اليوم العالمي للأمراض النادرة…
عبــد المعز
نهاية فبراير من كل عام، اليوم العالمي للأمراض النادرة، وكالعادة دعوات للتضامن مع المرضى، ونشر الوعي بأهمية الاختبارات الجينية، والتشخيص الصحيح، ونداءات واستغاثات، ويبقى الحال على ما هو عليه، وعلى الْـمُـتضرِّر “المريض” أن يتضرَّعَ إلى الله.
شبعنا أياماً عالمية، ومازلنا جوعى إلى ما يَسُدُّ الرَّمق، وعَطشى إلى شَرْبةٍ هنيئةٍ مريئة، وفي أمَسِّ الحاجةِ، إلى مَنْ وما يمنحنا الأمل، في حياةٍ آدمية، وعلاجٍ مُناسِب، في مكانٍ مُناسِب، وفي الوقتِ الْـمُناسِب، قبل أن تفتكَ هذه الأمراض بنا، كما فعلت بغيرنا، رغم أن الوقاية خير من العلاج…!
على وزارات ومنظمات الصحة، المحلية، والعربية، والعالمية، إنقاذ ما يمكنُ إنقاذه، بإجراءاتٍ فعلية، ترحمُ مَنْ يعانون، وتُخَفِّفُ عمَّن لا ينامون، وتأخذُ بأيدي مَنْ عجزوا حتى عن استخدام أيديهم، ولا يستطيعون الوقوفَ على أقدامهم، ولا حَولَ لهم ولا قوة إلا بالشافي الْـمُعافي.
أما القادِرون، وما أكثرهم في أُمتنا، بفضلِ الغَني الْـمُغني، فعليهم دورٌ في ذلك، بالتبرُّع لِـمَنْ لا يملكونَ نفقاتِ العلاج، وكفالة ذويهم، أو على الأقل مساعدتهم، لأن المرض ابتلاءٌ من الله، الذي شاء أن يكون خلقه، بين الصحة والمرض، والغِنى والفَقْر، كي يرحم بعضهم بعضا، ويعين كل منهما الآخر، ابتغاء مرضاة الله.
وللأطباء، الدور الأبرز في ذلك، خصوصاً مَنْ أصبحوا تُجاراً، أو جزارين، بشروطهم ومشارطهم، وأقولها بكل الأسى والأسف، لأن الطبَّ رسالةٌ نبيلة، غايتها العلاج، ووسيلتها يجبُ أن تكون مُتاحةً للجميع، مع مُراعاة حقِّ الطبيب، في دخلٍ يستره، ومظهر يُناسِبُ مكانه ومكانته، قبل أن تتحوَّل “الصحة تاجٌ على رؤوس الأصحاء” إلى شعار أجوف…!
وعلى العامة، خصوصاً مَنْ عافاهم الله، زيارة المرضى، والسؤال عنهم، لأن ذلك متاحٌ للجميع، في عصر التكنولوجيا، وإن عَجَزَ بعضُنا عن تقديم شيء، فلن يَعْجَزَ عن الدُّعاء للمريض، والسؤال عمَّن تَرَك، أو تُرِكَ لمصيره المجهول، بعد عَجْزِ عائلِه، وتخلي عائلتِه…!
وأخيراً، على المرضى الصبر، واعتِبار ذلك ابتلاءً كيلا يتحولَ إلى بلاء، نسأل الله العفو والعافية، وأن يأخذوا بالأسباب، فما خلق الله من داء إلا جعل له دواء، وأن يتقرَّبوا إلى الله بصالح، القول، والفعل، والعمل، والنية، كي يرفعَ عنهم، ويردَّهم سالمين غانمين، إلى أهلهم وذويهم.
…………….
التعليقات مغلقة.