اليتيم و متلازمة الطفل المُتخلي عنه/ بقلم د.صبحي زُردق
أوصى الإسلام في أكثر من موضع برعاية الطفل اليتيم و حِفظ ماله و عدم قهره على ما لا يريد، كما أمر بإكرامه في كل موضع ، ففي القرآن قال تعالى(وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)الأنعام ١٥٢ ، و قال تعالى( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) الضحى ٩ ، و قال تعالى( كَلَّا ۖ بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ) الفجر ١٧ .. كما أمرت السُنة المطهرة بالمسح على رأس اليتيم لإشعاره بالأمان و حب المحيطين له رفعاً لمعنوياته و حبراً لخاطره .
و قد يصاب الطفل اليتيم المُهمَل
بما يُعرف في العِلم الحديث بمتلازمة الطفل المُتخلى عنه( Abandoned child syndrome ) و هى حالة نفسية سلوكية تصيب الأطفال عند فقدان أحد الوالدين أو فقدان العائلة أو تخلي أحد الوالدين عنهم أو في حالة الانفصال بين الاب والام.ويكون له تأثير كبير على الطفل قد يرافقه طوال حياته .وكثير من هذه الحالات موجودة لدى اليتامى بشكل خاص . يمكن أن يكون فقدان أحد الوالدين غير طوعي مثل الطلاق أو الوفاة.
مما يعانى هؤلاء الأطفال؟
يعاني هؤلاء الأطفال من بردود فعلية غير جسمانية وبالاخص في المراحل المبكرة التي لا يستطيعون فيها التعبير عن مشاعرهم بالكلام، فيعانون من مشاكل في الاكل، مشاكل في النوم، والصحة العامة.عدم القدرة على الاستجابة بشكل ايجابي للقائمين على رعايته. تباطئ وانتقاص في تطور الطفل خاصة التطور الحركي واستقلاليته الحركية مثل الزحف، المشي، الكلام، والأكل وحده، يكثر من البكاء وعدم الراحة. ويلتصق بالوالد المتبقي طوال الوقت أو الأشخاص القريبين إليه أو المعروفين عنده .بالإضافة إلى حالات جسمانية مرضية مثل التبول الا ارادي ومص الاصبع.الشعور بالذنب والذي في بعض حالات كثيرة يشعر بالذنب .
وقد يصبح الطفل المُتخلى عنه بدون شخصية مستقلة أو قادرة على اتخاذ قرارات ولو بسيطة في حياته في مراحل نموه وبلوغه وبذلك يحاول الاستمرار بتقليد الأشخاص الآخرين أو الأشخاص الذين يشعر بالقرب منهم .
لذا على المجتمع احتواء مثل هؤلاء الأطفال عاطفيا و الإهتمام بهم من حيث المأكل و المشرب و المأوى ، و هو ما سبق الإسلام به باقي الأمم و كل فروع العلم .
التعليقات مغلقة.