألغام وحُفر وخنادق. كلُّها من صناعة بشريَّة.
قهقه العمرُ وأكملَ كالجداولَ زحفَه، وكأنَّ لا شيئاً كان، أو يكن، أو سوف يكونْ.
وبلمحةِ قدرٍ، هرَّت الحواجزُ مِن أمامه كأسنانِ الحليبِ. وفرَّتْ مذعورةً السَّواترُ. واختبأت في جحورِها الخنادقُ.
وغزا الظلامُ العيونَ، وكوّرت التجاعيدُ الجفونَ. وصار الأسود أبيضَ. والأحمر أزرقَ.
وأكمل العمرُ طريقَه لا يُبالي.
بغضبه. بفرحه. بمائه. بحريقه. باستهزائه بكل أنواع الحصون.
أكمل وكأن لا شيئاً كان، أو يكُن، أو سوف يكون.
رأى نساءً يدخُلْن عيادات التَّجميلِ،
وشُبّاناً يُرجِعون بمكرٍ واحتيالٍ، عقارب السَّاعة إلى الوراء.
ابتسم العمرُ. ضحكَ. شمتَ. وهمس في نفسه:
“يا لهم من ضعفاء!”.
ومشى العمرُ.
مشى وكأن لا شيئاً كان، أو يكُن، أو سوف يكونْ.
وأكمل المسير حتى صادفته صبيَّةٌ تجلس على قارعة الطريق.
وكانت تلهو بلعبتِها الصغيرة.
تسرِّح شعرَ الدميةِ الجميلة. تبدِّل ثيابَها. وتدندن بأغنيةٍ ربيعيَّة الَّلحنِ، وورديَّة الكلام.
استمعَ العمرُ لصوتِها دون أن يتوقَّف، أو يبالي.
اقتربَ منها ظانَّاً أنَّها، كباقي البشر، ما إن تراه حتى، تهرع في أرضها أو تنهار.
وأقبل. أقبل إلى أن لامست نعاله جدائل شعرِها.
لكن الصبيَّة بقيت تلهو مع لعبتها، وبفرحِ الأطفال تدندن.
وكان على وشك الاصطدام بها، لكنّها أبت أن تخرج من حالة عدم الاكتراث.
هو الذي لا يستطيع أن يتوقَّف، صرخ بوجهها. ثم اقترب أكثر وركلها. وانتظر ردَّة فعلها.
وما زالت الصبيَّة تلهو بلعبتها. وبفرحِ البراءةِ تدندن.
غضبَ لعنادِ الفتاة اليافعة، وراح يزأر بأعلى صوته، ويرعد ويبرق، ويزمجر.
ومن شدَّةِ غضبه، توقّفَ.
لأول مرَّةٍ توقّفَ.
لكنّ الصبيّةُ لم تتوقّف.
استمرَّت. تلهو مع دميتها الصغيرة.
وبخدَّيها الورديَّتين، وبمقلتيْها اللامعتَيْن كشمسِ الأصيل، وبأناملها التي كانت تعزفانِ الفرح، أكملت غوصِها في دُنياها هي، وأحلامها هي، وربوعِ بساتينها هي.
لم يصحِّرُ العمرُ مرجانَها. لم يهجِّر عنها أوطانَها.
وعيل صبرُ العمرِ. وجُنَّت نبضاته. واكتوى بنارِ الضعفِ جبروته.
وأخيراً، ولمَّا فطن أنه لن يهزم أبداً تلك الصبيَّة، استسلم للأمرِ الواقع، وتقهقر مهزوماً على الأرض.
ذاك الذي ركعت أمامه جحافل البشريَّة، منذ الزَّمن الأول، ها هو الآن ينهار أمام أقدام صبيَّة.
وبقيت الفتاة تلهو مع لعبتها، وبقي العمرُ متواضعاً، جاثماً على الأرض.
بل وأكثر من ذلك، كان يعقد لها رباط حذائها الصغير، كلَّما رآه ينفلتُ.

التعليقات مغلقة.