الوسادة…قصة قصيرة بقلم/ جيهان النجار
الوسادة
قصة قصيرة…بقلم/ جيهان النجار
فى حجرة خشبية ثلثها الاعلي وسقفها من الزجاج يملؤها الضوء نهارا تتحرك هبةالله برشاقة ،استمتاع فى الحجرة تقوم بالاعمال المنزلية ورعاية اطفالها الذين لا يكبرون ابدا فى عيونها مازلت تحضر الرضعات ،تغير الحفاضات ،تحضر غذاء الزوج الصالح الرومانسي المكافح،
يتدرج خيط النهارحتى يصل الغروب
فتأخدها قدميها الى سريرها المفروش باللون الابيض الناصع ،تحتضن وسادتها البيضاء الخارج منها رائحة مسحوق المنظف العطري
تحتضن وسادتها بعنف ،امتلاك
تتحدث معها
فترد عليها الوسادة ويدور بينهما حوار ،بكاء ،عتاب ،لوم ،نظرات ثاقبة حتى تغرق فى نوم عميق
تستيقظ على الخيط الابيض هادئة مطمئنة
تعيد الكَرَّةَ من جديد وهكذا٠
تسأل والوسادة تجب عليها
تقول لها / حبيبي رابح من اجلك تركت اهلى وصديقاتي وجيراني ومدرستي وسقفي وجدراني
وجئت معك يملؤني الحنين، الحب ،التفاؤل ،الطموح
كانت مشاعري فيض من عطاء ،سكينة ،وفاء
لماذارفعت بين مشاعري وقلبك اسوارا عالية!؟ وفرغت عليها زبر الحديد!
حتى اصبحت غير قادرة للصعود الى قلبك من جديد
لماذا عندما رزقنا الله بذرية رائعة ؟!
قرة عين تتمتع بالحسن ،الذكاء ،الطاعة
رفعت أيضا بينك ،بيننا أسوار عالية فرغت عليها مزيد من زبر الحديد!؟
كأننا وباء فررت منا كفر المجذوم من الأسد!!
،تركتني وحيدة بدنيتي يتألم كاهلي من الحمل العظيم والمسؤولية التى تستأسد علي كل يوم
حتى اصبحت قزمة امامها لا أستطيع الا الركوع٠
ماذا فعلت فى حياتي من وزر !؟
حتى يكون الابتلاء فى أساس البناء فى عمود الخيمة ونواة الأمر
فى إمرئ أحببته فأضاع من يعول
فتتشتت فلذات اكبادنا
وانتهى بي عمري وأنا أين أنا !؟
تهدأ وتتوقف هستيريا البكاء والصريخ بصعقات بالرأس ٠
التعليقات مغلقة.