الومضة القصصية بين القبول والرفض:
بقلم: عاشور زكي وهبة
الومضة القصصية ينظر إليها البعض على أنها تقزيم للأدب بصفة عامة، ولفن القصة بصفة خاصة. كما يرونها بمثابة زوبعة في فنجان، لن تزيد عن كونها ضجيجا بلا طحن ينتهي بها المطاف إلى طي النسيان.
وكلماتها القليلة يجعلها تتشابه مع بعضها إلى حد بعيد مما يعرض كاتبوها إلى تهمة التلاص والتناص والتشابك الفكري والتلباثي وتوارد الخواطر..إلخ.
ولكن الومضة القصصية لها مكانتها إذا أجاد كاتبها فيها ولم يقع في فخ التكرار ولم يجدد ويطور في فكرتها.
نحن في عصر السرعة، ولم يعد لدى القاريء الوقت الكافي لقراءة رواية طويلة أو قصيرة قصيرة تتجاوز صفحات. ويمكن للومضة أن تلخص رواية أو قصة قصيرة في بضعة كلمات تعد على أصابع اليدين.
ولا ينبغي للوامض المستجد أن ينبهر بقصر الومضة فيستسهل كتابتها في لحظات. إذ ينبغي أن تكون عميقة الفكرة، ولا يكون العنوان جزءًا منها؛ بل مدخل ومفتاح لسبر غورها.
أي لا تكون بنفس صيغة ومضتي هذه:
ومضة
قَصُرَ ثوبُها؛ سالَ لعابُ الأقلام.
ينبغي للوامض أن يزينها بالمحسنات البديعية كالسجع والتضاد والجناس والطباق بحيث لا تطغى تلك المحسنات على المبنى، ولا تضحي بالمعنى.
يوجد بها المفارقة والقفلة المدهشة اللتان تعتبران عمود الومضة القصصية، وتلحقانها بالقصة القصيرة جدًا.
وإليكم طائفة من ومضاتي القصصية أرجو أن تحوز على إعجابكم:
تغييبٌ
وأدوا بذرةَ العقلِ؛ ترعرعت شجرةُ الجهلِ.
مفارقةٌ
عَمُقَ؛ سَمَقَ.
مقاومة
حُبِسَتِ الأحلامُ؛ تحرَّرَتِ الكوابيسُ.
الإثنين 20/12/2021
التعليقات مغلقة.