الوحش الطبقى بقلم د.أحمد دبيان
تخرج علينا كل حين وآخر منشورات ومقولات تنسب الى احد كبار الفلاسفة أو علماء الإجتماع أو شخصيات الفساد الذى يتم تزيينه مثل فاروق الأول والأخير مفادها ( لا تعلموا أولاد السفلة ولا تولوهم القضاء )
وبعيدا عن محاولة التجميل الطبقى التى يحاول ناشروا هذه المقولات المدلسة الحظو بها وبعيدا عن انها مقولات شديدة العنصرية تضع مروجها تحت طائلة التمييز العنصرى والطبقى ولا تختلف ابدا عن اى من مقولات النازيين الجدد.
فان هذه المقولات لو تم التطبيق الحرفى لها ما تولى محمد على الكبير حكم مصر وهو ابن الكناس كما نوه الامير رودلف من اسرة هابسبورج الذى قال فى احدى رسائله :
( ابن الكناس الذى صار حاكما عظيما)
فكيف يتولى وهو ابن الكناس الجاهل حكم بلد كبير مثل مصر .
وبنفس المنطق تسقط ولاية فاروق الأول والأخير وهو الصبى الجاهل الذى لم يحصل على اى شهادات .
بل ويناقض هذه المقولة فى الواقع الحركى عميد الأدب العربى طه حسين وعلى باشا ابراهيم رائد الطب المصرى وكلاهما من اولاد السفلة بالتعريف الطبقى العنصرى فالاول ابن فلاح من الصعيد والثانى ابن فلاحة فقيرة كافحت حتى تعلم ولدها وصار طبيبا .
وبتطبيق هذه المقولة يجب اعدام الموروث الفكرى لرفاعة الطهطاوى وعباس العقاد والمازنى وحافظ ابراهيم بل ويجب العودة واغتيال توماس اديسون ووليم هالستد وويليام اوسلر فكلهم من المنظور الطبقى ابناء عمال وفلاحين ممن ينطبق عليهم اللفظ الدارج اولاد البطة السوداء .
وبنفس المنظور ما لنا ان نتبع رجلا أميا كانت أمه تأكل القديد فى مكة ، وما كان لنا ان نذكر بلالا او عمار بن ياسر بخير فالكل من اولاد السفلة حسب المنظور الطبقى .
آفة مصر العنصرية التى تناقض ذاتها وكينونتها وتوازنها الطبقى الاجتماعى وان لم يتم تجريم هذه الاطروحات البغيضة سيظل وحش الطبقية الفقاعية مقوضا لاى انسيابية قد تحقق التوازن الطبقى المأمول الذى تتقدم به المجتمعات.
التعليقات مغلقة.