موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

الوظيفة رقم ٤ بقلم زينب الأسدي

267

الوظيفة رقم ٤ بقلم زينب الأسدي

أن تكون قد حصلت على لقب “مهندس” فهذا لا يعني أنكَ سترتدي خوذة معدنية وتحمل الخرائط كما الصور على الموقع “Google”، والتي نعلقها على جدران أرواحنا الإلكترونية يا صديقي!
خذها مني؛ أوهام.. نعم، صدقني هي كذلك!

حسناً سأثبتُ لك هذا:
ذات مرة مرض أبي وأخذه الألم ”أخذ عزيز مقتدر“
لا أب، يعني لا نقود ، لا خبز…
وبما أن صديقتكَ هي الكبرى لخمسٍ يصغرونها؛ اتخذتْ قراراً صائباً في البلد الخطأ حين قررتْ أن تأخذ دور والدها كمعيل.
نعم، أعرف، ستقول لي كيف؟ ولماذا؟
كن صبوراً، سأصدّع رأسكَ حتى تبغض المدرسة، والهندسة، والوطن…!

ذات ليل وأنا ”أثب كالبراغيث“ وأقفز من موقع لآخر:

إعلان…
مطلوب موظفة! حسناً، الموضوع مؤنث؛
يخصني… أجل يخصني…
اكملي زينب اكملي:

٠لديها شهادة عالية.

  • بكلوريوس الهندسة ستفي بالغرض.

٠على معرفة لا بأس بها بالحاسوب
_بل أنا أتقنه..

٠تعرف الإنجليزية.
_أنا أعرف الإنجليزية وأمها أيضاً. آه أمزح..

٠أنيقة المظهر.
_نظرتُ في المرآة، لا بأس وجهي لا يخيف أحداً!

٠قوية الشخصية.
_أتذكر في الجامعة كان الرجال من زملائي يرشحونني ممثلة لهم!

حسناً وماذا بعد؟! ٠لبقة ومتكلمة.. من غيري وأنا والبلبل قد شربنا من الإناء ذاته!

«اسم المؤسسة ووقت المقابلة يحددان عند مراجعتنا»

في اليوم التالي انطلقتُ إلى شركة التوظيف قبل أن يستيقظ الديك!
وقفت ورأسي إلى فوق، لا ليس على رقبتي!
أبعد من ذلك بكثير، فمواصفاتي تطابق الإعلان تماماً.

استيقظ الديك الكسول، انبثقتْ الشمس، ودبت الحياة في الشارع.

الموظفة:
هل جئتِ من أجل الوظيفة رقم ٢ تمتمتُ: حمقاء! أ كل هذه الأناقة من أجل عاملة فندق؟!
لا طبعا سيدتي. بل من أجل الرقم ٤ وابتسمتُ بشفتَي منتصر! إممممم حسناً، هذا وصل بـ ١٠ آلاف دينار يتضمن التفاصيل.

_يا ربااااه! اتحاد رجال الأعمال؟!
سأخطف أحدهم إذن….

٠موعد المقابلة الساعة العاشرة والنصف.

انطلقتُ إلى المكان الذي لا يبعد كثيراً عن مقام ولي صالح تتستر البلاد والعباد باسمه. راجلة أترنح وأتغنى بشمائلي التي يدللني بها الرجل الذي أحب.
“عميقة العينين”، “حافية القدمين”… لا لا هذه ليست أنا فحذائي الذهبي الرائع تحلّق فوقه فراشة بأربعة أجنحة مزدوجة !
حلقتُ أنا وفراشتي على السُلّم.

صباح الخير، لدي موعد مقابلة تفضلي حيثما يصل «السيد»
لم يلتفتْ لأناقتي حتى، قالها ورأسه مدسوس بهاتفه.
يبدو أن صاحبنا مدمن لعبة الـ «بوبجي»

_حسناً سأنتظر…

جلست أطالع الموظف الأرقش، النوافذ المهشمة جزئياً، أثاث الغرفة غير المرتب؛ لا شيء يوحي بأن رجل أعمال مر من هنا!
مرت نصف ساعة، جاءتْ إحداهن مكشرة عن أنيابها:

_واضح أنها ستخيط لي ثوباً!
أخذتْ بنظراتها مقاس طولي، منكبيّ، خصري، وأظن قياس حذائي أيضاً!

أهلاً، هل حجزتِ موعداً مسبقاً مع «السيد»؟ تبسمتُ لأبدو لطيفة أكثر… بالطبع.. بالطبع..
إذن سيأتي، انتظري فحسب. قلت متمتمة: “أنتظر؟!” ماذا كنتُ أفعل لنصف ساعة إذن؟ هاااا نعم. بالتأكيد، شكراً لكِ.

أمط شفتيّ يمنة ويسرة وصور العجوز الأصلع أمامي تملأ الجدران والأبواب وحتى دقائق الهواء!

تتراقص عيناي المليئتين بالكحل الفرنسي على الساعة لتسابق الأميال إلى أرقامها والثواني لدقائقها.
فحين تقرر أن تكون رجلاً مهماً في هذه البلاد؛ عليك ألا تحترم الوقت!
خطف ظل بجانبي وتسلق السُلم على خُفيّ نملة!
العجوز المقرف!
“لمَ لم يصدر صوتاً بسيارته، حنجرته، حذائه حتى؟!”
“اللصوص فقط من يتصرفون هكذا!”

بعث لي من أجل المقابلة المنشودة.

_ماذا تشربين؟
قالها بصوته الصرصار كـ “صالنصة” المحرك الصدئة.

“ما هذا الترف؟”
فتاة رشيقة بملامح هندية تسكب له الماء وتضع له فنجاناُ من القهوة.

لا شكراً لا أرغب بشي. ولا ماء حتى؟!
_ولا حتى الماء.

يرمقني بمكر وهو يتصفح ثوبي الأصفر المذيل بالأسود.
ووشاح رأسي الكحلي الذي لففته كعادتي بطريقة الزوايا والمثلثات والأضلاع الهندسية.
أجل أنها آخر صيحات الموضة [ربما ليست آخرها فأنا منذ شهرين لم أُطالع مجلة سيدتي وزهرة الخليج]!

اسمكِ؟ أين تسكنين؟
_ما لقب عشيرتكِ؟

لوهلة كنتُ سأظن أنني في دائرة النفوس والأحوال المدنية.

انتهت المقابلة.

_ اتركي لنا رقم هاتفكِ سنتصل بكِ إن تم الأمر.

عدتُ إلى البيت منتشيه وأنا اُعيد ضبط هاتفي من الصامت إلى الوضع العام.
سيتصلون بي لا محالة، أين يجدون أفضل مني؟!

تصفحت الـ «facebook» برواقٍ تام.

إعلان…
مطلوب موظفة
.
.
.
يا إلهي! ما الذي يحدث؟!
الكليشة ذاتها! المكان ذاته!

حسنا، وأنا؟!
وشهادتي؟!
إنجليزيتي؟!
أناقتي؟!
عشيرتي؟!

التعليقات مغلقة.