اليومَ أمطرتِ السماءُ بمصرِنا
شعر/ مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
ساقَ المُحبَّ لرقةِ التبيانِ….شوقُ الفؤادِ ومقتضى الإتقانِ
ما يفعلُ المشتاقُ إنْ جالَ الهوى….بينَ الضلوعِ وقرَّ في الوجدانِ
ألا فلتعشْ هذي البلادُ أبيةً……يحمي ثراها ثُلَّةُ الشُجعانِ
ولتعلُ في أُفْقِ البريَّةِ حُرَّةً…..من حُسنِها ياخجلةَ القمرانِ
برئِيسِها وجيوشِها وشعوبِها…..ونضالِها في الحقِّ والإيمانِ
ببحارِها وفجاجِها وزروعِها…..وسهولِها الخضراءِ والشطئانِ
بوقائعِ النصرِ التي قد سُطِّرتْ….بحضارةٍ مُذْ نشأةِ الإنسانِ
واليومَ أمطرتِ السماءُ بأرضِها……مطراً غزيراً عمَّ كلَّ مكانِ
فضلٌ من الرحمنِ عمَّ بلادَنا…..وتفاءلتْ بغيوثِهِ أوطاني
سقتِ الزروعَ كما سقتْ أنعامَنا……عذباً فراتاً من لدنْ رحمنِ
وكأنها عينُ المُحبِّ وقد همتْ…..عندَ الفراقِ بلوعةٍ وحنانِ
وكأنهُ زمنُ الشتاءِ مُودِّعاً…..هذا الوجودَ بعَبْرَةِ الهيمانِ
فانظرْ إلى الآفاقِ وقتَ هطولِها…..لمَّا سقت أنحاءَ ذي البلدانِ
قد أورقت منها الرياضُ وأينعتْ……تلكَ الزروعُ بنفحةِ المنانِ
وتمايلَ الزهرُ الذي هو راقصٌ……فرحاً بماءِ المُزنِ كالنشوانِ
فاللهُ قد بعثَ الرياحَ فساقتِ السُّحبَ الثقالَ فلم تزلْ للآنِ
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
التعليقات مغلقة.