اليوم العالمي للسعادة
محمد عبد المعز
…………….
مِنَ الأيامِ العالمية، التي لا حَصْرَ لها، يحتفلُ العالمُ، الآن، باليوم العالمي للسعادة…!
فما هي السعادة؟! ومتى يكونُ الإنسانُ سعيداً؟ وكيف؟ ومع مَنْ ولماذا؟!
السعادة، بداية، نِعمةٌ تُوجِبُ الشُّكر، وهدفٌ يستحق العناء، وغايةٌ على الجميع اتخاذ السُّبل الموصِلة إليها، قَدْرَ استطاعتهم، والسعادة ككلمة، باعِثة على كل جميل ومُبهج.
ويكونُ الإنسانُ سعيداً، إن رضيَ اللهُ عنه، ورغم أن رِضا الناس، غايةٌ لا تُدْرَك، فإن رضا الله، غايةٌ تُدْرَك، ويَجِبُ ألا تُـتْـرَك، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنِ الْتَمَسَ رِضَى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ، رَضِيَ الله عَنْهُ، وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ، سَخَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَسْخَطَ عليه الناس”.
أما كيف يكونُ الإنسانُ سعيداً؟!
فإجابة هذا السؤال، حيَّـرت كثيرين، ولايزال البحثُ عنها مُستمراً، لأن لكل منا ما يَجِدُ سعادته فيه، فمنا مثلاً مَنْ يراها في زوجة، ومَنْ تراها في سيارة، ومَنْ يراها في ذُرية صالحة، ومَنْ تراها في مكانةٍ اجتماعية، ومَنْ يراها في منصب، ومَنْ تراها في مال، وهكذا، ولسنا في ذلك سواء…!
سعادتنا بأيدينا، فلنبادِر بها، قبل طلبها، ونحاول إسعادَ غيرنا، ولو بأقل القليل، بمسح دمعة، برسم ابتسامة، بصدقة، بكلمة طيبة، بمد يد العون لمحتاج، بكفالة يتيم، بإكرام أرملة، بصِلةِ رَحِم، بالرِّضا، بدعوة بظهر الغيب، بأن نقولَ خيراً أو نصمت…!
والسعادةُ الخالدة، في الآخرة… {وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِى ٱلْجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلْأَرْضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَ عَطَآءً غَيْرَ مَجْذُوذٍۢ}.. هود: 108، وتحقيق السعادة في الآخِرة، مُرتبطٌ بما نقوله، ونفعله، ونعمله، بل وننويه، في الدنيا.
لن تسعدَ البشريةُ إلا بوقفِ الحروب، ونشر العدل، والتسامح… “وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ”.. فُصلت: 34.
أسْعِدوا تُسْعَدوا، وأريحوا ترتاحوا، وأصْـلِـحوا ذاتَ بينِكم، يُصلِح اللهُ بينَكم، وكل عام أنتم أسعد.
…………….
محمــد عبــد المعــز
التعليقات مغلقة.